18 - 04 - 2024

تطوير المشاعر الإلكترونية

تطوير المشاعر الإلكترونية

مع التوغل الإلكتروني في حياتنا وعلاقاتنا، أمسى كثير منا من ذوى المشاعر الإلكترونية ، بشكل عزز الاغتراب والجفاء والقسوة وسهل دروب الانعزال والابتعاد والافتراق، وهي الأزمة التي تتطلب العمل على تطوير تلك المشاعر الافتراضية لأفق واقعي أرحب وأقوى تأثيرا.

 لقد أمسينا في معظم الأحيان ، نستخدم likeأو love أو careلنعبر عن الاهتمام و sadلنعبر عن الحزن والعزاء والمواساة و angryلنعبر عن الغضب، ومن زاد أرسل رسالة "واتس" أو "ماسنجر" ليلقي السلام وبعض جميل الكلام عبر شاشة صماء و"كيبورد" بات هو جسر التواصل ، ومن زاد أكثر أجرى اتصالا للاطمئنان أو تحدث "فيديو" كرما واحسانا، وبات الخصام حاضرا ب unfriend  والافتراق مسجلا باسم block .

ووفق ما نرصد ونسمع، أصبح من الواجبات المنزلية المقدسة "!!" متابعة الأزواج للزوجات والعكس على حساباتهم الإلكترونية من أجل توقيع الإعجاب وإبراز الاهتمام، رغم قرب المسافات داخل جدران البيوت ، بل قد يتطور الأمر ليكون مثار عتاب في بيوت لا تحتمل رفاهية ذلك العتاب.

كما صارت التهاني في الأعياد والمناسبات الجميلة رسالة الكترونية أو اتصالا هاتفيا في معظم الأحيان بشكل كتب للعالم الافتراضي الغلبة على العالم الحقيقي، حتى انتشرت علامات الاغتراب لتحاصر العلاقات الإنسانية والأسرية ولغة التعبير المباشر والمواجهة الدافئة. 

إن علاج الآثار السلبية للمشاعر الالكترونية هو الباب لتطويرها ، بحيث نأخذ بيدها من الحيز الكبير الذي تتوغل فيه إلى حيز أقل فأقل، بجانب تطوير العلاقات الحقيقية غير الافتراضية أكثر فأكثر، وإن أول العلاج هو الإقرار بالأضرار والإضرار، واتخاذ قرار واعي بأهمية مواجهة أضرار تلك المشاعر الصماء على القلب والعمل على وقف إضرارها بالقلوب الأخرى.

ووفق موقع "بي بي سي فيوتشر" نقلا عن عدد من الدراسات الحديثة فإن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في التأثير سلبا على العلاقات بين الناس.

وبحسب دراسة حديثة ، فإن مجرد وجود الهاتف يمكن أن يؤثر على العلاقات بالآخرين، وخاصة عن التحدث معهم في أمور ذات أهمية.

وفي دراسة منذ عام 2009 فإن بيئة "فيسبوك" عززت لدى النساء مشاعر غيرة ومخاوف بشأن مدى قوة علاقاتهن بشركائهن.

وفي دراسة نشرها مركز "بيو" للدراسات في عام 2015 ، فإن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في زيادة توتر النساء والضغوط عليهن بصورة أكثر من الرجال.

وفي دراسات أخرى فإن وسائل التواصل الاجتماعي ترسخ لدى البعض مشاعر سلبية، وخاصة اليأس، بسبب المقارنات والحسد ، وتجعلهم عرضة أكثر للاكتئاب والقلق واضطراب النوم، وعدم التركيز، وزيادة العزلة الاجتماعية، ونقص الشعور بالانتماء الاجتماعي، والتراجع في التواصل مع الآخرين، وفي الانخراط في علاقات اجتماعية أخرى.

 نحتاج إلى أن نبدأ ، وفي الحديث الشريف التحفيز لمن بدأ التصحيح ، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن أحبكم إلىَّ ، أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافاً (المتعاملون بيسر وسهولة)، الذين يألفون ويؤلفون"، وفي الأثر الطيب يقول الحكماء :"في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق"، والرزق يسع المال ويسع كل سبيل وشريك في راحة البال والحال.
------------------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان