25 - 04 - 2024

كابوس المنتخب يوقظ المصريين على "الحال المايل" للكرة .. إيهاب جلال فاشل أم ضحية منظومة فاشلة؟

كابوس المنتخب يوقظ المصريين على

- غير قابل للمقارنة حتى بفشل البدري وشوقي غريب .. فما بالك بإنجازات حسن شحاتة والجوهري
- خبراء يصبون جام غضبهم على اللاعبين: جيل معدوم الإمكانيات ويطلب الملايين
- تسليط الأضواء على فشل المنظومة بأكملها: مجاملات وعشوائية لا تصنع نجاحا وتشكيلها من أجانب قد يكون المنقذ
 - مطالبة بلائحة تتضمن شروطا لعضوية مجلس إدارة اتحاد الكرة ورئاسته من لاعبين دوليين مميزين
- إعادة بناء المنتخب من ناشئين هو الحل .. وتغيير المدربين ليس مجديا والحكم على جلال غير منصف رغم أدائه الكارثي

تولي الكابتن إيهاب جلال مهمة تدريب المنتخب المصري في 12 أبريل الماضي، أي منذ 63 يوماً فقط، خاض خلالها مباراتين استطاع الفوز في واحدة وخسر الثانية، ولم تلبث الشائعات أن انتشرت حول إقالته فور انتهاء المباراة بعد الأداء السيء الذي ظهر به المنتخب أمام إثيوبيا.

وزاد الاتحاد المصري الالتباس حول مصيره، بعد تصريحات رئيسه جمال علام، أن بحثا في السير الذاتية للمدربين الأجانب، بدأ لإسناد مهمة المدير الفني لمنتخب مصر لأي منهم خلفا لإيهاب جلال، ثم عاد ونفى في بيان رسمي أن يكون معنى ذلك صدور قرار بالإقالة! وبذلك يصبح إيهاب جلال إذا أقيل فعلا خلال أسابيع ، ثالث أسرع مدير فني يكتب إقالته مبكراً بعد أنور سلامة الذي تولى تدريب منتخب مصر لمدة 15 يوما فقط خلفا لمحمود الجوهري (1 – 15 نوفمبر 1999) وهاني رمزي، الذي تولى منصب المدير الفني لمنتخب مصر بشكل مؤقت لـ37 يوما فقط، خلال عمله مديرا فنيا للمنتخب الأولمبي، بعد رحيل المدرب التاريخي حسن شحاتة (1 سبتمبر – 8 أكتوبر 2011) 

وتولي 15 مدرباً مصرياً قيادة الفراعنة منذ تكوين المنتخب عام 1920، مع تأسيس الاتحاد المصري لكرة القدم. ووفقاً للأرقام والاحصائيات فإن المنتخب لم يحقق إنجازات كبيرة سوي مع أربعة مدربين فقط علي رأسهم الكابتن مراد فهمي صاحب أول لقب لمصر، عندما توجت بكأس أمم أفريقيا 1957، بالإضافة إلى نجاح صالح الوحش في حجز بطاقة التأهل إلى دورة الالعاب الاولمبية في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة عام 1984، ثم تلاهما محمود الجوهري الذي حقق إنجاز التأهل إلى كأس العالم بإيطاليا 1990 ثم التتويج بكأس أمم أفريقيا ببوركينا فاسو عام 98. كما شهدت الفترة ما بين 2005 حتي 2011 ، أزهى عصور المنتخب تحت قيادة المعلم حسن شحاته الذي توج مع الفراعنة بثلاث ألقاب متتالية لبطولة الأمم الأفريقية أعوام 2006-2008-2010.

وفي العقد الأخير لم يكتب النجاح لتجربة شوقي غريب الذي فشل في التأهل لأمم أفريقيا 2015، وكانت آخر التجارب مع حسام البدري الذي تولي تدريب الفراعنة مع نهاية 2019 حتى 2021 قبل أن تتم الإطاحة به لسوء الأداء.

ونلقي نظرة بسيطة على تجربة خالد جلال مع المنتخب خلال الفترة القصيرة التي تولاها.. وهل كان مؤهلا لتحقيق نتائج جيدة ويجب اعطاؤه وقتا قبل الحكم عليه؟ وفي ظل خلل منظومة الكرة بشكل عام في الفترة الحالية.. ما هي أهم أسباب شريط الهزائم المتكرر؟ وماذا نحتاج للنهوض بالكرة المصرية ؟

علي هذه الأسئلة يجيب للمشهد خبراء ولاعبون سابقون بالمنتخب ونقاد رياضيون.

