لمزيد من التبكيت اختار المسؤولون عن تفكيك وبيع شركة الحديد والصلب المصرية ، موعد 28 سبتمبر الجاري الذي يناسب ذكرى وفاة زعيم مصر الراحل جمال عبد الناصر لبيع خط انتاج كامل بالشركة (أوناش - محطة كهرباء - ورش ملحقة - عربة نقل - وحدات تهوية ) ومئات الآلاف من أطنان خامات الحديد والدولوميت والطوب الحراري والكربوني والحجر الجيري مقاسات حرارية وعازلة وأسمنت حراري وماء زجاج.
وتوفي الزعيم الخالد جمال عبدالناصر في 28 سبتمبر 1970 بعد 16 عاما في حكم مصر أقام خلالها صرحا عظيما للصناعة وأنشا من 1956 حتى 1970 أكثر من سبعمائة وخمسين مصنعا ملكا خالصا للدولة المصرية، منها ما يزيد عن مائتين وخمسين مصنعا للصناعات الثقيلة مثل المراجل البخارية والغزل والنسيج وتوليد الكهرباء... إلخ، ومن هذه المصانع أيضا مجمع الحديد والصلب بحلوان الذي جرى تفكيكه هذا الشهر ومجمع الألومنيوم فى نجع حمادى ومصنع الفيروسيليكون فى إدفو ومجمع البترول بالسويس ومسطرد وطنطا والإسكندرية وغيرها من المصانع.
وكان العامل فى مجمع الحديد والصلب بحلوان يحصل على التدريب فى الداخل والخارج وعلى المرتب الكافى وعلى المسكن له ولأسرته وعلى العلاج له ولأسرته، وطبق الشيء نفسه فى أغلب المشاريع الصناعية كمجمع الألومنيوم فى نجع حمادى ومصانع الغزل والنسيج فى المحلة الكبرى وكفر الدوار وكذلك مصانع الأسمدة (كيما) فى أسوان ومصانع أخرى فى شبرا الخيمة ومصانع الأسمنت فى حلوان ومصنع الفيرو منجنيز فى جنوب سيناء.
وتوقفت المصانع منذ أواخر سنة 1965 حتى أواخر 1967 لاتباع رئيس الوزراء فى ذلك الوقت السيد زكريا محيى الدين ووزير الصناعة الدكتور مصطفى خليل سياسة الانكماش والتقشف فى تلك الفترة وعادت للعمل من سنة 1968 لتعمل ثلاث ورديات فى اليوم وسبعة أيام فى الأسبوع لتساعد مصر على الصمود فى وجه أعدائها حتى تمكنت قواتنا المسلحة من عبور قناة السويس والانتصار على العدو سنة 1973 فاستطاعت تلك المصانع أن توفر احتياجات القوات المسلحة والشعب من المصنوعات بدلا من تلك التى توقف استيرادها من الخارج لظروف الحرب.
واتخذ الرئيس جمال عبدالناصر قرارا بألا تصدر خامات مصر للخارج إلا بعد إدخال عمليات صناعية عليها، وتنفيذا لهذا القرار كان بالدرجة الأولى القطن الذى كان فى الماضى يصدر بالكامل للخارج ليعود لنا مصنعا، فقد تم تصنيع القطن المصرى فى المصانع المصرية التى تم تحديث مغازلها فى المحلة الكبرى وكفرالدوار والإسكندرية وإنشاء مصانع أخرى للغزل والنسيج فى قنا وأسيوط ودمياط وغيرها من محافظات مصر لتقوم بتصنيع القطن المصرى بأيد مصرية ثم يصدر للخارج وكانت مصر تنتج أجود أنواع اللينوه إلى سويسرا وفرنسا وغيرها وترتب على ذلك أن توقف عدد كبير من المصانع فى إنجلترا عن الإنتاج لعدم وجود القطن المصرى الخام.
كما كان خام الحديد المكتشف فى الواحات البحرية والذى قدرته بيوت الخبرة الأوروبية بـ 250 مليون طن من أجود خامات الحديد فى إفريقيا وبالرغم من ظروف حرب الاستنزاف وفى نفس الوقت ضرورة نقل الحديد الخام من الواحات البحرية إلى حلوان وهذا يحتاج لإنشاء سكك حديدية وطلب الشركة السويدية تصدير خام الحديد إليها فى مقابل إنشاء السكة الحديد إلا أن ذلك قوبل بالرفض من الجانب المصرى، احتراما لقرار رئيس الجمهورية بعدم تصدير الخام المصرى للخارج فقد تم إنشاء السكة الحديد بأيدى المصريين أنفسهم من الواحات البحرية إلى مصانع الحديد فى حلوان.