20 - 04 - 2024

حضن الوطن لا أحضان الطائفية

حضن الوطن لا أحضان الطائفية

فى نفس هذا المكان من عدة سنوات ان دين المصريين هو " مصرى " وكل منا هو حر مع الله سبحانه وتعالى ، وغضبت الجماعات الارهابية , كتبوا ردودا ما انزل الله بها من سلطان ، نعم نحن فى مصر ندين بدين واحد فقط ، هذا الدين يسرى فى دمائنا دون تفرقة ، لا يعرف اللون ولا الملة ، وهذا ما تربينا عليه ، فى هذا المكان ايضا وجهت اللوم الشديد لوزير الشباب السابق خالد عبد العزيز عندما قام بعمل تجمعات خاصة بأهلنا ابناء النوبة ، ومن يتابعنى فاننى اؤكد ان الشعب هو جسد واحد ، وان هناك منذ جاء الاستعمار الانجليزى يحاولون باى طريقة ووسيلة تمزيق وحدتنا ، اننى اتحدث الى الشعب المصرى الواحد ، اما المتعصب لن يقتنع بشىء مما أكتب ، والمتعصب ليس المسلم او المسيحى ، بل الاثنين معا ومعهم بعض الخونة والجهلة .

حدثت صدمة هذا الأسبوع غير مسبوقة ، تمت الموافقة على إشهار نادى وفريق كرة قدم للمسيحيين ، تم هذا بموافقة الدولة ، هذا الأمر يتجاوز سلطة وزير الشباب ، الحمد لله الأغلبية الكاسحة سواء مسلم أو مسيحى رفضوا الفكرة تماما ، ولكن مؤكد هناك أصوات تنعق للخراب قالت ولماذا نرفض الفكرة خاصة أن هناك حوادث فى بعض الأندية كان فيها تعصب أعمى استبعد على ضوئها الناشىء المسيحى ..!

أنا زمالكاوى منذ بداية الستينات ، كان كبير مشجعي الزمالك جورج سعد يقودنا فى المدرجات عندما يكون موقف الزمالك متأزما ، ولم يخطر على بال أي زمالكاوى أو مصرى أن يسألأ عن ديانة جورج سعد ، كان حارس مرمى الزمالك سمير شفيق ومن قبله ألدو ، ولم يكن مهما أن يعرف الناس ديانة اللاعب لأنه أمر لا يشغلنا ، فى السبعينات كان المميزون في معظم الألعاب الفردية بالزمالك من أهلنا المسيحيين ، وكان يوجد لاعب كرة موهوب فى أشبال الزمالك اسمه جورج خزام ، وكان سىء الحظ لأن إبراهيم يوسف كان فى بدايته وتألقه ، ففضل الطب وابتعد عن الكرة بعد أن وصل حتى فريق 20 مع نصر ابراهيم ومنصور حافظ وخالد متولى ..الخ. 

فى الثمانينات والتسعينات كان أبرز لاعبى الإسماعيلى محسن عبدالمسيح ، أشرف يوسف نجم الزمالك ، ناصر فاروق نجم المحلة ، وكابتن مصر هانى رمزى ، وحاليا ابن هانى فى ناشئي الاهلى ، أمير عادل بوادى دجلة ، ربما يوجد غيرهم لا أعرفهم ، والسؤال: هل هناك مشكلة لأهلنا من المسيحيين تمنعهم من الالتحاق بفرق الناشئين بالفرق المختلفة ؟ سأفترض الإجابة بأن هناك مشكلة فعلا ، فماذا يكون الحل؟ مليون فى المائة تكوين فريق برئاسة الأنبا روفائيل ..!

أذكر عندما ذهب لاعب لاختبارات الاهلى واستبعده الكابتن إكرامى ، كتب الإعلام فما فعل المسؤولون فى النادى الاهلى أو وزارة الشباب أو اتحاد الكرة أو اللجنة الأوليمبية ؟ لاشىء ..! اذن هؤلاء جميعا مطالبون بحل القضية من جذورها ، ومعاقبة أي تصرف غبى جاهل يثير التوتر بين الأهل وإخوة الدم ، أما إنشاء نادى للميسحيين فقط كارثة. 

وهنا سأنشر ما كتبه المفكر المصرى الكبير جمال أسعد عن هذا الموضوع وهو لم يكتبه كمسيحى ولكن كمصرى: "إنشاء مايسمى بنادى عيون مصر الكنسى برئاسة الانبا روفائيل وبحضور وزير الرياضة  على أن يشارك هذا النادى الطائفى فى الدورى العام . كارثة قومية ورده طائفية تمثل خطورة على الوطن وتكريس للفرقة وتأكيد للتشرذم وقسمة للوطن وإسقاط للدولة المدنية ومحاصرة للمواطنة داخل أسوار الكنائس . واذا كانت الحجة أن الشباب المصرى المسيحى لايجد الفرصة فى النوادى العامة وذلك على أرضية دينية وطائفية. فهنا لايكون الحل هو التقوقع والمزيد من الهجرة إلى الكنيسة فنرى نادى الكنيسة ونادى الأزهر ونادى السلفيين والبروتستانت ...الخ . فما هذا الهبل الطائفى؟ خاصة أن هذا الاسقف هو قائد لتيار رجعى متطرف ليس ضد غير المسيحية بل ضد الطوائف المسيحية" 

ثم يقول المفكر جمال اسعد موجها حديثه إلى وزير الشباب والرياضة : "افتحوا الأبواب ادمجوا الشباب مارسوا الرياضة وكل الأنشطة فى حضن الوطن لا فى أحضان الطائفية والقسمة والتفتت . حمى الله مصر وحفظها وشعبها العظيم بعيدا عن الطائفية والمتطرفين والمنغلقين والمرضى النفسيين .

شكرا للمفكر وصديق العمر الأستاذ جمال أسعد .
----------------------
بقلم: محمد محمد نوار

مقالات اخرى للكاتب

حضن الوطن لا أحضان الطائفية





اعلان