26 - 04 - 2024

المناضل الوطني الشجاع جمال أسعد

المناضل الوطني الشجاع جمال أسعد

أنا من الذين ينظرون إلى الكاتب والمفكر الوطني جمال أسعد بنظرة تقدير وإجلال ومحبة أكنها له ، واحتفظ داخلي بهذا المكنون تجاهه لسببين أولهما :

- الأول جمال أسعد مسيحي الديانة لكنه قبطي مصري أصيل ينطلق في كتاباته وفي مواقفه الوطنية من منطلق المواطنة البحت وبمرجعية وحيدة هي مرجعية الأمة المصرية ، لذلك فكل كتاباته تدور حول مصالح أبناء الأمة المصرية وأمانيهم في حياة كريمة ، وتقف في صف قضايانا الوطنية الكبري وتعبر عن هموم غالبية الشعب المصري  .. شأنه شأن مفكرين مصريين عظام كثيرين عرفنا عنهم أنهم من أصحاب الديانة المسيحية دون أن يكتبوا هم عن ذلك، ودون أن تكون تلك هي قضيتهم الأساسية في الشأن العام ، شأنهم شأن كل الكتاب الوطنيين التقدميين المصريين الذين لاينطلقون في مواقفهم وكتاباتهم من منطلقات دينية إسلامية أو مسبحية أو يهودية ، أو ما إلي ذلك من مذاهب وديانات إن وجدت  ..

- الثاني أنه كان زميلاً لى في بنك التنمية والإئتمان الزراعي (بنك التسليف الزراعي سابقاً والبنك الزراعي المصري)  حالياً ، ورغم أنه كان موظفاً في إحدى محافظات الجنوب وأنا كنت موظفاً في أحد محافظات بحري إلا أننا تقابلنا وتعارفنا في إدارة البنك الرئيسي حينما كنا نستخرج خطاب التصريح بالسفر لحضور المهرجان العالمي للشباب في موسكو عام 1985، كان هو وقتها ضمن وفد شباب حزب العمل الإشتراكي وأنا كنت ضمن اتحاد الشباب التقدمي التابع لحزب التجمع وقتها ، ثم كنا نتقابل يومياً ضمن أنشطة وجولات الوفد المصري في العاصمة السوڤيتية في ذلك الوقت ، وذهب كل منا إلى حال سبيله ، لكنني كنت أتابع مواقفه واتابع نجاحته (وخصوصاً عندما نجح في دخول مجلس الشعب المصري وكانت له مواقف وطنية رائعة تحت قبة البرلمان)  ثم خروجه من حزب العمل على إثر تحول حزب العمل إلى التحالف مع قوي التأسلم السياسي ثم السماح لهم بالانخراط داخله وقلب الحزب رأساً على عقب ليصبح أحد أحزاب الإسلام السياسي.

وعندما اكتشفت حساب الأستاذ جمال أسعد على الفيسبوك هرعت إلى تقديم طلب الإضافة له ، وبكرم ونبل أخلاقه وأصالته رحب بي وبدأ يتابع ما أكتب وأنا أتابع ما يكتب  ..

ومنذ يومين فقط أضاف إلى إعجابي به كصديق وكمفكر وطني صادق ونقي وشجاع إعجاباً وسبباً جديداً لتعمق الإحترام والمودة والتقدير والإعنزاز.. عندما كتب على صفحته مقالاً  ملهماً بعنوان (نقطة نظام) يرفض فيه فكرة نادى كرة قدم (عيون مصر) منتقداً فكرة أن تتولى المؤسسات الدينية تأسيس أو رعاية فرق كرة القدم ، ومعتبراً إياه على حد تعبيره كما ورد في المقال (كارثة قومية ورده طائفية تمثل خطورة على الوطن  وتكريسا للفرقة وتأكيدا للتشرذم وقسمة للوطن وإسقاطا للدولة المدنية ومحاصرة للمواطنة داخل أسوار الكنائس)  

كذلك يفند جمال أسعد في مقاله الحجج والمبررات التي سيقت لهذه الخطوة والتي تتلخص في بعض وقائع حدثت هنا أو هناك من استبعاد البعض من ممارسة الرياضة علي خلفية ديانته المسيحية ويرد عليها بشكل حاسم قائلاً : ( .. لايكون الحل هو التقوقع والمزيد من الهجرة إلى الكنيسة فنرى نادى الكنيسة ونادى الأزهر ونادى السلفيين والبروتستانت ...الخ . فما هذا الهبل الطائفى؟ )

ثم يتناول وزير الشباب والرياضة الذي ظهر في مشاهد تأسيس النادي إلى جوار الأسقف رفاييل منتشياً محتفلاً بالتأسيس على نحو أراه أن شخصياً أنه يجسد انعدام المسئولية السياسية والوطنية لدى الوزير الذي بدا أشبه بمهرج السيرك  ..

يقول جمال أسعد مخاطباً الوزير ( .. وما حكاية وزير الرياضة هذا ؟ ايه ياعم الوزير . هو بدل أن تشجع الشباب المصرى المسلم والمسيحي فى الانضمام والاندماج فى النوادى العامة ومراكز الشباب حتى تحدث اللحمة الوطنية الحقيقية والطبيعية رايح ياخويا تنافق هذا الاسقف وتسقط دورك الوزارى الذى يجب أن تحاسب عليه . افتحوا الابواب ادمجوا الشباب مارسوا الرياضة وكل الأنشطة فى حضن الوطن لا فى أحضان الطائفية والقسمة والتفتت..)

تحية تقدير للكاتب والمفكر الوطني الشجاع جمال أسعد عبد الملاك  ..
___________

بقلم: حمدى عبد العزيز*
* سياسي مصري


مقالات اخرى للكاتب

المناضل الوطني الشجاع جمال أسعد





اعلان