03 - 07 - 2025

استمرار توتر علاقات مصر وإسرائيل بعد عدم التزام "تل آبيب" بعهودها

استمرار توتر علاقات مصر وإسرائيل بعد عدم التزام

مخاوف من تداعيات عد التزام بإسرائيل بتعهداتها مع مصر بشأن جهود الوساطة 
- اللواء محمد الغباشي: التوترات سيكون لها تداعيات سلبية على القضية الفلسطينية 
- اللواء محمد رشاد: لا حل للقضية الفلسطينية دون انتفاضة تجبر إسرائيل على قبول حل دولتين

تسود حالة من التوتر في العلاقات المصرية الإسرائيلية ، نتيجة خلافات حادة بسبب عدم التزام الكيان الصهيوني بما تعهد به أكثر من مرة فيما يتعلق بعدة ملفات هامة أهمها القضية الفلسطينية. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية ودولية، فإن هذا التوتر جاء عقب انتهاء الحرب الكيان الصهيوني مع حركة "الجهاد الإسلامي" في غزة ، ورغم استمرار التنسيق الأمني بين البلدين فيما يتعلق بتأمين الحدود المشتركة.

وأشارت وسائل الإعلام الدولية إلى أن إسرائيل نقضت عهدها مع القاهرة، حيث أنه في الوقت الذي تم خلاله التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار ودخوله حيز التنفيذ عبر وساطة مصرية، وأثناء اتصال رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، كانت هناك عملية أخرى تستهدف إبراهيم النابلسي، حيث تم اغتياله من طرف قوات الاحتلال.

وتسببت عملية قتل إبراهيم النابلسي، بغضب مصري كبير، أضيف إلى شكاوى مصرية أخرى كانت متعلقة بالأيام التي سبقت الحرب الأخيرة في غزة، عندما هددت حركة "الجهاد الإسلامي" بالانتقام لاعتقال بسام السعدي، حيث قام الجيش الإسرائيلي بإغلاق الشوارع في غلاف غزة أمام الحركة، واستعد في الوقت نفسه لإيقاع ضربة بالحركة، لكن رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، كان يتوقع أن تعطيه إسرائيل المزيد من الوقت لتهدئة النفوس.

ووفق وسائل الإعلام الدولية ، فقد اغتال كيان الاحتلال الصهيوني تيسير الجعبري في جنوب قطاع غزة، وذلك مع اقتراب مصر من الاتفاق على وقف إطلاق النار، كما لم توافق إسرائيل على إطلاق سراح السعدي وخليل العواودة.

من جهته قال اللواء محمد الغباشي، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، زار مصر العام الماضي وهي تعد الزيارة الأولى من نوعها منذ 10 سنوات وحدثت العديد من التفاهمات، وأعلن وقتها وزير الخارجية الأمريكي أن العلاقات بين القاهرة وتل آبيب في أعلى مستوياتها، إلا أن كيان الاحتلال لم يلتزم بما تم الاتفاق عليه لعدة مرات.

وأضاف الخبير العسكري والاستراتيجي، أنه في الفترة الأخيرة حدثت اشتباكات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي، وحركة الجهاد الإسلامية في قطاع غزة، وتدخلت مصر وتوصلت إلى وقف إطلاق النار بين الطرفين، هذا الاتفاق بذل فيه رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، جهدا كبيرا وأخذ وعودا من الجانبين.

وأشادت العديد من الأطراف الدولية بهذا الإتفاق من ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن إسرائيل تخلت عما تم الاتفاق عليه وقامت باغتيال إبراهيم النابلسي، وهذا أغضب كثيرا الدولة المصرية لأن عملية اغتياله جاءت بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وسبقته زيارتان من رئيسي الشباك والأمن الداخلي حيث التقى الاثنان مع اللواء رئيس المخابرات المصرية، الذي أخذ منهم وعودا بعدم اختراق وقف إطلاق النار.

وتابع: إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لبيد، تعهد للرئيس عبد الفتاح السيسي، بعدم اختراق وقف إطلاق النار وبعدم اغتيال النابلسي، لأن هذا خرق لكل القواعد التي تم الاتفاق عليها ، وتهديد للأمن والسلم الإقليمي، كما أنه يزيد من حدة التوترات في الشرق الأوسط لأن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية في في الشرق الأوسط.

وقال الغباشي، إن السؤال الذي يطرح نفسه ، .. هل رئيس الوزراء الإسرائيلي غير مسيطر على الموقف والأجهزة تعمل من خلف ظهرة ؟ أم هو يعلم ويناور ويخادع رغم اتفاقاته المعلنة بوقف إطلاق النار؟.

وتوقع الخبير العسكري والاستراتيجي، أن هذه التوترات ستكون لها تداعيات سلبية على قطاع غزة لأن هذا سيقلل الثقة بين جميع الأطراف بسبب نقض إسرائيل لعهودها وما تم الاتفاق عليه ، متخوفا من تفجر الأوضاع في أي لحظة ، لما لهذا من خسائر ومعاناة للأطفال والنساء وكبار السن نظرا للتعامل الغاشم من قبل قوات الاحتلال.

كما تخوف من عدم قبول بعض الأطراف بالوساطة في حالة حدوث اشتباكات نظرا لإنعدام الثقة في إسرائيل، ما يعود بالضرر على جميع الأطراف ويهدد الأمن والسلم في الشرق الأوسط.

مقبرة اللطرون

في سياق متصل، قال اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات الأسبق، إنه يوجد توتر في العلاقات مع إسرائيل لقضيتين أساسيتين أولهما عدم الرد علي القاهرة بشأن مقبرة الجنود المصريين والتي أثارتها جريدة "هاارتس الإسرائيلية" والتي أكدت أنها موجود بالقرب من القدس رغم اتصال بين الجانبين في هذا الشأن.

وأضاف رشاد أن القضية الثانية، وهي عدم وفاء اسرائيل بتعهداتها فيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار مع حركة الجهاد الإسلامي، مما أحرج القاهرة في غزة، حيث استمرت قوات الاحتلال في القبض ومحاكمة أحد قادتها والذى قبض عليه في الضفة الغربية وعدم الإفراج عن آسير آخر في سجون إسرائيل.

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي، إن إسرائيل دولة داخل منظومة عسكرية وأمنية ومجموعة السياسيين تدير أهداف هذه المنظومة والقرارات الخاصة بالأمن مسؤوليتها.

وأوضح رشاد، أن عدم قناعة مصر بالردود الإسرائيلية بعدم الوفاء بتعهداتها بحجة أن الحكومة الحالية حكومة تصريف أعمال، خاصة وأن القاهرة تعلم أن المنظومة العسكرية والأمنية الإسرائيلية تمتنع عن الرد لأن ردود فعل المقبرة وما يثار عنها يمكن أن يؤدى مزيد من التوتر يصل حتي تجميد العلاقات.

ولفت وكيل جهاز المخابرات الأسبق إلى أن موضوع القضية الفلسطينية مؤجل إلى أجل غير مسمى، لأن هذا الملف لا يمكن معالجته بدون انتفاضة فلسطينية تجبر إسرائيل على السير في عملية السلام وبدء تنفيذ حل الدولتين، بدون ذلك لا أمل بالمرة في حلحلة هذا الملف.
--------------------------------
تقرير – رامـي إبراهـيم 
من المشهد الأسبوعية