" طه حسين لم يعش ولم يحارب من أجل مصر، حتى تنقل رفاته في النهاية إلى بلد آخر، لمجرد أن مصر حاليًا «مش عاوزه تفتكره" لكن الكلام عن نقل الرفات إلى فرنسا حدث بالفعل نتيجة الحالة العصبية التي تنتاب الأسرة" هكذا يقول بأسى المهندس حسن الزيات حفيد عميد الأدب العربي وكذلك حفيد وزير خارجية مصر الأسبق إبان حرب أكتوبر محمد حسن الزيات.
ويوضح حسن الزيات أن هناك أصوات في الأسرة رفضت هذا الأمر، فطه حسين مصري وعاش على أرض مصر ومدفنه لا بد أن يكون في مصر، حتى لو مر المحور الجديد من فوق المدفن. والأسرة لا تستطيع أن تحسم الأمر حتى الآن، لأن الجهات التي ترتكب هذا الأمر لا تخبرنا بشيء، جهات تقطع المياه، وأخرى تحفر بجانب المدفن، وأخرى ستهدمه، ولم يخطرنا أحد بشيء ولا أحد يرد على أسئلتنا، حتى نتخذ قرارا، صحيح أن هناك من يرحب باستقبال رفات عميد الأدب العربي، مثل فرنسا أو البرازيل أو روسيا، لكن بلده أولى به.
أما مها عون، ابنة منى الزيات حفيدة طه حسين من ابنته الوحيدة أمينة، تشير إلى أن مقبرة جدها التي تقع بقرافة سيدي عبدالله بمنطقة التونسي بالقرب من مسجد ابن عطاء الله السكندري.، تضم أيضا رفات أمينة طه حسين وزوج أمينة الراحل محمد حسن الزيات أحد أشهر وزراء خارجية مصر.
تشير أيضا أن"هناك أصوات في الأسرة تصر على نقل الرفات، ومازال الأمر متداولا بين أصحاب الشأن، لضمان تكريم جدهم العظيم وعدم المساس بذكراه. والمتحمسون للنقل يريدون أن يضمنوا عدم المساس بحرمة الموتى مرة أخرى". وتفكر الأسرة أيضا في نقل رفات أمينة ابنة عميد الأدب العربي وزوجها الوزير الزيات للخارج برفقة رفات الدكتور طه حسين ، إلا أنهم مازالوا يدرسون الأمر ولم يتخذوا قرارا حتى الآن".
لم تتلق الأسرة – حتى اللحظة - أي اتصال رسمي لإبلاغهم بنقل رفات الجثامين، ولم يخبرها أحد بتعويضات أو مقبرة بديلة من أي نوع.
لكن المقبرة كتبت عليها كلمة "إزالة" بالخط الأحمر إضافة إلى علامات إكس حمراء على جانبيها ، وعلى المقابر التي تليها في نفس الصف ، وبدأت بالفعل عملية إزالة بعض المقابر في نفس صف المقبرة، وتحديدا المقبرة التي تسبقها بواحدة من الناحية اليمنى، لكن مقبرة عميد الأدب العربي مازالت قائمة حتى الآن. وقال شهود عيان إنهم شاهدوا منذ فترة مسؤولين تنفيذيين، عاينوا صف المقابر، ووضعوا علامات إكس حمراء ، بعدها أضافوا كلمة "إزالة" منذ بضعة أيام.
ومن المخطط إزالة المقبرة والمقابر التي تجاورها ضمن أعمال إنشاء محور ياسر رزق الذي يربط الهضبة الوسطى من المقطم بطريق صلاح سالم.
واقترح الكاتب عبدالعظيم حماد "اكتتاب المثقفين لاقامة ضريح جديد يلحق بمتحف بحرم جامعة القاهرة وتنقل إليه الرفات ، فهذا يمثل انقاذا لكرامة الثقافة والمثقفين ولسمعة مصر وتنديد متحضر باللامبالاة الرسمية ، وذلك توقيا من فضيحة عالمية"
وقال الدكتور محمد أبوالغار انه علم أن الحكومة الفرنسية "ترحب بعمل مدفن يليق باهم مثقف مصري في القرن العشرين. طه حسين هو النهضوي الاول وقائد تطور مصر نحو الحداثة ، أوروبا تطورت وتقدمت حين طبقت الافكار الحداثية ،التي تضع التعليم الحديث والثقافة و إعمال العقل في المقدمة ، حاول طه حسين كثيرا وتم اعلان الحرب عليه في حياته والآن يعلنون الحرب عليه في مماته ويريدون نقل مدفنه الي ١٥ مايو . الدول تتقدم بافكاره وليس ببناء أعظم المساجد واكبر الكنائس"
يضيف أبو الغار "خرجنا افواجا بالبلاطي البيضاء من القصر العيني أثناء حرب اكتوبر لنسير في جنازته من مسجد صلاح الدين وعلي كوبري الجامعة الي جامعة القاهرة . تحية لروح هذا العظيم الذي اراد تحديث مصرنا الحبيبة ولكننا لم نستمع اليه فوصل حالنا الي ما نحن فيه الآن".