بداية يقول الكابتن أحمد عبد المنعم الشهير بكشري، لاعب النادي الأهلي والمنتخب المصري سابقاً إن فترة إيهاب جلال أقصر من أن تعد تجربة، نحن نتحدث عن مباراتين فقط، المدرب لعب حوالي خمسة أيام، كسب مباراة وخسر الأخري ، نعم لم يقدم أداء جيدا لكن في كل الأحوال لانستطيع الحكم عليه، انا أري أنه إذا كان ايهاب جلال أخطأ ، فالخطأ الأكبر هو من اللاعبين، لأنهم لم يظهروا شخصيتهم ولم يقدموا أداء ولا كانت لديهم روح، الكل يتحمل مسؤولية هذه الخسارة فالأداء سيء من الكل وليس من لاعب أو اثنين، ومن وجهة نظري أنهم كانوا مستهترين بالمباريات، والكابتن حسن شحاتة أخذ وقتا لكي يقدم أداء مبهرا وبالفعل إيهاب جلال كان يحتاج إلى وقت للحكم عليه، بالتأكيد هناك خطأ ولكن من الجميع وليس من إيهاب وحده.

ويستدرك "كشري" : رغم أن كل الشواهد تؤكد فشل تجربة إيهاب جلال ولكن أؤيد أن يأخذ وقتا ويشعر أنه تولي منتخب مصر، وسنعرف جميعاً ماذا يريد فعله وما يريد أن يقدم؟ هذه الفترة فترة ضغط كبير عليه من قبل الجماهير ومن قبل الإعلام وأشعر أنه كان يريد أن يرضي الجميع وهنا تكمن المشكلة. الجميع كان يردد أن إيهاب جلال ليس مناسبا ويقترحون تولية كوبر ، رغم أننا لم نشاهد كرة مع كوبر، والآن هو مع منتخب الكونغو الذي يملك فرقة جيدة ولاعبين كبار، ومع ذلك يقدم أداء سيئا جدا، شاهدت مباراته مع السودان ، وكان السودان بالنسبة له بطلا أو فريقا كبيرا، نحن نحتاج إلى مدرب يطور أداء اللاعبين لنستمتع جميعاً وتعود الأمور لطبيعتها.

يضيف كشري : الناس تنسي بسرعة جدا وأعتقد أنهم لا يطيقون تولية مدرب مصري للمنتخب ، لكن أري أنه إذا توفر مناخ هاديء سيقدم نتائج جيدة، إيهاب جلال من اللازم أن يأخذ فرصة ليتم الحكم علي تجربته حتي لو استكمل فقط مباريات التصفيات، كثيرون يطالبون بعودة كيروش، أنا لم ألحظ أي نجاحات لكيروش، فهو لم يجد الدفاع والهجوم معًا، الناس تحتاج إلى مدرب يلعب بتوازن.

ويستكمل كشري فكرته: "مباراة كوريا ودية واللاعبون سيؤدونها بكامل اتزانهم نعم، لكن هل يعتقد إتحاد الكرة أن هذه المباراة تقيِّم إيهاب جلال، هذا غير صحيح بالمرة ، إذا كنت تريد تقييم مدرب افعل ذلك ولكن في مباراة رسمية، وحتى لو حدث سيكون تقييما فاشلا وأري أنه لابد أن يأخذ الوقت الكافي لتقييم تجربته. وإذا أقال تحاد الكرة إيهاب جلال وأنهى التجربة قبل بدايتها فهو بهذا يقضي علي كل المدربيين المحليين، فالضغط والوضع الذي نعيشه وتسليم المدربين إلى الجمهور شيء لا يصح أبدا". 

"حسام حسن مدرب كبير ونجم كبير، الناس عايزة حسام يجربوا حسام ، معنديش مشكلة نقضيها تجارب تانية بعد إيهاب، المنتخب يدار بالعلاقات والمجاملات ، إذا كنتم تريدون مدربين حقيقيين استقدموا مدربي الأهلي أو الزمالك الذين لهم جماهير ولهم التشجيع هنا في مصر، لكنهم يذهبون إلى أندية لا تملك جماهير أو بطولات ويأتون بمدربيها، لو كنت صاحب قرار سأذهب الي ألمانيا أو كندا وأستعين بمدربين شباب يكون لديهم فكر وأتركهم يعملون بهدوء ويقدمون كرة حقيقية، انظروا إلي تجربة المغرب مثلاً، انا أري أن المنظومة الكروية في هذه الفترة تستلزم أن يديرها أجنبي ولا أقتنع سوى بذلك".

