23 - 04 - 2024

آدم وحواء بين التسليع والتقطيع

آدم وحواء بين التسليع والتقطيع

لم يعد "التسليع" أو "التقطيع" في كوكبنا المضطرب يقتصر على المرأة بل امتد للرجل، بحيث صار أبناء آدم وحواء ضحايا للاستغلال والعنف، بشكل متصاعد مريب ومخيف، يتطلب مزيدا من الاصطفاف الحقوقي الإيجابي ونبذ النعرات الجندرية ، لمواجهة تلك الجرائم، وبخاصة ما يحدث منها في الأراضي المحتلة.

إن تسليع المرأة ، ويعرف بالتشييء الجنسي للمرأة، كذلك، هو معاملة النساء كجسد لبيع السلع والترويج للمنتجات وزيادة الأرباح أو كأداة عرض جنسية ، ولكن ذلك الجرم امتد للرجل، بحيث تصاعد التركيز على جسد الرجل وضخامة أعضائه واستخدامه كموديل جنسي جاذب بدعوى الموضة.

وفي بعض المستويات، يكون حضور الرجل أقوى في مجال التسليع ، بحسب شهادة الكاتبة العراقية منال الشيخ في مقال لها تحت عنوان :" التسليع لم يعد قاصرًا على النساء" حيث تقول :" في بعض المستويات يكون حضور الرجل أقوى في استعراض عضلاتهِ وتسريحة شعره مثلًا،..، وبالتالي لم يعد من المناسب أن نتحدث عن تسليع المرأة ، ربما نستطيع التحدث عن تسليع الإنسان والحياة، فذلك أشمل وأعم".

وعلى مقربة من ذلك الاستغلال المجرم، تؤكد الأخبار يوميا في الفترات الأخيرة ، تصاعد العنف ضد المرأة والرجل ، على حد سواء، ولكن بتفوق واضح للعنف ضد النساء ، مبني على احتقار قرارهن واستباحة أجسادهن وحياتهن وإنكار حقوقهن واستضعافهن.

وهنا، يجب الإشارة إلى رأس الأفعى، فدور الصهاينة العالمي طبقا لمخططات حكماء صهيون في تسليع المرأة وإفسادها قد يكون محل جدل ما بين مؤيد ومعارض، ولكن العنف الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني ضد المرأة والرجل في الأراضي المحتلة لا يختلف عليه اثنان، فلقد بات الكيان الصهيوني الغاصب علامة مسجلة في العنف ضد أبناء آدم وحواء، كبارا وأطفالا، ولعل ما حدث في غزة في الساعات الاخيرة من إرهاب صهيوني خير دليل على ذلك العنف المنظم.

وبناء على ذلك، نجد من الأهمية بمكان، أن ننتقل من مرحلة التركيز على "الجندر/النوع" للحماية والدعم، إلى التركيز على حق "الإنسان"في الدعم والحماية في مواجهة كل استغلال وعنف، وبخاصة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

إن التركيز على دعم المرأة في تلك الأزمنة الصعبة ، له بواعثه ومبرراته ولكن يجب ألا يأتي اجمالا على حساب الإنصاف أو الحقائق أو الهوية أو حماية حقوق الرجل أو حقوق الأسرة، وليت دعاة التركيز الأحادي على المرأة تصدوا لجرائم الاحتلال الصهيوني وأمثاله بنفس روح القتال على الجبهات مع الاتجاه الذكوري. 

لقد حان الوقت لنرفض بحق كل تسليع وتقطيع، ولنحرص على تكريم الإنسان سواء رجلا أو امرأة ، طفلة أو طفلا، من أجل خير الأمم والمجتمعات والأسر والعائلات، فدوام العنف والاستغلال نذير خراب العمران.
-----------------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان