- مصادر لـ "المشهد": القاهرة ترفض الانخراط في تحالفات عسكرية موجهة ضد أحد
- ملك الأردن: سأكون أول الموقعين.. وباحث في الشؤون العربية: "مصر تقدم الجهود الدبلوماسية والحوار لتجاوز تحديات المنطقة"
كثفت مصر خلال الأيام القليلة الماضية من جهدها الدبوماسي؛ فيما تبدو أنها محاولة تصب في اتجاه بلورة رؤية عربية موحدة إزاء التطورات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة العربية، فضلا عن تداعيات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
قبل أيام استقبل الرئيس السيسي في منتجع شرم الشيخ ملك البحرين حمد بن عيسى، وملك المملكة الأردنية، عبد الله الثاني، وبعدها بنحو ٢٤ ساعة استقبل الرئيس السيسي في قصر الاتحادية الرئاسي، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وجرى خلال الزيارة بحسب بيان رسمي صادر من الرئاسة المصرية، مناقشة جملة من القضايا الثنائية، والتطورات على الأصعدة العربية والإقليمية والدولية.
كما استقبل الرئيس السيسي السبت الماضي، أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد أل ثاتي، وهي الزيارة التي أسدلت الستار على فترة عصيبة من التوتر سادت بين البلدين، لتتفق الدولتان على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون بعضهما البعض، كما استقبل الرئيس السيسي وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد، وأكد الطرفان على عمق العلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين.
وربط مراقبون بين الزيارات العربية لمصر وبين الزيارة المرتقبة الرئيس الأمريكي جو بايدين، للسعودية منتصف يوليو المقبل، بدعوة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي خلال الزيارة، بملوك وأمراء دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلي الرئيس السيسي، ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، وملك الأردن عبد الله الثاني.
وقال مراقبون إن تلك الزيارات العربية لمصر من المؤكد أنها تطرقت بشكل أساسي إلى الملفات التي من المقرر مناقشتها إبان زيارة بايدين للسعودية، وأن مصر تريد الاتفاق على رؤية موحدة إزاء عدد من الملفات، فيما كشفت وسائل إعلام غربية عن مقترح أمريكي بإنشاء تحالف عسكري عربي، أو بمفهوم أوسع تحالف عسكري شرق أوسطي، قد يضم دولا غير عربية، لمواجهة التحديات في المنطقة، والاضطرابات التي تقف وراءها إيران بشكل أساسي.
حديث وسائل الإعلام الغربية تزامن مع تصريحات مثيرة للملك الأردني، عبد الله الثاني، تحدث فيها بشكل مباشر عن التحالف العسكري وقال إن مناقشات تدور حوله بين الدول العربية، وأنه سيكون أول الموقعين عليه، وأنه يجب أن يكون ميثاقه الداخلي واضح ولا يقبل أي غموض أو سوء تأويل.
تصريحات الملك الأردني جاءت خلال حديث له مع فصائية "CNN" الأمريكية، وهي التي أكدت صدق الأحاديث حول ما يعرف إعلاميًا بـ"ناتو عربي".
علمت "المشهد" أن مصر لا ترحب بالمقترح؛ وأنها ترفض تأسيس أي تحالفات عسكرية موجهة ضد أحد؛ وذلك لكونه سيزيد من التوتر و الاضطرابات في المنطقة التي تقف فعليا على صفيح ساخن، كما أن المنطقة لا تحتمل أي مواجهات عسكرية أخرى، وأن القاهرة تراقب المشهد على الساحة العربية والإقليمية، وان تحركاتها في مواجهة التحديات محسوبة بدقة من غير تهور أو تخاذل.
الباحث في الشؤون العربية، علي رجب، يقول لـ "المشهد": "زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، من المؤكد أنها ناقشت المقترح الأمريكي، ومن المؤكد أن القاهرة لديها تصور كامل عن أهداف ذلك الحلف، لكن السياسة المصرية تقوم على رفض المشاركة في أي تحالفات عسكرية، وأنها تقدم الجهود الدبلوماسية والحوار لحل مشاكل المنطقة والتهديدات المتلاحقة، مع الوضع في اعتبارها أن أمن مصر القومي، والأمن القومي العربي خط أحمر".
الخبير العسكري و الاستراتيجي، اللواء حمدي بخيت، يقول: "مقترح إنشاء قوات عربية تضم دول الخليج مقترح أمريكي قديم يتجدد بالتزامن مع التطورات التي تشهدها المنطقة، والمرتبطة بشكل مباشر بإيران"، ولفت إلى أن الموقف المصري منها يرتبط بمدى تحقيق ذلك التحالف للمصالح المصرية في المنطقة من عدمه، وكذلك تحقيق المصالح العربية من عدمه، لكن مصر تضع في اعتبارها أنها لا تنخرط في تحالف عسكري موجه ضد أحد، وذلك لكونه يهدد السلم و الأمن في المنطقة العربية المشتعلة.
وسعت الإدارة الأمريكية أبان فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلى تأسيس قوات بحرية بالاشتراك مع دول الخليج؛ لحماية مضيق هرمز من القرصنة الإيرانية، بحسب وصفها وقتذاك، لكن المقترح لم ير النور من دون الكشف عن أسباب ذلك، لكن ربما ارتبط الأمر بعدم تحمس دول الخليج للفكرة؛ ربما للحيلولة دون حدوث اشتباكات مع إيران في بحر الخليج الحيوي والاستراتيجي.
أما إيران فقالت إن المقترح مرفوض جملة وتفصيلا، وأنها ستعتبر أي تواجد عسكري في تلك المنطقة بمثابة اعتداء مباشر عليها يستوجب الرد، وحذرت دول الخليج من الاشتراك في تلك القوات، وعلى الفور أجرت مناورات عسكرية هناك.
-----------------------------
تقرير - باهر عبد العظيم
من المشهد الأسبوعية