19 - 04 - 2024

مدينتي الفاضلة | لمن ستظل تدق أجراس كنيسة امبابة

مدينتي الفاضلة | لمن ستظل تدق أجراس كنيسة امبابة

أرواح 40 شخصا بينهم 18 طفلا بالإضافة إلى كاهن، هم شهداء الغفلة وانحراف أولويات حماية أرواح المصريين، ترفرف حرة الآن على دقات أجراس كنيستهم وقلوبنا، تثير تساؤلات ومخاوف .. الأجراس فتحت صفحة كئيبة لماض قريب، في نفس اليوم 14/8/2013  الذي حرق فيه الاخوان 72 كنيسة، انتقاما مدويا إثر فض اعتصام رابعة!! ستظل الأجراس تدق، تكرر وعود الله " لا تخافوا ولا تضطرب قلوبكم" و"كل ما يسمح به الله من شرور هو لخير الصابرين"، وأمس لتنبيه الغافلين.. احترقت أجساد 41 مايقارب نصفهم أطفال اختنقوا، وفروا تاركين الدخان الأسود صاعدا للسموات، وهابطا لإيقاظ الغافلين، رجال دين تحايلوا لبناء كنائس ولم يجاهدوا لانتزاع حقهم في الترخيص وقدرتهم على التأمين ، ومسؤولين أهملوا وتغابوا، وانشغلت الدولة عن محاسبتهم!! أرواح الأطفال المنطلقة إلى حضن ورحمة الآب السماوي، لن تغرد بل ستطاردكم!! لأنهم شهود وضحايا .. السماء والتاريخ يدونان الحقائق الآن.. وقلوب كل الأمهات المصريات تبكى، ولن تتعزى إلا بإصلاح المعوجات ثمنا لأرواح شهداء الاهمال.

 القاتل هو كل من تباطأ في تنفيذ القانون 80 لسنة 2016، الخاص بتقنين أوضاع كنائس ومبان خدمات، متجاوزين أمر الرئيس السيسي!! الموظفون أحصوا عدد المخالفات، 5540 كنيسة ومبنى، وأغفلت تقاريرهم سبب التحايل وفرض الأمر الواقع، وهو الاحتياج لإقامة بيوت للصلاة، وتقديم خدمات مجانية للمحتاجين!! الموظفون أعلنوا عدد المتقدمين بأوراقهم للجان الفحص، وهو 1958 متقدما فقط، وبعد خمس سنوات أعلنوا إنتهاءهم من توفيق أوضاع  158 مخالفة فقط، مابين إغلاق، أو تنفيذ شروط الأمن والسلامة!! أو قطع الكهرباء والمياه عن المبنى المخالف.. ولم يحاسبهم أحد عن تجاهل تأمين أرواح المصريين!!

المخالفات تصاعدت لشدة الاحتياج للصلاة، ولصعوبة بل استحالة استصدار ترخيص كنيسة سابقا!! علٍم الأمن وعلمت الكنيسة، وغضوا البصر أمنيا وإنسانيا، فسهلوا التنصل من مسئولية حماية أرواح المٌصلين، وهم مواطنون لهم حق حرية الصلاة!! ضغوط الحياة تضاعف احتياجهم لكنيسة تحتضنهم، تحميهم من انحرافات الضعف والفقر والقهر.. تشددهم بقوة كلمة الله، وتثبت ثقتهم في وجوده ورعايته وحكمته ووعوده ورحمته، ليحتملوا قسوة التجارب والحياة.. نحتاج بيوت الله - كنيسة وجامعا - مفتوحة نهارا وليلا لتجديد العهود مع الله، وبث الأمل في النفوس،  وتنشيط العزيمة وتقويم السلوك.. بيوت الله في العالم الثالث هي مخابئ وملاجئ للضعفاء، ومشاف لمنكسرى القلوب.. تفتح مسارا مريحا للسماء، وتقوي المناعة ضد العوز والاحتياج.

فور صدور قانون مخالفات البناء مؤخرا، انطلقت فرق التفتيش، تسترد أراض الدولة المنهوبة بالترغيب والتهديد، بالقوة والهدم.. حصيلة نشاطها في عام ملأ خزائن المالية، وأعاد للقانون هيبته في ثوان بتوقيت التاريخ!! وأثبت أن الدولة إذا أرادت فعلت.

المنيرة التى أظلمتها الأحزان وغمرتها الدموع بالأمس، ليست وحدها، ولا هي الأخيرة!! وارجعوا لكشف المخالفات المرصودة في ملفاتكم المٌتربة إهمالا!!

 أمهات المنيرة الحزاني لم يدخل كنيستهم أي مسئول ببدلة من قبل، لا في فرح ولا مأتم!! لا يعرفون شكل أو اسم  محافظ ولا مدير أمن.. حضور الكبار ووابل تقديم الشكر لهم، حرمهم من حق الحزن!! هن يبكين ولا يتعزين كمثال راحيل في قصة مذبحة أورشليم بالكتاب المقدس، ذبح الرومان 140 ألف طفل، للتأكد من قتل الطفل يسوع المسيح حماية للسلطة والمصالح!! بالتأكيد سوف يتعزى كل المصريين مع أمهات المنيرة، لأن استشهاد أطفالهن كان فداء لإجبار المسئولين على منع الكوارث وليس انتظارها!! وسواء كانت للانتقام وتأكيد التواجد.. أو كان انفجارا لثقل الأحمال.. وسخافة وجهل استخدام الاعلاميين لصور وحكايات الهلال مع الصليب، كفاية، عيب .
----------------------
بقلم: منى ثابت

مقالات اخرى للكاتب

مدينتي الفاضلة | أنا مش باحبه حب شريف!!





اعلان