03 - 07 - 2025

"عقل بوتين" الفيلسوف الروسي يكشف دوافع ضرورة إشعال "حربا عالمية ثالثة"

نقل موقع "تزار غراد" الروسي، عن الفيلسوف الروسي الشهير والمؤرخ وأستاذ علم الاجتماع في جامعة موسكو سابقا، والملقب بـ "عقل بوتين"،ألكسندر دوغين، "لقد وصلنا إلى نقطة اللاعودة في الحرب الشاملة ضد الغرب".

وأوصى دوغين الروس باتخاذ إجراءات غير عادية، فنحن على شفا حرب عالمية ثالثة يدفعنا إليها الغرب"، مؤكدا بالقول أن "هذا القول ليس بدافع الخوف، وليس توقعا، لكنه الحقيقة، فروسيا في حالة حرب مع الغرب كله، مع الناتو وحلفائهم، وعليه فإن خطر نشوب حرب عالمية ثالثة يقترب".

وقال دوغين، إمكانية استخدام الأسلحة النووية سؤال مقترح، ولكن احتمال حدوث قيامة نووية يتزايد كل يوم، وهذا أمر واضح تمامًا، فالعديد من القادة العسكريين الأمريكيين يعلنون ذلك صراحة.

وأوضح دوغين "لن يكون الغرب راضيًا حتى مع انسحابنا الكامل من أراضي أوكرانيا، فسوف يقتلوننا في أراضينا وسيصرون على استسلام غير مشروط، ونزع الإسلحة، وتقطيع أوصال روسيا".

واستشهد بالقول "في عام 1991، كان الغرب راضياً عن انهيار الاتحاد السوفياتي واستسلامنا الأيديولوجي، في المقام الأول من خلال تبني الأيديولوجية الليبرالية الغربية والنظام السياسي والاقتصاد تحت قيادة القيمين الغربيين، اليوم، بالنسبة للغرب، الخط الأحمر هو وجود روسيا ذات السيادة، حتى داخل حدود الاتحاد الروسي".

ووصف الهجوم المضاد للقوات المسلحة الأوكرانية في خاركيف بأنه "ضربة مباشرة من الغرب ضد روسيا، فالجميع يعلم أن هذا الهجوم تم تنظيمه وإعداده وتجهيزه من القيادة العسكرية للولايات المتحدة والناتو، وتم تحت إشرافهما المباشر، وبمشاركة مباشرة من الاستخبارات العسكرية الغربية، يرى الغرب، هذه بداية نهايتنا، وذلك لأننا تخلينا عن التراخي في الدفاع عن الأراضي الواقعة تحت سيطرتنا في منطقة خاركيف، فيمكننا أن نهزم أكثر، هذا ليس نجاحًا صغيرًا للهجوم المضاد في كييف، إنه أول نجاح ملموس لقوات الناتو وفق استراتيجية التوجه شرقًا".

وأضاف "من السهل أن ننسب ذلك التراجع إلى صعوبات فنية، ونؤجل التحليل الأساسي للوضع لوقت لاحق، لكن هذا لن يؤدي إلا إلى تأخير تحقيق الأمر الواقع، وإلى إضعاف أنفسنا وإحباطنا، لذلك، علينا الاعتراف ببرود أن الغرب قد أعلن الحرب علينا وهو يخوضها بالفعل، لم نختر هذه الحرب، ولم نكن نريدها، وكذلك في العام 1941، لم نكن نريد حربًا مع ألمانيا النازية ورفضنا الإيمان بها حتى النهاية، لكن في الوضع الحالي، عندما تشن الحرب ضدنا بحكم الأمر الواقع، فيجب فقط الفوز بها، بعد أن دافعت روسيا عن حقوقها".


وقال دوغين "يلعب الحلفاء دورًا حيويًا في أي حرب، وليس لروسيا اليوم الكثير منهم، لكنهم موجودون، وأتحدث هنا عن الدول التي ترفض النظام الغربي الليبرالي الأحادي القطب مثل الصين وإيران وكوريا الشمالية وصربيا وسوريا وجمهورية أفريقيا الوسطى ومالي، وكذلك إلى حد ما الهند وتركيا وعدد من الدول الإسلامية والأفريقية وأميركا اللاتينية، والعمل معهم يعتمد على حشد جميع الموارد المتاحة، لا الدبلوماسية المهنية فحسب، لكن الدبلوماسية الشعبية، الأمر الذي يحتاج لأيديولوجيان فيجب أن نقنع الحلفاء بأننا قررنا الانفصال عن العولمة والهيمنة الغربية بشكل لا رجعة فيه ومستعدون للمضي قدمًا في بناء عالم متعدد الأقطاب، يجب أن نكون حازمين، فلقد انتهى وقت اللون الرمادي والتنازلات".

جدير بالذكر، أن الفيلسوف الروسي دوغين، كان قد فقد ابنته 21 أغسطس الماضي، في حادث تفجير سيارتها، وتبين أن الحادث كان يستهدف الإبنة ووالدها، إلا أنه قبل الحادث بدقائق غير خطته وركب سيارة أخرى،  وذكر موقع The Daily Beast الأميركي حينها، أن المحققون قالوا أن تفخيخ السيارة "ضربة مستهدفة ربما كانت مقصودة لألكسندر دوغين"، الذي يُعتقد أنه "القوة الدافعة" وراء العملية العسكرية في أوكرانيا".