03 - 07 - 2025

الحرب الأوكرانية - الروسية قد تمتد لـ2030، والغرب يسعى لأفغنتها

الحرب الأوكرانية - الروسية قد تمتد لـ2030، والغرب يسعى لأفغنتها

صرح رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان، خلال جلسة مغلقة لحزب فيديس – الاتحاد المدني الهنغاري الحاكم، الأحد، قائلا "يهدد النزاع في أوكرانيا بالاستمرار حتى عام 2030، ونتيجته قد تفقد كييف ثلث أو نصف أراضيها"، وألقى باللوم على دور الغرب في توسعة القتال المستمر في أوكرانيا منذ أكثر من نصف العام، موضحا "كان من الضروري أن يكون النزاع في أوكرانيا محليا، لكن الغرب تدخل فيه وجعله نزاعا عالميا".

وانتقد العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا، واصفا إياها بأنها طلقة على قدم الاتحاد، متابعا: "بسبب أزمة الطاقة التي أثارتها العقوبات، من الممكن أن نشهد في الشتاء وقفا لعمل 40 % من الصناعات الأوروبية"، مؤكدا معارضته لتمديد العقوبات الأوروبية على موسكو.

من جهتهم اعتبر مراقبون سياسيون أن تصريحات أوربان تتسم بالواقعية والدقة، رغم كونه مقربا من موسكو، وأنها تعكس بالفعل فداحة هذه الحرب ومخاطرها الواسعة التي قد تطال القارة الأوروبية والعالم ككل.

فقال الخبير العسكري والاستراتيجي محمد صالح الحربي تعليقا على تصريحات أوربان لـ"سكاي نيوز"، أن "هذه الحرب ستكون طويلة بالفعل وستمتد على مدى سنوات، فهي من طينة الحروب التغييرية الكبرى التي ينجم عنها انقلابات وتحولات جوهرية وبنيوية في طبيعة النظام الدولي وتوازناته، حيث بعد نحو 7 أشهر من اندلاعها تتبلور ملامح تعددية قطبية عالمية، وسط احتدام صراع التكتلات والمحاور المتضادة".

ويضيف: "العالم بأسره يتضرر بشدة من هذه الحرب التي هي في الواقع سلسلة حروب متشعبة ومتداخلة في إطار حرب استراتيجية واحدة، من حروب الطاقة والأنابيب وسلاسل التوريد إلى حروب العقوبات المتبادلة وحروب المعلومات والاختراقات السيبرانية، إلى حروب النفوذ والسيطرة على الأرض وفي أعالي المحيطات".


ومع تداعيات الحرب يعيش العالم محنة كبرى على مختلف المستويات وخاصة على الصعيد الاقتصادي، حيث التضخم يفتك باقتصادات العالم كبيرها وصغيرها، حذر الخبير العسكري بالقول، أنه "سيكون من المستحيل على العالم تحمل امتداد هذه الحرب بتداعياتها الكارثية لنهاية العقد الجاري كما يتوقع أوربان، حيث تقدر الخسائر نتيجة تبعات الحرب الأوكرانية بأكثر من 10 تريليونات دولار، ولهذا كله فلا بد من وقف الحرب بأي شكل في فترة وجيزة، وإلا فإن القادم أعظم".

من جهته يقول مدير مركز الحوار الروسي العربي مسلم شعيتو "يسعى الغرب منذ الإرهاصات الأولى لهذه الأزمة لتحويل أوكرانيا إلى أفغانستان ثانية، لذا فهو يهدف لإطالة أمد هذه الحرب كونه لا يخسر شيئا والخسائر البشرية فيها هي روسية وأوكرانية، ومن باب استنزاف روسيا وإشعال الحرائق في فضاءاتها الحيوية بشرق أوروبا وآسيا الوسطى مثلا".

ويستدرك الخبير بالشؤون الروسية :"لكن لا يمكن بطبيعة الحال الجزم بتوقع مدى طول أمد الحرب، التي واضح أنها لن تنتهي قريبا بالنظر لحجم التعقيدات المحيطة بها، ولا سيما التورط الغربي المتمادي في تسعير الحرب وتسليح كييف بشتى صنوف الأسلحة النوعية لصب الزيت على نار الصراع وإبقاءه مشتعلا".

ويقول الكاتب والباحث السياسي جمال آريز، "رغم أن الزعيم الهنغاري محسوب على موسكو، وهو يكاد يكون الوحيد من بين الزعماء الأوروبيين الذي يرفض إدانة الرئيس الروسي بوتن بسبب حرب أوكرانيا، لكن تصريحاته هذه تنطوي على قدر عال من الواقعية والصواب"، وأضاف: "لا بوادر لنهاية وشيكة للحرب التي بات واضحا أنها ستتواصل طيلة العام الجاري، وربما تمتد لسنوات تالية، في ظل تعنت أطراف الصراع وإصرارها على المضي في سياسة حافة الهوية، كما أن توقعه بخسارة كييف لمساحات واسعة من أراضيها قد تصل لنصفها هو الآخر في محله، حيث أن الروس الآن يسيطرون بالفعل على نحو 25 % من مساحة أوكرانيا في المناطق، التي هي تحت نفوذهم في الشرق كحوض دونباس وفي الجنوب كمقاطعة خيرسون".

تميزت بودابست بموقفها المفرد خارج السرب الأوروبي حيال الأزمة الأوكرانية منذ البدء، حيث رفضت طلبا أوكرانيا بتزويدها بالأسلحة ودعم العقوبات على قطاع الطاقة الروسي، ومنعت السماح لشحنات الأسلحة بعبور حدودها إلى أوكرانيا.

هنغاريا بحكم كونها سابقا كانت ضمن بلدان الكتلة الأوروبية الشرقية الدائرة في فلك الاتحاد السوفيتي السابق، فإنها تملك شبكة واسعة من العلاقات والمصالح الاقتصادية والأمنية والسياسية تاريخيا وراهنا مع الاتحاد الروسي.

شكل فوز أوربان بالانتخابات العامة في بلاده مطلع أبريل الماضي التي جرت بعيد اندلاع الحرب الأوكرانية، تفويضا شعبيا له وفق المحللين، للمضي في سياساته من الأزمة الأوكرانية وعدم استعداء روسيا، وجعلته أكثر قوة وثباتا في مواجهة الانتقادات والضغوط الأوروبية والغربية.