25 - 04 - 2024

رواد النهضة (8)| "مارييت باشا": أثري فرنسي تحول من نهب الآثار إلى قيادة العالم للولع بمصر

رواد النهضة (8)|

- أوفدته وزارة المعارف الفرنسية إلى مصر للتنقيب عن مخطوطات قبطية قديمة، فأغلقت الكنيسة المصرية الغاضبة بسبب نهب مخطوطاتها النفيسة في وجهه .. وسد رهبان الدير باب مكتبة المخطوطات بجدار.
- سنة ١٨١٤م عاد "مارييت" لفرنسا محملا بسبعة آلاف قطعة من الآثار المصرية الثمينة، وهي القطع التي لاتزال إلى اليوم موجودة في متحف اللوفر
- تحول من نهب وتبديد آثار مصر إلى صونها وحراستها وفي حفل افتتاح القناة رفض إهداء الامبراطورة الفرنسية "أوجيني" تمثالا صغيرا على شكل جعران مفضلا التخلي عن كل الألقاب التي كانت ستمنحها له.
- حين تيقن من قرب موته صمم على الرجوع من إيطاليا، ليدفن في سنة 1881م بالقاهرة في تابوت حجري ثم نقل جثمانه سنة 1906م  ليستقر في مقبرة بحديقة المتحف المصري بالتحرير

------------------------

مع مجيء الخديوي "اسماعيل" للحكم سنة 1863م استؤنف مشروع التمدن والتحديث المصري من حيث توقف عند رحيل جده "محمد علي الكبير" وبجهود وانجازات مضاعفة. وعندما كانت مصر على وشك افتتاح قناة السويس الشريان الملاحي الذي وضع المصريين في قلب متغيرات وأحداث وتقلبات العالم، أصدر "رفاعة الطهطاوي" - أبو الفكر المصري الحديث – كتابه "أنوار توفيق الجليل في تاريخ مصر وتوثيق بني إسماعيل"، وكتب في مقدمته: "مصر نازعت قدماء الأمم في الأقدمية، فسلموا لها أنهم دونها في مرتبة الأهمية، وأن لم تسبقها أمة في ميدان التمدنية، ولا في حومة تقنين القوانين وتشريع وإحكام الأحكام المدنية، ولم تجحد نعمة اقتباس علومها أمة ولا ملة، ولا أنكرت الاستضاءة بنور نبراسها مملكة عظيمة ولا دولة، فما اختصت به مصر من بين الممالك أن كل مملكة تستنير برهة ثم تنطفي، وتشرق شمس بهجتها ثم تختفي، فكأن نورها شيء ما كان، ولا لمع ضوءها في زمن من الأزمان".

كانت كلمات "الطهطاوي" عن التاريخ المصري القديم ترمي إلى تجذير المشروعية الحضارية للتمدن المصري الحديث، وإلى تأكيد حق المصريين في تحصيل أحدث معارف وأنظمة وعلوم المدنية والحضارة الحديثة، تلك الحضارة التي شارك المصريون في وضع أسسها في أدوار بنائها وبدايتها الأولى. وهو الخيط الذي ألتقطه رائد النهضة المصرية "علي مبارك" في مقدمته القصيرة التي كتبها لكتاب "الطهطاوي"، مفرقا فيها بين الدراسة العلمية التاريخية وبين الخرافات والأساطير المتوارثة: "فإن فن التاريخ على كثرة مؤلفاته العديدة ومصنفاته القديمة والجديدة، قل أن تخلو كتبه من حكايات مبتدعة وتقولات مخترعة، وأمور وهمية لا تستقل بالمفهومية، تولع بها أرباب العجائب، ونقلها عنهم من تطلع لذكر الغرائب، بدون عرضها على محك الاختبار، فدخلت من المبتدأ بلا مطابقة في مسند الأخبار".

والحقيقة أنه لم يكن بوسع الرائدين العظيمين من رواد تأسيس مدنية مصر الحديثة أن يستعينا بالدرس التاريخي للانجاز الحضاري المصري المؤسس لصروح الحضارة الإنسانية، لولا انجازين علميين باهرين سبقا باتجاه ترسيخ هذا التأسيس. أولهما: نجاح العالم الفرنسي "شامبليون" في فك شفرة الكتابة المصرية القديمة (الهيروغليفية)، وهو الانجاز الذي أطلق موجة عالمية صاخبة من الولع بآثار مصر القديمة وحضارتها. وثانيهما: تحول هذه الموجة المحمومة من البحث عن الكنوز الأثرية المصرية ثم نهبها عن طريق تصديرها إلى موانيء ومدن ومتاحف ومزادات أوروبا. وهي حركة النهب التي واكبها تخريب واسع وإتلاف مهول للمواقع الأثرية، وُصف بأنه أسوأ من كل ما تعرضت له آثار مصر عبر سبعين قرنا من السرقة والإتلاف والتخريب. تحولها إلى حركة تنقيب علمي مقنن واكتشاف منظم ومدروس طبقا لمناهج وأدوات علوم التاريخ والآثار الحديثة. 

لم يكن في وسع المصريين في تلك المرحلة الباكرة من نهضتهم الحديثة الاضطلاع بمهام التنقيب والحفظ المنظميّن لتراثهم الحضاري الثمين، لذلك لم يزد "محمد علي باشا الكبير" عندما فطن لخطورة حركة النهب والتهريب الواسعة تلك للآثار، عن أن يصدر فرمانا يمنع التنقيب عنها بشكل كلي. رغم ذلك لم يتوقف القناصل الأوربيون عن التعامل مع لصوص الآثار المحليين لتلبية اللهفة المتزايدة والطلب الواسع في بلدانهم على كنوز مصر الأثرية. وربما لم يكن إيقاف هذا التدهور في حال الآثار المصرية ممكنا لولا ظهور ذلك العاشق الفرنسي المتيم بعظمة الحضارة المصرية القديمة، ثم تحوله هو نفسه من سارق ومهرب أوروبي للآثار إلى أول أمنائها الوطنيين المحافظين بصرامة وإخلاص على صيانتها وحفظها. هذا الفرنسي العظيم الذي مد يد العون للمصريين في اكتشاف وصون آثار بلادهم كان أول مدير لأول متحف مصري، وهو نفس المتحف الذي قرر الخديوي "إسماعيل" انشاءه، وخططه وأقامه البنّاء المصري العظيم "علي مبارك". كان "مارييت باشا" هو هذا الرجل الذي منحه المصريون لقبا مصريا قديما عن طريق تحريف بسيط في أحرف اسمه فتحول إلى "ميريت باشا".

سيرة شغف

ولد "فرانسوا أوجست فردينان مارييت" لعائلة فقيرة في مدينة "بولونيا" الفرنسية سنة 1821م. كان أبوه يأمل في تأهيله ليكون موظفا في إدارات الدولة، لكن غرام الطفل بالرحلة والاستكشاف رافقه منذ نعومة أظافره. وفي سن 18 عاما اضطر "مارييت" - الموهوب في الرسم - للعمل مدرسا للرسم واللغة حتى يعين أسرته بدخل وظيفته، لكنه سرعان ما يمل من التدريس ويهجره بعد عام واحد فقط، لينتقل للعمل بمجال الصحافة ويتولى تحرير جريدة "الشارع البولوني".

في سنة 1842م ينغمس "مارييت" في قراءة كم ضخم من الأبحاث عن مصر وتاريخها وآثارها، تركها بعد وفاته أحد أقاربه الذين صاحبوا حملة نابليون لمصر. وعند ذلك يكتب مقالا عن الآثار المصرية التي يقتنيها متحف "بولونيا"، ليصنع المقال ثأثيرا واسعا بين أوساط القراء. وفي سنة 1847م يهدي الرحالة "دينتون" - وهو أحد أعضاء حملة نابليون أيضا – مومياء مصرية لمتحف بولونيا، ويتصادف أن يطالع "مارييت" ما على التابوت من نقوش أثرية، فيستعين بكتابين لشامبليون أحدهما في قواعد اللغة المصرية القديمة، والثاني قاموس في معاني ألفاظها. وعندما ينجح في فك رموز النقوش يشعر بلذة سحرية تقوده إلى الانكباب على الكتابة الهيروغليفية حتى التمكن التام منها. عبر شهور طويلة قضاها بين الآثار المصرية في المتحف الفرنسي لم يعد للشاب الفرنسي حلم متميز يولع به غير السفر إلى وادي النيل ومعاينة آثاره الخالدة عن قرب.

يبذل "مارييت" محاولة تلو الأخرى لإقناع وزارة المعارف الفرنسية بإرساله في بعثة بحث وتنقيب أثري في مصر لكنه يفشل مرة وراء الأخرى. مما يضطره إلى تخطي حلمه لآخر أكثر تواضعا، كان السفر لباريس والانقطاع لدراسة الآثار المصرية التي يقتنيها متحف اللوفر. هناك يدرس قائمة الملوك المنهوبة من معبد الكرنك، ويكتب عنها مقالا مستفيضا يعين بسببه بمتحف اللوفر، حيث يتمكن من قضاء نهاره في تبويب البرديات وليله في قراءة المصريات، ويتم تأليف كتابه الأول عن المخطوطات القبطية. هذا الكتاب الذي كان طريقا له – سنة 1850م - لتحقيق حلم السفر لمصر أخيرا، إذ أوفدته وزارة المعارف الفرنسية لمصر للتنقيب عن مخطوطات قبطية قديمة، كان يعتقد في أهميتها لدراسة جوانب من الحضارة اليونانية القديمة!. عندما يصل "مارييت" للقاهرة يكتشف أن الكنيسة المصرية الغاضبة بسبب نهب مخطوطاتها النفيسة ترفض وصول الأوربيين إليها، وقام رهبان الدير بسد باب مكتبة المخطوطات بجدار.

خلال ذلك كانت جولات "مارييت" بين أهرام الجيزة وسقارة تجعله ينسى ما قدم لمصر من أجل إنجازه. في صحراء سقارة بدأ أول بحث واكتشاف له، وكان اكتشافا ضخما بحجم تمثال "أبو الهول" نفسه. ثم قادته أبحاثه من تمثال أبي الهول إلى اكتشاف طريق مثير للكباش يحوي على جانبيه 141 تمثالا. ومن طريق الكباش إلى مقبرة تحت الأرض عثر "مارييت" في أروقتها على تماثيل أسود وعجول وغيرها، كان ذلك إذن هو اكتشافه العظيم لسيرابيوم سقارة. وهو الاكتشاف الذي وصلت أنباؤه إلى "عباس الأول" خديوي مصر آنذاك، وحاول "عباس" أن يوقف بحث "مارييت" ويدفعه للتخلي عما اكتشفه من كنوز أثرية، لكن تدخلا من القنصل الفرنسي جعل الخديوي يحجم عن مطالبه.

عندما بلغ خبر الاكتشاف مسامع الحكومة الفرنسية رصدت مبلغا لنقل تلك الآثار إلى باريس سرا، وهو ما جعل الحكومة المصرية تتدخل من جديد لتخاطب "مارييت" بكتاب قالت فيه: "إن الحكومة المصرية لم تسكت عما أجراه من النقب إلا لاتفاقها مع قنصل فرنسا بأن تبقى التحف المكتشفة ملكا لها". ثم يدور التفاوض من جديد حول الاكتشاف الذي زاد حجمه على 500 تمثالا بين الحكومتين المصرية والفرنسية. لينتهي إلى تخلي الحكومة المصرية عما اكتشف من آثار، في مقابل أن يبقى ما يستجد من اكتشافات الأثري الفرنسي ملكا لمصر. يعود "مارييت" لممارسة عمله المشغوف به، فيستخرج من مدافن سقارة ما لا عد ولا نظير له من الآثار والكنوز الثمينة. وعندما يعود من جديد للتنقيب حول تمثال أبي الهول يعثر على المزيد من الكنوز واللقايا على رأسها واحد من أقدم المعابد المصرية القديمة.

في سنة ١٨١٤م يعود "مارييت" لفرنسا محملا بسبعة آلاف قطعة من الآثار المصرية الثمينة، رغم أن الاتفاق بين الحكومتين المصرية والفرنسية لم يكن يخول للأخيرة غير الحصول على عشرات منها فقط، لكن الأثري الفرنسي كان حتى ذلك الوقت متورطا في نهب وتهريب قطع الآثار المصرية، وهي القطع التي لاتزال إلى اليوم موجودة في متحف اللوفر. 

في سنة 1854 عندما يتولى الخديوي "سعيد" الحكم يستقدم "مارييت" من فرنسا، بناء على نصيحة صديقه "فرديناند ديلسبس"، ليكلفه بمهمة حفظ الآثار المصرية من النهب والتخريب، وليتأكد من تمام إنجازه لمهمته يطلق الخديوي له حرية التصرف في آثار مصر كما يشاء بدون نقض ولا مراجعة. ويتحول "مارييت" منذ تلك اللحظة إلى حافظ لا تهتز له عزيمة، وأمين لا يشق له غبار لآثار حضارة مصر. ذات يوم يسمع أن حاكم طيبة استولى على تابوت حجري مزخرف بالذهب للملكة "اياح حتب" أم الملك "أحمس"، ويعرف أنه جرد التابوت من زخارفه وحاول إرسالها إلى الخديو كمجوهرات ثمينة، فيتجه من فوره إلى طيبة مستقلا رفاصه النيلي، وفي الطريق يلتقي بالمركب الذي يحمل المجوهرات فيقتنصها. ثم يهديها بنفسه للخديو اسماعيل فيما بعد مستصدرا منه أمرا بإنشاء متحف جديد في ميدان "الأزبكية" حيث تعرض فيه بقية آثار الملكة المصرية العظيمة أم "أحمس". 

خلال السنوات التي قضاها في مصر لنهاية عمره، كان "مارييت" يقضي أيامه متنقلا بين القاهرة والصعيد الأوسط والأعلى بحثا وتنقيبا، حتى استطاع الكشف عن معبد "حتشبسوت" بالقرنة، وأظهر معبد "حتحور" الكبير، ومعبد "أمون" بالكرنك وغيرها، بالإضافة لأكثر من 15 ألف أثر آخر، من بينها ما لاتزال تحلق به سمعة الآثار المصرية في أنحاء العالم، كتمثال شيخ البلد والكاتب المصري.

أول متحف مصري

عندما وصل الخديو "اسماعيل" لسدة الحكم خلفا لـ"سعيد" ثبت "مارييت" بخبرته الأثرية النادرة في موقعه، بعدها أصدر أمرا ببناء أول متحف مصري في ميدان "الأزبكية". لكن متحفا آخر بديلا على ضفاف النيل بمنطقة "بولاق" أنشأ على عجل بسبب زيارة السلطان العثماني لمصر. ولم يتم المتحف قبل سنة 1869م مواكبا لاحتفالات مصر التاريخية بافتتاح قناة السويس. كان من بين الإنشاءات الهامة التي أعدت للافتتاح الأسطوري – إلى جانب الأوبرا والمسارح والانشاءات الأخرى – مبنى المتحف المصري، ومن أجل المناسبة أصدر "مارييت" كتابا يساعد الرواد على فهم التاريخ والآثار المصرية القديمة. لم تكن تلك مساهمته الكبرى الوحيدة في الاحتفالات المهيبة، فقد كان "أوجست مارييت" هو كذلك مكتشف مخطوطات "أوبرا عايدة" التي سُلمت للموسيقار الإيطالي "جوزيبي فيردي" من أجل تأليف الأوبرا الشهيرة. وكان عرضها الأول في دار الأوبرا الخديوية سنة 1871 حافلا بالأزياء والديكورات التي رسمها "مارييت" بنفسه ورسم مساعدوه بعضها الآخر.

في حفل افتتاح القناة ذاك طلبت الامبراطورة الفرنسية "أوجيني" من الخديو إسماعيل أن يهديها تمثالا صغيرا على شكل جعران من مجموعة الملكة المصرية "اياح حتب"، فأجابها الخديوي بقوله: "هناك من هو أقوى مني في متحف بولاق وهو "مارييت". وحين طلبت "أوجيني" القطعة الأثرية من "مارييت" نفسه رفض مفضلا التخلي عن كل الألقاب التي كانت ستمنحها له.

كان "مارييت" قد استقدم قبل ذلك بعامين – سنة 1867م – زوجته وأولاده بعد أن قرر أن تكون مصر غرامه العظيم موطنه الأخير. قضى أعوامه المتبقية فيها مكرسا وقته وإخلاصه للبحث الأثري وتأليف الكتب عن تاريخ مصر. وكان يقضي خلال تلك الأعوام أجازة سنوية قصيرة في فرنسا تمكنه من طبع ونشر مؤلفاته. ومن بين مؤلفاته التي تزيد عددها عن 63 مؤلفا مختلفة الاحجام كتب: سرابيوم منف، جدول سقارة، ملخص تاريخ مصر من أقدم عصورها، أبيدوس (3 مجلدات)، مصر العليا، وصف معبد الكرنك وتاريخه، الدير البحري، وغيرها الكثير.

حينما اشتد بالأثري الفرنسي مرضه الأخير كان في طريق رحلته السنوية بالبحر إلى فرنسا، وحين تيقن من قرب موته صمم على الرجوع من إيطاليا، ليدفن في سنة 1881م بالقاهرة في تابوت حجري مثل الذي عرفته طقوس الدفن في مصر القديمة. ثم نقل جثمانه فيما بعد - سنة 1906م - ليستقر في مقبرة بحديقة المتحف المصري بالتحرير، في احتفال ضخم وبحضور مهيب لكبار شعراء ومثقفي وعلماء عصره. هناك صُممت مقبرة خاصة بـ"مارييت"، من فوقها تمثال له بالحجم الطبيعي، تحيط به تماثيل أخرى لعلماء المصريات الكبار من الأجانب والمصريين، وكتب على شاهد مقبرته عبارة: "إلى مارييت باشا، مصر تهدي هذا البناء اعترافا بجميله".

وتبقى سيرة الأثري وعالم المصريات الفرنسي معلما من معالم الثراء والتحول في تاريخ مصر، تحول المصريين إلى التشبث بجذورهم التاريخية والحضارية الثمينة، بعد قرون طالت من الإهمال والتفريط والتدمير المحزن لها، وتحول "مارييت" نفسه من تبديد آثار المصريين عبر النهب والتهريب إلى صونها وحراستها والحفاظ عليها، ليس بوصفها جزءا من التراث المادي للحضارة المصرية وحسب، وإنما لأنها جزء من الروحية الحضارية والفعالية الوطنية التنويرية المصرية، تلك التي كانت أساسا متينا لبناء مستقبل الفكر والفن والمدنية عبر أكثر من قرنين من عمر مصر الحديثة.
-----------------------
بقلم: عصام الزهيري
من المشهد الأسبوعي







اعلان