مع تصاعد حدة التصريحات بين روسيا والمعسكر الغربي
- الكرملين: يمكن إنهاء الحرب خلال يوم واحد بمجرد إعلان كييف الاستسلام
- قمة مجموعة السبع .. تهدد:لن نسمح لبوتين بالانتصار وسنرفع كلفة الحرب
- الغباشي: الناتو يريد جر روسيا إلى حرب طويلة لاستنزافها عسكريا واقتصاديا
- رشاد: روسيا لن تتنازل عن تحقيق أهدافها في أوكرانيا مهما كانت تكلفة الحرب
تتفاقم يوما تلو الآخر تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، ما ينذر بكوارث إنسانية متعددة في العديد من بلدان العالم، بسبب نقص السلع والمواد الغذئية، وأيضا ارتفاع أسعار الطاقة التي انعكست سلبا على معظم اقتصادات الدول.
وبحسب الآراء والتحليلات السياسية، فإنه لا يوجد أي توقعات دقيقة فيما يتعلق بانتهاء الحرب، وذلك في ظل تمسك كل طرف بمطالبه واستمرار الدعم العسكري والاقتصادي الغربي المتدفق إلى كييف، وأيضا تمسك روسيا بتحقيق أهدافها التي وضعتها للعملية العسكرية في أوكرانيا.
وحذرت التحليلات السياسية والعسكرية من أن الامتيازات الإقليمية الممنوحة لروسيا وأيضا الدعم الغربي لأوكرانيا جميعها عوامل قد تسهم في استمرار القتال لأشهر مقبلة أو ربما لسنوات، حيث أن موسكو متمسكة بأهدافها، وتخوض معارك عنيفة للاستيلاء على مدن استراتيجية.
وفي وقت سابق،رجح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج،أن الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا قد تستغرق سنوات، مشيراً إلى أن تزويد القوات الأوكرانية بأحدث الأسلحة من شأنه أن يزيد من فرص تحرير منطقة دونباس من السيطرة الروسية.
وصرح ستولتنبرغ، بأنه يجب أن يستعد المعسكر الغربي لحقيقة أن الأمر قد يستغرق سنوات، وأنه يجب ألا يتوانى عن دعم أوكرانيا، حتى لو كانت التكلفة مرتفعة، ليس من أجل الدعم العسكري فحسب، بل أيضاً بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء.
ومن جهته، قال اللواء محمد الغباشي الخبير العسكري والاستراتيجي، إنه فيما يتعلق بأمد الحرب الروسية الأوكرانية، فإن هناك خطة محددة من روسيا بناء على أهداف أو أغراض تريد الوصول إليها وتحقيقها على المستوى التكتيكي وهو احتلال مناطق محددة في أوكرانيا، إلى جانب خطط أخرى في حالة دخول حلف شمال الأطلسي الحرب إلى جانب كييف.
وأضاف الخبير العسكري والاستراتيجي، إن الناتو يريد جر روسيا إلى حرب طويلة لاستنزافها، ومن ضمن أهدافه التأثير على الاقتصاد الروسي وتعريضها لأزمات اقتصادية كبيرة، وهذا يعتمد على زمن الحرب لأن جزءا كبيرا من الاقتصاد الروسي يعتمد على صادراتها البترولية وخاصة الغاز الذي يتم تصديره إلى أوروبا.
وفيما يتعلق بالحلول المقترحة أو الممكنة لإنهاء الأزمة الأوكرانية، أشار اللواء محمد الغباشي، إلى أن إنهاء الحرب سيكون في أيدي الناتو لأن موسكو لن تتراجع إلا بتحقيق الأهداف الخاصة بها لحماية أمنها القومي، وهذا لن يتحقق إلا بوجود ضمانات حقيقية، بعدم وجود دول تابعة لحلف شمال الأطلسي، على حدودها.
وتابع: أن الناتو والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية، يرفضون منح روسيا أية ضمانات بعدم وجود دول تابعة للحلف على حدودها، لأن هذا هو السبب الرئيسي الذي أشعلوا من أجله الأزمة مؤكدا أن إيقاف الحرب في الوقت الحالي أمر مستبعد تماما، إلا إذا حدثت معجزة.
وحول تداعيات الأزمة، أشار الغباشي، إلى أن للأزمة تداعيات كبيرة ومتعددة على المستويات الدولية والإقليمية والمحلية، حيث على المستوى الدولي تتمثل تداعياتها في ارتفاع اسعار الطاقة ونقص المخزون والتأثير على اقتصادات الدول الغربية التي شهدت عدة مظاهرات منددة بالحرب وتداعياتها، وارتفاع معدلات التدخل.
كما أن هناك على تأثيرات على أخرى على الدول الأوروبية خاصة مع دخول فصل الشتاء نتيجة نقص الغاز المستورد من روسيا، وفي المقابل يوجد نقص كبير في واردات الحبوب والسلع الغذائية الواردة من روسيا وأكرانيا، ما يجعل العالم أمام أزمات حقيقة خاصة وأن هناك بعض الدول لا تستطيع تعويض نقص الحبوب الذي تنتجه موسكو وكييف.
وتابع: الأزمة تسببت في التضخم وساهم في ذلك ارتفاع قيمة الروبل الروسي بشكل غير مسبوق ما أثر على المعاملات المالية لبعض الدول وخاصة دول البريكس التي منها مصر والهند والصين والبرازيل، وبعض دول الاتحاد الأوروبي.
ولفت الخبير العسكري والاستراتيجي، إلى أن مصر أصبح لديها الكثير من المشاكل بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، منها نقص توريد الحبوب، وأصبح لدى مصر تراجع في قيمة مخزون الزيوت، وأيضا ارتفاع أسعار الطاقة والتي أثرت سلبا على الاقتصاد المصري وخاصة أسعار السلع والخدمات، هذا بخلاف توقف نسبة كبيرة من السياحة القادمة من ورسيا وأوكرانيا.
في سياق متصل، قال اللواء محمد رشاد الخبير العسكري والاستراتيجي، إن روسيا لديها ثوابت تتعلق بالعملية العسكرية في أوكرانيا، منها تحقق أهدافها كاملة من الحرب مهما كلفتها من خسائر وصولا إلي تحرير شرق وجنوب أوكرانيا كهدف تكتيكي أما الهدف الاستراتيجي هو تحرير كل المناطق وصولا إلي النهر الذي يفصل أوكرانيا الي شطرين، حتى ترتكز علي مانع طبيعي في دفاعاتها.
وأكد الخبير العسكري والاستراتيجي، ضرورة وجود أفق سياسي لحل أزمة أوكرانيا، وأن ذلك لن يتحقق إلا بعد تحقيق الموقف العسكري أهدافه على الأرض حتى يقود إلى مفاوضات الحل السياسي.
وأوضح رشاد، أنه من خلال الواقع مهما طال أمد الحرب ورغم الدعم الأمريكي والغربي لأوكرانيا فلن تستطيع تحرير المناطق أو الأراضي التي تم الاستيلاء عليها من قبل روسيا والقوات المتحالفة معها، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعلم هذه الحقيقة إلا أن أهدافهم هو استنزاف موسكو من خلال زيادة فترة الصراع.
وأشار الخبير العسكري والاستراتيجي، إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تعاني نتيجة هذه الحرب، بسبب استمرارت أزمة الطاقة التي لم تجد بديلا حتي الآن ولن يكون لها بديل عن إمدادات الغاز من روسيا خاصه في فترة الشتاء، هذا بالإضافة أزمة الغذاء العالمي ونقص الأسمدة التي تنفرد بها روسيا وبيلاروسيا بالإضافة إلي الزيوت للاستهلاك الادمي والتي يتم استيراد أغلبها من أوكرانيا.
في سياق متصل، شدد المستشار الألماني أولاف شولز، في ختام اجتماعات مجموعة السبع "جي 7"، على "عدم السماح للرئيس الروسي فلاديمير بوتن بالانتصار"، متعهدا أن يجعل روسيا تدفع ثمن باهظا لغزوها أوكرانيا.
حضّت دول مجموعة السبع الصناعية المجتمعة في ألمانيا، البلدان والشركات التي تملك "مخزونات غذائية كبيرة" على المساعدة في تخفيف حدة أزمة الجوع الناجمة عن الحرب الروسية في أوكرانيا، وتعهّدت بتقديم 4.5 مليار دولار إضافي لمكافحة انعدام الأمن الغذائي.
وكرّرت مجموعة السبع "نداءها العاجل إلى روسيا كي توقف بدون شروط، حصارها للمرافئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود وتدميرها للبنى المرفئية ووسائل النقل الرئيسية وصوامع الحبوب ومحطاتها، واستيلائها غير القانوني على منتجات ومعدّات زراعية في أوكرانيا وكافة الأنشطة الأخرى التي تعيق الإنتاج وتصدير الإنتاج والصادرات الأوكرانية للمواد الغذائية".
من ناحية أخرى، قال الناطق باسم الرئاسة الروسية، الكرملين، ديمتري بيسكوف، إنه يمكن إنهاء الحرب المندلعة في أوكرانيا خلال يوم واحد فقط، وذلك بمجرد إعلان كييف الاستسلام، ويظهر هذ التصريح الجديد أن روسيا عازمة على استمرار الحرب حتى النهاية، ولن ترتضي بتوقف القتال عند الحدود الحالية حيث تسيطر قواتها على أجزاء من شرق وجنوب أوكرانيا.
------------------------
تقرير – رامي إبراهيم
من المشهد الأسبوعية