18 - 04 - 2024

القضية الفلسطينية والأسرة العربية

القضية الفلسطينية والأسرة العربية

ستظل القضية الفلسطينية هي أحد الثوابت الوطنية العربية الإسلامية محل الإجماع بلا منازع ومحل الاهتمام بلا منافس ومحل العناية بلا مثيل، وستبقى بإذن الله كذلك لحين تحرير الأرض والمقدسات ، ومن الأهمية بمكان تربية الأجيال الصاعدة على هذا الهدى، وتوعية البيوت العربية بهذا المنهج، وتذكير القلوب العربية من المحيط إلى الخليج بهذه الثوابت.

إن نجاح القضية الفلسطينية واستمرار مساندتها في العقود الماضية، بدأ من الأسرة، ومنه انطلق، ويجب أن يستمر في زمن الدمج المنبوذ للكيان الصهيوني في المنطقة العربية .

وهنا الرهان يجب أن يوجه لوعي الأجيال الصاعدة التي تابعت باهتمام "شال" مغنى الراب "ويجز" المناصر لفلسطين ، بنسبة أكبر من متابعة فعاليات مهمة لنصرة المقدسيين للمسجد الأقصى في الأرض المحتلة، وهو ما يعني توجيه العناية بأدواتهم لاستمرار جذبهم إلى مسار دعم القضية الأم.

إن الأسرة هي الدرع الحصين لتوارث قيم المناصرة بين الأجيال الصاعدة خاصة في زمن التفاهة والسخافة ، وهنا الدور يتركز على الأب كربان للسفينة وللأم كعماد للبيت ، بأهمية الوعي بأساسيات القضية ومناسباتها ، وتثقيف أبنائهم وبناتهم على نحو ملائم بحيث يبقى الوعي متجذرا، في مواجهة الرغبات الآثمة المتكررة في زرع التطبيع مع المحتل في الوعي العربي الجمعي المحمل بترانيم "لا تصالح".

وإن الفعاليات المستمرة للدفاع عن المقدسات والأرض والحقوق في الأراضي المحتلة هي طاقات تحفيز متجددة بحاجة إلى متابعة واستقبال جميل من وعي العائلات العربية ، ليشكل حائط صد أمام محاولات دمج المحتل في الذاكرة العربية وتعزيز روح الممانعة والمقاومة في النفوس الصاعدة.

إن حماية العائلات العربية كذلك لثقافة المقاطعة الشاملة، سواء اقتصادية أو اعلامية أو غيرهما، هي خطوة مهمة في تعزيز تواجد القضية الفلسطينية في قلب كل بيت عربي مسلم أو مسيحي .

ومن المهم في هذا الاطار الوعي بالسجل الدموي للكيان الصهيوني في المنطقة، وفي هذا قال الإمام الأكبر شيخ الأزهر د.أحمد الطيب :" إن استمرار الإرهاب الصهيوني في استهداف الفلسطينين الأبرياء، وتدمير الطرق والأبنية والمنازل وبنايات الهلال الأحمر، وتشريد العائلات وتهجيرهم قسريًّا، واستهداف المقار الإعلامية، نقطةٌ سوداء تُضاف للسجل الدموي لهذا الكيان، في ظل تواطؤ عالمي مخزٍ".

إن القدس في قلب كل أسرة عربية من القاهرة إلى بغداد ، وإن القضية الفلسطينية ستظل تجري في شرايين كل طفل وطفلة من المحيط إلى الخليج، وفي سبيل التحرير الشامل والكامل ستحيا بيوت العرب باذن الله عزوجل .
-----------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان