29 - 03 - 2024

عن الحجاب والنقاب والإسدال والخمار في مصر

عن الحجاب والنقاب والإسدال والخمار في مصر

بشأن مسألة الحجاب والخمار والإسدال والنقاب ، وأن مصر لم تعرفها إلا منذ الغزوة الوهابيه من السعوديه في مطلع السبعينيات ، وأن الحجاب الذي تعرفه مصر هو حجاب دفع الحسد وشر العين والاستشهاد بالأغاني الشعبية وماهر العطار في قضية اجتماعيه وثقافية وفكريه كبيرة، لهو نوع من الاستسهال والقفز علي الحقائق والتلاعب بها.

وهنا التساؤل ماذا كانت ترتدي النساء المصريات قبل الغزوة الفرنسيه الأولي لمصر ؟ وماذا كن يرتدين قبل الغزوة البريطانية الثانية لمصر ؟ وماذا كن يرتدين حتي عام 1923 حين خلعت هدي شعراوي الحجاب وألقت به في عرض البحر المتوسط وهي عائدة من روما بعد مشاركتها في مؤتمر للمرأه ؟ ثم أعادت الفعل نفسه حينما وصلت لمحطة قطارات السكك الحديديه في القاهره وسط جمع ممن كانوا ينتظرون عودتها ؟

وماذا كانت تظهر الصورة التي ظهرت علي غلاف مجلة المصور عام 1925 ل22 امرأه 4 منهن يرتدين النقاب وخمسه يرتدين الحجاب الذي يظهر الوجه والكفين ؟

ولماذا أصدرت دار الإفتاء المصريه عام 1937 فتوي تبيح عدم ارتداء النقاب وفق المذهبين الحنفي والمالكي والذي كان متفقا مع ملابس غالبية النساء المصريات القرويات في هذا الوقت حيث لم يكن يرتدين النقاب ؟

ولماذا إذن كانت معركة السفور والحجاب في مصر ؟ وماذا كان يعني طلعت حرب بكتابه "تربية المرأه والحجاب " ، وماذا كان يعني قاسم أمين أيضا بكتابه "تحرير المرأه " تحريرها من ماذا ؟ ولم قال مصطفي كامل الزعيم الوطني ردا علي قاسم أمين حين صدر كتابه تحرير المرأه " الحجاب في الشرق عصمة وأي عصمة فحافظوا عليه في نسائكم "

وسوف نري أن معركة الحجاب كما بدأت في مصر بمرقص فهمي الذي ألف كتاب " المرأه في الشرق " وما اتصل بها من دعم الأجنبي المحتل والطبقة المخملية الحاكمة التي قادت لاحتلال البلاد وعجزها عن الدفاع عنها وما تواصل بعد ذلك من صعود الحركات النسوية المتأثره بالغرب ، والمتمثلة في مجلات السفور وظهور قيادات نسوية تدعو إليه متأثرة بالغرب وظهور السينما والفنانين غير المحجبات في ذلك الوقت مع  العلم أن أم كلثوم أول ما ظهرت تغني كانت ترتدي الحجاب وتغطي رأسها ، ثم لما ظهرت في السينما ظهرت بدون حجاب.

ظل الحجاب والخمار والطرحة والحبرة وكل ما يشير إلي أصل وضع المرأه المسلمة باعتبارها ملتزمة بالحجاب وعدم السفور ، وأن الإسلام هو  الذي شرع لها ذلك الشرع فلم تكن المرأة العربية قبل الإسلام ملتزمة بالحجاب الذي فرضه الإسلام وأصبحت المسلمات في عالم الإسلام كلهن محجبات يقرن في بيوتهن ولا يخرجن منها ولا يختلطن بالرجال ، حتي جاءت الغزوة الغربية علينا فالتحق بتلك الغزوة من رأي أن الغرب وحضارته ومدنيته هي المنتصرة وأنها أحق وأجدر بالاتباع من الحضارة الإسلامية ومدنيتها ، فذهبوا يتدحجرون لاهثين خلف هذه الحضارة وصورة المرأه الغربية رغم آلامها ، هي التي تداعب خيالهم معتبرين إياها النموذج والمثال ، بينما المرأة المحجبة المقاومة لصورة المرأة الغربية والخيال الذي صنعه المستعمر في عقول نخبنا الداعية إلي قيمه وطريقة حياته عنوانا للعدم والإهمال والطعن والملاحقه ، لأنها تذكر من يجري وراء الغرب وخيالاته المتوهمة أنني الأصل وأنت الصورة المزيفة ، وأنني الحقيقة وأنت الخيال ، وأنني الواقع الملموس الحي وأنت مجرد مهرج في سيرك أو صورة في معرض.
والحمد لله رب العالمين
----------------------
بقلم: د. كمال حبيب *
(* أكاديمي متخصص في الفكر السياسي وعلم الاجتماع الديني ، والمقال نقلا عن صفحة الكاتب على فيس بوك)

مقالات اخرى للكاتب

عن الحجاب والنقاب والإسدال والخمار في مصر





اعلان