01 - 07 - 2025

الحرب في أوكرانيا تتصاعد.. والخبراء يؤكدون صعوبة الوصول إلى حل سياسي

الحرب في أوكرانيا تتصاعد.. والخبراء يؤكدون صعوبة الوصول إلى حل سياسي

- الرئيس الأوكراني: كييف ليست مستعدة لوقف إطلاق النار والحرب بدأت من القرم وستنتهي فيها
- وزير الخارجية الروسي: سنتعامل بلا رحمة مع المسؤولين عن مقتل ابنة المفكر ألكسندر دوغين
- الغباشي: روسيا لم تحقق أهدافها كاملة والوصول إلى حل سياسي هو أمر بعيد المنال
- رشاد: الحل بعيد لأن روسيا تريد تغيير النظام في كييف والأخيرة تستعى لتحقيق توزان عسكري بدعم غربي

مرت نحو ستة أشهر على الحرب الروسية الأوكرانية ومازالت المعارك مستمرة وتتزايد يوما بعد آخر، ما يفاقم من تداعيات الحرب على الاقتصاد العالمي خاصة بعدما شهدت أسعار السلع والخدمات زيادة غير مسبوقة، وتسبب ذلك في معاناة ملايين البشر.

وزاد من حدة الأزمة، إعلان الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، أن كييف ليست مستعدة لوقف إطلاق النار ولا تخطط للعمل من أجل "تهدئة روسيا"، مؤكدا أنه لن تكون هناك "مينسك-3"، في إشارة إلى اتفاق مينسك الخاص بشبه جزيرة القرم، ذلك فإن أوكرانيا لن تقوم بتحقيق استقرار الوضع حيث تتواجد القوات من أجل تهدئة روسيا بطريقة ما.

وقال الرئيس الأوكراني، إن الحرب بدأت بشبه جزيرة القرم وستنتهي بها، متعهدا باستعادة شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا في عام 2014، وذلك خلال كلمة ألقاها في قمة القرم الدولية، التي يشارك فيها ممثلون عن 50 دولة حول العالم.

وأضاف زيلينسكي، أنه من أجل استعادة الأمن والاستقرار إلى أوروبا والعالم، فأوكرانيا تحتاج إلى النصر في مواجهة القوات الروسية، مشيرا إلى أنه بحاجة لتحرير القرم من الاحتلال أيضا، فالحرب بدأت في القرم وستنتهي بالقرم.

كما أسهم حادث اغتيال الصحفية داريا دوغينا، إلى جانب الأوكرانية ناتاليا فوفك التي تنوي لجنة التحقيق وضعها على قائمة المطلوبين، في تفاقم الأزمة، حيث قالت لجنة التحقيق الروسية ، إنه ثبت أن الأوكرانية ناتاليا فوفك متورطة في ارتكاب هذه الجريمة، حيث استأجرت شقة في البناء الذي عاشت فيه الضحية لمراقبتها.

في سياق متصل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن بلاده ستتعامل "بلا رحمة" مع المسؤولين عن تفجير السيارة الذي أسفر عن مقتل ابنة المفكر المؤيد بقوة للرئيس الروسي ألكسندر دوغين، قائلا إنه بناء على نتائج التحقيق، لا يمكن أن تكون هناك أي رحمة تجاه أولئك الذين نظّموا وأصدروا الأوامر ونفّذوا عملية التفجير.

من جهته، قال اللواء محمد الغباشي الخبير العسكري والاستراتيجي، إن روسيا حتى الآن لم تحقق أهدافها كاملة في أوكرانيا لأن هناك أهداف أخرى كبيرة تخطط لها وغير معلنة لعمليات قد تكون سريعة وخاطفة لبعض الأماكن وقد تكون خارج أوكرانيا أيضا.

وأضاف الغباشي، أنه بعد حادث الصحفية داريا دوغينا، وهروب الصحفية الأوكرانية المتهمة في التفجير إلى إستونيا، فإنه في حالة عدم تسليمها قد تقوم روسيا بعملية عسكرية في إستونيا، لأن موسكو تبحث عن أسباب للقيام بأي عمليات عسكرية ضد بعض الدول وهذا الأمر شبيه بالحرب العالمية الأولى بعد مقتل ولي عهد النمسا.

وأوضح الخبير العسكري والاستراتيجي، أن شعب أوكرانيا يريد إنهاء الحرب بأسرع وقت لكن هناك رغبة أمريكية لاستمرار الحرب لأطول فترة ممكنة لانهاك روسيا عسكريا واقتصاديا، كما أن قرار إدارة الحرب ليس بأيدي أوكرانيا بل بأيدي القوات الأمريكية التي تريد اتساع رقعة الحرب وزيادة الرقعة العسكرية، ومد كييف بالأسلحة ودفعها إلى الاستمرار في الحرب.

وحول سبل الحل بين الدولتين، أوضح أن الطرفين يريدان الحل، لكن روسيا لم تحقق كل أهدافها وأوكرانيا لا تملك القرار الذي يأتي من الغرب، وما يحدث من انفراجات بعد توقيع اتفاق الحبوب ليس تأكيدا على انهاء الأزمة وكل ما يدور يمثل نتائج تقريبية ولا يعتد بها، لأن لكل من أطراف النزاع أهداف مختلفة واعتقد أن موضوع الوصول إلى حلول هو أمر بعيد المنال وغير متوقع في المنظور القريب.

في سياق متصل، قال اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، والخبير العسكري والاستراتيجي، أن روسيا لن توقف الحرب قبل تحقيق أهدافها الاستراتيجية من خلال موقف عسكري يمكن من خلاله تحقيق هدف سياسي في مواجهة أمريكا والاتحاد الأوروبي، وأهمها تغيير نظام الحكم في أوكرانيا. 

وروسيا مستمرة في تحقيق هدفها بإخضاع أوكرانيا ومن يدعمها من خلال المزيد من الاستيلاء علي أراضي ومدن شرق أوكرانيا مع الاحتفاظ علي ما استولت عليه وإفشال الهجمات المضادة لاوكرانيا.

وأكد الخبير العسكري والاستراتيجي، أن حل الأزمة يتمثل في البحث عن أفق سياسي مع وقف الأعمال العسكرية، وإن كانت أوكرانيا لازال عندها أمل في تحقيق موقف عسكري متوازن مع روسيا علي الأرض ، وذلك من وجهة النظر العسكرية من المستحيلات بالنسبة لأوكرانيا ، لذلك لايزال الأفق السياسي بعيدا لحل ألأزمة وستزداد مشاكل كييف في المواجهة مع حلول فصل الشتاء في أوروبا.