24 - 04 - 2024

أنا وانت والمناخ | الموضة المستدامة

أنا وانت والمناخ | الموضة المستدامة

مع كل قرار تاخذه ، إما أن تكون صديقا للبيئة محبا للحياة ، وإما أن تسيء للبيئة وتضر بالحياة ، فى أكلك وشربك واستهلاكك وتنقلاتك وحتى ملابسك .. وهو ما أوجد مصطلح "الموضة المستدامة" فالموضة ثاني وفى تقديرات أخرى ثالث أكبر الصناعات العالمية الملوثة للبيئة بعد البترول ، فالمواد المستخدمة فى صناعة الملابس من البوليستر يتم إنتاجها من مواد بترولية غير قابلة للتدوير.

الموضة المستدامة والملابس الصديقة للبيئة مصطلحات عالمية سيزيد استخدامها ، خاصة مع الاقتراب من عقد قمة المناخ نوفمبر القادم ، الذى ستقام على هامشه عروض أزياء بيئية.

تهدف الموضة المستدامة إلى إنتاج ملابس تحترم الاستدامة والتقليل من إستخدام الألياف الصناعية واستخدام الألياف الطبيعية ، فالموضة المستدامة عبارة عن طرق بديلة فى إنتاج واقتناء الملابس ، حيث نضع فى اعتبارنا عدة معايير منها المواد الداخلة فى التصنيع وطريقة التصنيع وقابلية الملابس لاعادة التدوير.

فعندما تقرر شراء قطعة ملابس تسأل نفسك هل هذه القطعة قابلة لاعادة التدوير أم لا، ولاتشتريها إلا إذا كان يتم تدويرها.

ومثال واحد يوضح حجم الملوثات الناتجة عن الموضة وهو الملابس الجلدية ، حيث أن إنتاج كيلو جرام واحد من الجلد الطبيعى يحتاج فى تصنيعه لـ 17 ألف لتر ماء ، إضافة لما تسببه الجلود الطبيعية من انبعاثات الغازات الدفيئة ، وانبعاث غاز الميثان الناجم عن الماشية ، إضافة إلى استخدام مواد كيميائية ضارة فى مرحلة دباغة الجلود ، ما سبق دفع معظم العلامات التجارية لتبنى فكرة الجلد النباتى وأقسام النسيج فى المراكز البحثية تعمل فى هذا الاتجاه.

مؤخرا حدثت نقلة نوعية فى الموضة المستدامة عندما تم منع مصممى الأزياء من استخدام الفرو الطبيعى ، اتجهت بعض بيوت الأزياء لاستخدام النفايات وأعادوا تدويرها وصنعوا منها ملابس.

وفى ظل "الموضة المستدامة الصديقة للبيئة" يتم الاستفادة من القصاقيص وبقايا الأقمشة فى تصنيع ملابس ومفارش وسجاجيد ، وهذا الاتجاه عرفه المصريون قبل أن ينادى به حماة البيئة ، فى إطار الترشيد وأعادة تدوير النفايات للتقليل من الانبعاثات والحد من تغيرات المناخ .. حيث كان يتم صنع كور من قصاقيص الأقمشة سواء من ورش الحياكة أو مصانع الأقمشة ويتم قصقصتها فى شرائط طولية وتوصيلها بالخياطة اليدوية وتتجاور الألون فى انسجام ويتم لفها فى شكل كرة ، كل ذلك فى بيوتنا التى كانت منتجة ، وتذهب كور القصاقيص إلى ورش صغيرة تصنع منها سجاجيد صديقة للبيئة خالية من البوليستر .. ولايزال الحديث موصولا عن التغيرات المناخية ودورنا فى التكيف مع تأثيرها والحد من تأثيرها أيضا.
-------------------------
بقلم: نجوى طنطاوى

من المشهد الأسبوعية


مقالات اخرى للكاتب

أنا وانت والمناخ | الموضة المستدامة





اعلان