أسباب الفشل

 عن ذلك يلمح أحمد عبدالمنعم كشري تارة ويصرح تارة أخرى قائلا : "نحن جميعاً نعلم ما يدور في الكرة المصرية من مجاملات وعلاقات وهذا أهم أسباب الفشل، نحتاج إلى خبراء أجانب ليطوروا الأداء ويغيثونا من المجاملات واللعب السئ ويكتشفوا المواهب الحقيقية، ولا تكون لهم علاقات أو انتماءات. نري جميعاً ما يحدث في التحكيم.. احتواء ومجاملات وأشياء سيئة، الحقيقة لا أعلم ما هي المشكلة إذا طبقنا تجربة مثل السعودية، أن آتي برئيس لجنة حكام أجنبي أو رئيس رابطة أندية، لا أعلم لماذا يريدون دائما أن يضعوا أنفسهم موضع الشكوك"، "لا توجد كرة في مصر مطلقاً، ما المشكلة أن أعين مدير مسابقات عالمي ومحترف من الدوري الإنجليزي، نحن لم نصل أن يكون لدينا دوري أو تكون لدينا كرة حقيقية، في كل مرة أشاهد فيها مباراة بالدوري أقول ماذا سيفعل الحكم فيها! مجاملات وأشياء سيئة لا تطاق ومنظومة فاسدة ، يجب أن يترأس المنظومة أشخاص ليست لهم انتماءات أو مصالح مع أي أندية ويكونوا محل ثقة.

آداء سيء 

الكابتن أحمد صالح نجم الزمالك السابق يقول: بالفعل كان أداء المنتخب تحت قيادة إيهاب جلال سيئا جدا ، وبعد خسارة مباراة إثيوبيا ازدادت البلية، ولكنه يتفق مع كشري في عدم إمكانية تقييم تجربة إيهاب جلال خصوصاً أن لعب مباراتين خلال وقت قليل جدا، اللاعبون أيضاً بحاجة إلى فترة يحفظون فيها طريقة لعب إيهاب جلال ، خصوصا أنه كان يعمل في الدوري بطريقة جيدة ويحقق نتائج

يضيف أحمد صالح أتمني ألا تخرج تصريحات للإعلام في الفترة القادمة، يجب أن يقوم الفريق بالتدريبات اللازمة ولا ينظر إلى الخلف ويضع الكابتن إيهاب جلال خطته وبرنامجه ويبدأ التنفيذ لحين وقت المباراة القادمة. ويتم العمل في صمت لأن الشعب المصري الآن في ثورة كروية.  ويضيف صالح : "في رأيي لا يصح مطلقاً ترشيح أي مدرب محلي آخر غير إيهاب جلال في الفترة الحالية، هذا غير منطقي، فمنتخب مصر كبير وله إسمه نحن لا نولي مدربين للمباريات بالقطعة، وحتي إذا كان هناك اختلاف سابق علي تولية إيهاب جلال من قبل أحد أعضاء المجلس، الآن يجب أن يساند إتحاد الكرة المدير الفني ويقدم له كل الدعم الممكن.

ويطالب صالح بالنظر إلى قطاع الناشئين والاهتمام به وتطويره لأنه المستقبل والاعتماد سيكون عليه فيما هو قادم، وتكمن به أولى خطوات تقدمنا بالكرة ، والمطلوب تولية من يصلح لإدارته ومن تكون لديه القدرة علي تعديل الفوارق واكتشاف المواهب، نعرف أن الناس تختلف علي الجميع وتنتقد الجميع ولكن يجب أن يكون لدينا صبر.

أين المنتخب؟

الكابتن رمضان السيد نجم الأهلي السابق يتساءل : "أين منتخب مصر الذي نتحدث عنه، بعد أن أتينا بمدير فني يحفظ كل إمكانيات اللاعبين ويدرك ماذا يملك كل لاعب ومميزاته ونواقصه، نحن لا نتعامل مع مدير فني أجنبي.مباراة إثيوبيا أسوء مباراة في تاريخ الكرة المصرية، كيف نخسرها بهدفين مع الرأفة".

ويخاطب رمضان إيهاب جلال قائلا: "كل الأشياء كانت في صالحك ، أن تلعب كرة وتحقق نتيجة إيجابية ، بصراحة التغييرات كانت غريبة وأسلوب اللعب كان غريبا ، أحسسنا أنك مدرب أجنبي لا تعرف شيئا، لديك أحمد عاطف يتفوق على مصطفي محمد حوالي أربعين مرة ، كيف لا يلعب، مرموش كيف يلعب ناحية اليمين! بصراحة شيء غريب جدا. 

يضيف رمضان السيد قائلا: "تجربة إيهاب جلال غريبة وبدأت بالفشل، ليس هناك أداء والأهم أنه ليس لدينا لاعبين، واستحالة إيهاب جلال ينجح مع لاعبين لا يستطيعون إتمام تمريرة صحيحة، لا هم قادرون أن يدافعوا أو يسجلوا ، هذا تهريج."

ويستكمل رمضان : "المشكلة ليست في الكابتن إيهاب جلال، اللاعبون  أصبحوا يتعاقدون بأكثر من أربعين وخمسين ومائة مليون (رمضان صبحي كمثال من وقت احترافه هل قدم شيئا للكرة؟ لأ أعتقد) التقييم لدينا خطأ، هناك أندية أوروبية لا تُعطي رواتب مثلنا، ومع احترامي لطارق حامد لماذا يطالب بثلاتين مليون جنيه! نحن وصلنا بالكرة إلى تهريج ومهزلة، لو أردنا منتخبا جيدا علينا أن نشتغل علي الشباب ، ننظر للأسفل ونبدا من الصفر، فبعدما كان لدينا أفضل منتخب أصبحنا الآن أضحوكة. لنتقدم بالكرة فعلاً ، نحتاج مسابقات قوية بين قطاع الناشئين لإفراز لاعبين أقوياء، لنجمع لاعبي المنتخب الأولمبي إضافة إلى صلاح والنني ونبدأ بهولاء، طوال عمرنا لم يمر علينا ما رأينا في مباراة إثيوبيا، هذا يدل على أننا أسوأ منتخب موجود في إفريقيا حاليا، نحتاج ثورة في الكرة، تركي آل الشيخ عندما دخل إلى مصر وشارك في الكرة قام بتدميرها فعلياً، والأندية لا تستطيع أن تسير بمنهج تركي آل الشيخ، من دفع إلى صلاح محسن أربعين مليون جنية، ورمضان صبحي لو حاولت تتعاقد معه لن يعجبه 30 أو 40 مليون في السنة، أرقام غريبة وللأسف لا يستحق لاعب هذا المبلغ أصلا.فالكرة المصرية لا يوجد بها أي مواهب علي الساحة، ونحتاج أن ننظر للأسفل".

يتابع الكابتن رمضان السيد تصريحاته الغاضبة: "لا يوجد أي مدرب محلي يصلح لقيادة المنتخب، نحتاج الآن إلى خبير لتطوير أداء اللاعبين سواء الشباب أو غيرهم، المدرب الوحيد الذي أحدث تطويرا في أداء اللاعبين الفترة الماضية هو ڤايلر مدرب الأهلي السابق، لكن موسيماني نفس الكلام .. ليس عنده فكرة. أيضا اتحاد الكرة .. حين يكون حازم امام ومحمد بركات موجودين وتأتي بإيهاب جلال ، هذه مشكلة كبيرة .. من الذي يختار، جمال علام أم بركات وإمام؟ بالتأكيد من لعب كرة ويفهم فيها. لكن كل مبادئنا خطأ".

لا تعليق على فضيحة!

اللاعب الدولي السابق الكابتن رضا عبدالعال يرفض التعليق علي تجربة إيهاب جلال قائلا: "البداية واضحة ، انظروا إنها هزيمة بفضيحة.. إيهاب جلال أثبت أنه أفشل من حسام البدري ومن شوقي غريب ما الجديد؟ ويضيف باستهزاء: "هو بالفعل واحد مننا وعايش معانا وشايف الوضع.. مش جاي من مدغشقر".

يستكمل نجم المنتخب ونادي الزمالك السابق الكابتن أيمن يونس ما أثاره زميله رمضان السيد ، فيرى أن الجيل الحالي من المنتخب محدود القدرات والامكانيات، وإذا كان بينهم لاعب متألق فهو متألق في عقلية النادي الخاص به، متميز على مستوى القارة الأفريقية مع ناديه بعد أن أصبحت المسابقات الأفريقية لا تمثل حقيقة قدرات القارة، لأن كل اللاعبين المميزين ينتقلون للعب في أوروبا، واللاعبون المشاركون في منافسات الأندية الأفريقية، وبينهم المصريون ، مستواهم الفني محدود، ويترواح بين مقبول ومعقول ليس أكثر، أما اللاعب الذي يصنع الفارق مع المنتخب في الأندية المصرية فهو غائب.

ويضيف أيمن يونس : "بعض اللاعبين مغيبون ، يطالبون بالملايين مقابل البطولات والإنجازات التي تبدو كبيرة بالنسبة لهم،  لكن ضعف الكرة في أفريقيا جعل الحصول على تلك البطولات أمر سهل".

ويستدرك قائلا: "محمد صلاح نجم ليفربول، رفع سقف طموح لاعبي المنتخب ومنحهم تحولا نفسيا وذهنيا غير عادي، كما رفع طموح إدارة المنتخب ، بتواجد صلاح، يلعب المنتخب بأحلام صلاح، وعند غيابه يلعب بدون أحلام، فيظهر المنتخب بشكل سيء كما حدث في مواجهة إثيوبيا الأخيرة، حيث كانت تشبه الكابوس".

يشير أيمن يونس أن الكابتن حازم إمام عضو اتحاد الكرة، كان يؤيد فكرة بقاء كيروش في قيادة المنتخب ، فقد اتخذ قرارات جريئة، وتمكن من استخراج أفضل ما يملكه اللاعبون من امكانات خلال البطولة الأفريقية، ووصافته للبطولة بعد الخسارة من السنغال بركلات الترجيح، ليست نتيجة سيئة ، لأن اللاعيبن قدراتهم ضعيفة، وكيروش كان يعوض ذلك من خلال الإعداد النفسي للمباراة وطريقة اللعب، وأسلوب تحميس اللاعيبن.

ويقول أيمن : "بالنسبة لايهاب جلال يستحق اللوم على الشكل الذي ظهر به المنتخب ، فهو ليس غريبا عن الكرة المصرية، كما يلام اتحاد الكرة لأنه كان لابد من وجود لجنة فنية تقوم باختيار المدير الفني للمنتخب، وليس عبر أعضاء مجلس الإدارة .. فليس من تخصصهم اختيار المدير الفني، لأنها ليست عملية سهلة. ويتمنى أن يكون التصرف خلال الفترة المقبلة بشكل عقلاني، "محتاجين ناس فاهمة"، ومن الضروري أن يكون أعضاء اتحاد الكرة، بخلاف رئيسه، ممارسون لكرة القدم، ومن اللاعيبن الدوليين، لابد أن تنص اللائحة على أشخاص لديهم خبرات كروية غير عادية، "ولازم اللعبة ترجع لأهلها".

رأي النقاد

عمر البانوبي المنسق الإعلامي السابق لنادي هال سيتي الإنجليزي يقول : "كرة القدم لعبة احتمالات وبها مفاجآت في كل يوم.. وبالتالي لا يمكن التنبؤ بنجاح أو فشل إيهاب جلال وإن كان الأداء أمام إثيوبيا هو الأسوأ في تاريخ الكرة المصرية، الأزمة ليست في المدرب، وبدون خطة واضحة وأهداف محددة تسبقها دراسة لموقف كرة القدم المصرية فنيًا وإداريًا لا يمكن أن يثمر تغيير المدربين عن شيء إلا بالصدفة البحتة".

يضيف البانوبي: "نحتاج لإعادة ترتيب الأمور إداريًا وفنيًا والاستعانة بالكفاءات التي تمتلك خبرة العمل في كرة القدم محليًا وأوروبيًا ولديهم معرفة واطلاع واتصالات بمنظومة كرة القدم في العالم سواء في أوروبا أو في الفيفا والبناء عليهم بخطة مدروسة وأهداف محددة. أسماء المدربين ليست المشكلة.. ولكن المشكلة تظل في عقلية اللاعب المصري وإدارة الاتحاد المصري لكرة القدم".

هاني عبدالصبور الناقد الرياضي يقول: فكرة تقييم تجربة إيهاب جلال الآن ظلم له ، لكن قرار تعيينه من البداية كان خطأ لأنه لا يمتلك الخبرات التي تمكنه من تولي هذه المهمة، خصوصاً أن نتائجه مع الأندية التي تولي تدريبها في أفريقيا كانت غير جيدة بجانب خبراته، فلم يمر بهذه الظروف أو يتعرض لمثل هذه المواقف ، ولو وجب تقييمه طبقا للمباراتين سأعطيه إثنين من عشرة.

ويضيف عبدالصبور: "تجربة حسام البدري وشوقي غريب مختلفتان، فالبدري كان المدير الفني للنادي الأهلي عندما ربح بطولة أفريقيا وعمل في الدوري السوداني والدوري الليبي، وحقق نتائج إيجابية مع كل الأندية التي قادها ورغم تعرضه للإنتقادات كان يمتلك خبرات كبيرة جدا، ونفس السيناريو ينطبق علي شوقي غريب كمدير فني له إسم كبير في الكرة المصرية ويجيد التعامل مع اللاعبين الشباب ولديه القدرة علي صناعة جيل جديد رأيناه جميعا في 2001، وكان شريكا مع الكابتن حسن شحاتة في الثلاثية التاريخية ومن ثم ، هناك فرق شاسع في الخبرات والإنجازات بينهما وبين إيهاب جلال".

ويؤكد عبدالصبور أن التسريبات التي تخرج بعد اجتماعات اتحاد الكرة تدل على عدم ثقتهم في اختياراتهم، فمع أول هزيمة للمنتخب تم تسليمه لوسائل الإعلام دون إعلان قرار بإقالته رسمياً، هناك حلول كثيرة ويجب أن يجلس جميع المسؤولين عن الكرة ويحددوا خطواتنا القادمة ، لنبدأ التحرك إلى الأمام بخطوات مدروسة وجادة نستطيع من خلال التقدم بالكرة". 

مع ذلك يشير عبدالصبور أنه "ليس لدينا منظومة كرة في مصر، فالمنظومة هي المؤسسة التي تسير بنظام وهذا لا يحدث، كل قرارت الإتحاد تعتمد علي العشوائية وتأتي دون تخطيط أو دراسة، كل شخص أو مسؤول يفعل ما يحب أن يفعل، وفي النهاية تدفع الكرة المصرية الثمن، ليست هناك إنجازات محققة، كل ما حققناه هو نتيجة لسوء التخطيط، حتي ما تحقق سابقاً كان غير مخطط له، وجاءت إنجازاتنا بالحظ والبركة والاعتماد علي أشخاص بعينهم مثل محمد صلاح أو جيل أبوتريكة وبركات في السابق، ولكي نتقدم بالكرة إلى منصات التتويج بالعالم علينا أن نضع خططا طويلة وقصيرة الأمد ونعلن هذا لوسائل الإعلام والجمهور لنكون شركاء في صنع القرار.

الناقد الرياضي عبدالرحمن بدر يلقي باللوم في أزمات المنتخب والكرة المصرية خلال السنوات الماضية على سوء التخطيط، فمنذ 5 سنوات أو أكثر لا يوجد فريق في مصر حصل على فترة إعداد جيدة ، ولا راحة للاعبين بين الدوري والبطولات القارية للأندية والمنتخب، وهذا ما انعكس سلبًا على أداء لاعبي المنتخب في أكثر من مناسبة.

ويرى بدر أن إيهاب جلال جزء من أزمة المنتخب لأنه جاء في وقت صعب، بعد مدير فني من الطراز الأول قاد المنتخب للمباراة النهائية لأمم إفريقيا، وللمرحلة الأخيرة من تصفيات كأس العالم، والأزمة فيمن اختار جلال، بدون أي خطة واضحة لمتطلبات المنتخب خلال الفترة المقبلة. ، وكان من الأولى الاعتماد على مدير فني أجنبي قادر على تجهيز جيل جديد.

ويشدد على أن "اتحاد الكرة هو المتسبب الرئيسي في أزمة المنتخب الوطني، ولابد من تغيير أسلوب إدارة كرة القدم في مصر، ووضع نظام واضح وصارم لبطولة الدوري يتضمن فترة إعداد وراحة للاعبي الأندية، وكذلك مباريات ودية وتجارب حقيقية للمنتخب".
--------------------------
تحقيق - رانيا عبدالوهاب
من المشهد الأسبوعية







اعلان