23 - 04 - 2024

عجاجيات | إسلام شنودة

عجاجيات | إسلام شنودة

المسلم أصبح مسيحيا والمسيحى أصبح مسلما ، ولم تتدخل أجهزة الشرطة والنيابة العامة ولم تعرب الكنيسة عن امتعاضها ولم يعرب الازهر عن قلقه ، واستقبل جموع المصريين الأمر بالقهقهة وإطلاق الضحكات... وللحق فإن ذلك لم يحدث فى الواقع وإنما جاء بخيال الكاتب يوسف معاطى وتلقفه المخرج رامى إمام فى فيلم (حسن ومرقص) بطولة النجم الكبير عمر الشريف رحمه الله والنجم الكبير عادل إمام متعه الله بالصحة وطول العمر.

والحقيقة أن التسامح مع الخيال الفنى السينمائي وقبوله لا ينطبق على الواقع مثلما حدث مع تصريح للشيخ خالد الجندي قال فيه إن سيدنا عيسى المسيح عليه السلام كان مسلما ، وهو ما أثار حفيظة الكثير من الإخوان المسيحيين بل وأثار حفيظة بعض المسلمين أيضا .. ورغم أننى فهمت تصريح الشيخ خالد الجندي بأن المسيح عليه السلام أسلم وجهه لله فهو مسلم بهذا المعنى وليس بمعنى أنه مسلم الديانة ، خاصة وأنه لم يعاصر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رسول الاسلام وخاتم النبيين والمرسلين .. وشخصيا كنت أتمنى أن ببتعد الشيخ خالد الجندي عن هذه المنطقة الشائكة ، خاصة وهو يعلم بأنه من الصعب إقناع صاحب عقيدة بعكس ما يعتقده أو ما يمس عقيدته من قريب أو بعيد.

وها نحن نفاجأ بقصة الطفل شنودة المسيحى الذى أصبح الطفل يوسف المسلم .. القصة إنسانية جدا ، ومن ضحاياها الطفل نفسه والزوج والزوجة اللذان لا ينجبان وتبنيا الطفل الذى تعددت الروايات عن مكان العثور عليه ، فوالد الطفل بالتبنى فاروق فوزى يقول عثرنا عليه فى داخل الكنيسة وهناك من يقول تم العثور عليه فى الشارع ، وبالتالى فهو قانونا يصنف على أنه فاقد الاهلية ومن ثم يصبح مسلما بالقانون.

فى يقينى أن المسيحية لن تنقص بتحول شنودة من المسيحية للإسلام ، وفى يقينى أن الاسلام لن يزداد بدخول طفل بريء غير قادر على التمييز فى الاسلام.. ولذلك أتمنى أن يتعامل الجميع بعقلانية مع مثل هذه الأحداث ، فالحقيقة المؤكدة أن دماء المسلمين والمسيحيين اختلطت دفاعا عن أرض مصر ، والحقيقة المؤكدة أن الوحدة الوطنية من أهم ضمانات وعناصر الأمن القومى المصري.

حفظ الله مصر محمد وأحمد وعبدالله وفاطمة الزهراء وأسماء وشنودة ومينا وعياد ودميانة وجانيت.
-----------------------------
بقلم: عبدالغنى عجاج
من المشهد الأسبوعية

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | ورحل الفتى علوان





اعلان