30 - 04 - 2024

التجديد الأسري بين السياسة والفن

التجديد الأسري بين السياسة والفن

أؤمن بأهمية الفن في المجتمعات وفي إحداث التغيير المنشود، وأعتقد أنه لا تغيير ايجابي إلا بناء على سياسات مدروسة وتبني تنفيذي لمخرجات أي حوار مجتمعي ثري ، وفي دعوتي لتجديد الخطاب الأسري أتوقف عند محطتي الفن والسياسة، لأهميتهما في إنجاح الفكرة إذا انخرطت داخل أطر الابداع والتنفيذ على طول أوطاننا العربية وفي القلب منها بلدنا المفدى مصر.

إن الحملات الممولة والمدروسة ضد الأسرة، والتي باتت حقيقة لابد أن نتصدى لها، خرجت من رحم سياسات لا تحب مؤسسة الأسرة المبنية على آدم وحواء، وبالتالي لا يفل السياسات السلبية إلا السياسات الايجابية، وكل تحرك منظم سلبي يجب أن يتصدى له تحرك منظم ايجابي.

الحمد لله رب العالمين ، لازالت الفطرة الإنسانية ظاهرة في الشرق، وتعافر في الغرب، والحكومات العربية تتفق بإجماع على أهمية مؤسسة الأسرة في المجتمعات، وهناك جماعات وهيئات في الغرب تكافح من أجل حماية رابطة الأسرة، وهو ما يمكن البناء عليه بين الشرق والغرب للحفاظ على الخيار الاستراتيجي لحماية الإنسانية ألا وهو الأسرة.

ولستُ هاهنا في مجال البحث في أعمال كل حكومة ودولة ومدى مناصرتها لمؤسسة الأسرة، والحفاظ عليها، ومواجهة التحديات التي تواجهها بالعلم الحديث والأصول الراسخة، ولكن أذكر بأهمية سعي الهيئات المعنية في الدول جميعا لرفض مخرجات الشذوذ مهما كانت الضغوط بالتزامن مع سعيها لتطوير القوانين واقرار رخصة التأهيل للزواج والإنجاب في كل البلدان، حتي يسود العلم ويذهب الغم.

ورغم ارتباط الفن في غالبه بجماعات مصالح تتبني تسليع المرأة، إلا أنني أؤكد أهمية صناعة فن عائلي ، يصلح لكل أفراد العائلة ، مليء بالحب والرومانسية وسبل مواجهة التحديات برقي وود وسلام ، وهنا أرفع القبعة للفنان الكبير محمد صبحي ، صاحب مسلسل "يوميات ونيس" ، الذي لازال ذا بريق في قلوب أجيال مسئولة عن بيوت الآن.

إن الفن يجب أن يكون في خدمة الأسرة، وإن كل السياسات يجب أن توفر طاقات سعي خلاقة لانجاز ما يلزم لتجديد الخطاب الأسري القائم على الأصول الأخلاقية والتنمية الأسرية المستدامة، وإن دور الساسة والمبدعين في حماية الأسر لا يقل عن دور باقي النخب والفاعلين في إحداث هذا التغيير.

وإني لأردد مع القائل :" قل ما شئت عن الشهرة وعن اقتحام الأخطار فإن كل أمجاد العالم و كل حوادثه الخارقة للعادة لا تعادل ساعة واحدة من السعادة العائلية".

دمتم بسعادة
-------------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان