بدأت صباح اليوم الجمعة، عمليات التصويت الاستفتاء من أجل الانضمام إلى روسيا الاتحادية، في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين المواليتين لروسيا، شرق أوكرانيا، ومنطقتي خيرسون وزاباروجيا الخاضعتين لسيطرة الروس، جنوب أوكرانيا، ذلك وسط تنديد متواصل من جانب كييف والقوى الغربية.
ومن المقرر أن يستمرّ التصويت الذي بدأ الساعة 5 بتوقيت غرينتش، حتى 27 سبتمبر الجاري .
وكانت السلطات الموالية لموسكو في هذه المناطق الأربع، التي تمثل حوالي 15% من أراضي أوكرانيا، قد أعلنت عن إجراء استفتاءات عاجلة بشأن الانضمام إلى روسيا، وذلك عقب تسارع وتيرة الهجوم المعاكس الذي شنته القوات الأوكرانية منذ أسابيع، واستعادت به مناطق واسعة كانت القوات الروسية قد سيطرت عليها منذ بدء الحرب في 24 فبراير الماضي.
ووفقا لوكالة رويترز، فإن روسيا لا تسيطر بشكل كامل على أي من المناطق الأربع، وتسيطر على نحو 60% فقط من دونيتسك.
وتتشابه هذه الاستفتاءات التي جرى الإعداد لها منذ شهور مع الاستفتاء الذي أجري عام 2014 في شبه جزيرة القرم، والذي أضفى الطابع الرسمي على ضمّ روسيا لتلك المنطقة.
وقال دينيس بوشيلين، رئيس الانفصاليين في دونيتسك، إن إجراء الاستفتاء "لحظة تاريخية، ليس فقط لأننا مؤمنون بنتائجه الإيجابية، بل لأنه ذروة طريقنا الصعب والطويل".
وأضاف "في البداية أصبحنا دولة مستقلة، بعد ذلك حصلنا على اعتراف باستقلال جمهوريتنا، وها هي الخطوة الثالثة المتمثلة في الانضمام إلى روسيا، سنعود إلى بيتنا، إنه الدافع الأساسي لمعركتنا".
وفي وقت سابق، حذّر بوشيلين من أن كييف حشدت عددا كبيرا من القوات، ولم يستبعد شنَّ هجوم على مناطق سيطرتهم.
وقال فلاديمير روغوف، مسؤول في الإدارة المدعومة من روسيا في جنوب أوكرانيا، "بدأ التصويت في الاستفتاء على أن تصبح منطقة زاباروجيا جزءا من روسيا باعتبارها كيانا أصيلا من روسيا الاتحادية، إننا عائدون إلى الوطن".
في المقابل، تقول كييف إن سكان تلك المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية يجبرون على التصويت، ويهددون بالعقاب إذا لم يشاركوا في الاستفتاء.
وقال سيرغي غايداي الحاكم الأوكراني لمقاطعة لوغانسك إن مدير إحدى الشركات في بلدة بيلوفودسك التي تسيطر عليها روسيا، أخبر الموظفين أن الاستفتاء إلزامي، وأن من يرفضون المشاركة سيُطردون وتسلم أسماؤهم إلى جهاز الأمن.
وأضاف أن السلطات الروسية في بلدة ستاروبيلسك منعت السكان من المغادرة حتى يوم الثلاثاء، وأرسلت مجموعات مسلحة لتفتيش المنازل وإجبار الناس على الخروج للمشاركة في الاستفتاء.
وقال يوري سوبوليفسكي، النائب المعزول لرئيس مجلس خيرسون، في رسالة عبر تطبيق تلغرام، "يهيمن الذعر على الحالة النفسية للروس لأنهم لم يكونوا مستعدين لإجراء ما يوصف بالاستفتاء بهذه السرعة، لا يوجد دعم، ولا يوجد ما يكفي من الناس".
ونددت أوكرانيا والقوى الغربية بهذه الاستفتاءات، ووصفتها بأنها غير شرعية وأنها مقدمة لعملية ضم غير قانونية.
وقالت كييف إن الاستفتاءات مؤشر على خوف موسكو، وأكد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أمس الخميس، أن "أي قرار قد تتخذه القيادة الروسية لا يغير شيئا بالنسبة لأوكرانيا".
وجاءت عبارات التنديد أيضا من جانب الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وكذلك من حلف شمال الأطلسي، ناتو، والاتحاد الأوروبي.
وقالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تقوم عادة بمهام مراقبة الانتخابات، إن النتائج لن يكون لها أثر قانوني، لأنها لا تتوافق مع القانون الأوكراني أو المعايير الدولية ولأن المناطق غير آمنة.
وفي أحدث ردود الفعل الغربية، قالت الحكومة السويسرية إن "الاستفتاءات في الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا مخالفة للقانون الدولي"، وأفادت وكالة رويترز بأن الخارجية السويسرية استدعت السفير الروسي أمس الخميس.
في المقابل، تقول روسيا إن الاستفتاءات تمنح سكان تلك المناطق فرصة التعبير عن آرائهم، وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في وقت سابق "منذ بداية العملية قلنا إن شعوب المناطق المعنية يجب أن تقرر مصيرها".
وتأتي هذه التطورات بعدما أعلنت روسيا الأربعاء تعبئة جزئية لقوات الاحتياط لتعزيز خط الجبهة في أوكرانيا، وهي أول تعبئة روسية في وقت الحرب منذ الحرب العالمية الثانية.