انتشر الخبر بسرعة الصاروخ... فى ست ساعات تم بيع ٣٠٠ فيللا من فلل مراسى على البحر الأبيض المتوسط بالساحل الشمالى التى يفوق سعر الواحدة منها ١٠٠ مليون جنيه عدا ونقدا.....
البعض اعتبر ما حدث انجازا يقترب من انجاز عبور قواتنا المسلحة الباسلة قناة السويس واهالة الساتر الترابى والاستيلاء على نقاط خط بارليف الحصين فى ست ساعات... البعض اعتبر شراء ٣٠٠ فيلا باهظة الثمن خير دليل على ان الاقتصاد المصري عفى وبألف ألف خير ولو كره الكارهون وشكك المشككون.
والبعض اعتبر وقائع الساعات الست دليلا على كثرة النقدية فى أيدي المصريين واستعدادهم لإخراجها من البنوك المصرية أو الاجنبية ، أو من تحت البلاطة عند اللزوم أو بالأحري عندما تلوح فرصة استثمارية مثل امتلاك فيللا تستخدم لمدة شهرين فقط فى السنة وبسعر لقطة ١١٥ مليون جنيه وليس دولارا.
العجيب ان التعليقات لم تتطرق لاسباب الارتفاع الرهيب فى اسعار تلك الفيلات والتى تقفز بنسب التضخم الى مايزيد عن ١٠٠٠% اذا ما قورنت اسعار فلل الست ساعات باسعار قري مثل مراقيا ومارينا والتى طرحها المهندس العظيم المرحوم حسب الله الكفراوي بمبالغ تدخل فى خانة عشرات الالاف وبالتقسيط المريح
كما أن أحدا لم يطرح سؤال من أين للمشترين بهذه الملايين؟! وماذا يعملون بالضبط وما مصادر دخلهم وكم رواتبهم وهل يتقاضون الحد الأقصى للأجور ، والذى يبدو أنه شائعة او امنية لم يكتب لها ان تتحقق
أعتقد أن الأجهزة الرقابية مثل الكسب غير المشروع ومباحث الأموال العامة والرقابة الإدارية أمامها فرصة لاكتشاف قضايا جديدة ، إذا ما درست ملفات السادة الذين تسابقوا على شراء فيللات مراسى ودفعوا مليارات الجنيهات فى ٦ ساعات
أتمنى ان تظهر التحريات أن كل المشترين كسبوا أموالهم بالحلال والأعمال المشروعة ، فنقول لهم ألف ألف مبروك منازلكم الساحلية... غير أننى أتمنى أكثر أن يتسابق هؤلاء لاستصلاح أراضى تزيد من رقعة الزراعة ، وأن يتسابقوا لبناء مدارس ومستشفيات ، وأن يتسابقوا لإنشاء مصانع تنتج وتصدر باعتبارهم (راسيين) على ما يخدم الاقتصاد المصري ويخلق فرص عمل ويوفر العملة الصعبة.
---------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج
من المشهد الأسبوعية