20 - 04 - 2024

جوائز الدولة تعيد روح «الرضا» إلى المثقفين وتذهب لمستحقيها هذا العام (تحقيق)

جوائز الدولة تعيد روح «الرضا» إلى المثقفين وتذهب لمستحقيها هذا العام (تحقيق)

إبراهيم عبدالمجيد. داوود عبدالسيد. عمرو دوارة. رشوان توفيق وريم البسيوني أبرز المحتفى بهم
- الكاتب الصحفي يسري السيد: حجب الجوائز "عار" لابد من استدراكه
- الروائي محمد رفعت: تكريم أربع راحلين تكريس لتقديس الموتى وكثير من المبدعين ليسوا في الواجهة
- الكاتبة هالة فهمي: الجائزة هذا العام صادفت أهلها وهو ما نتمنى أن يستمر
- الناقد السينمائي الأمير أباظة: مطلوب إعادة النظر في التشجيعية والتفوق وإعادة الاحتفال الرسمي بالفائزين

ليس أجمل من مشهد مصر وهي تحتفي بمبدعيها، وعلمائها، وجادت جوائز الدولة هذا العام بفرحة وحالة من الرضا على الوسط الثقافي والعام بتتويج مسيرة عدد من المبدعين وأعادت إلى الأذهان روح الإبداع والتميز، فما السر وراء هذه الحالة التي لا تتكرر كثيرا خاصة في مجالات تحكمها ذائقة متغيرة، «المشهد» من خلال هذا التحقيق يتعرف على رأي عدد من المبدعين والمثقفين في أسباب الحالة غير المسبوقة، وما يرجونه من جوائز الدولة فيما بعد...

بدأ الكاتب الصحفي يسري السيد تعليقه مستعيرا مفردات الرياضة بقوله:" مبروك لكل الفائزين و"هارد لك" لمن لم يفز"،وأوضح: هناك حالة من حالات الرضا التي يمكن أن تراها الناس، ولكن عندي بعض الملاحظات، الأولى أن كل من فاز بالنسبة لي هو صديق، وكل من لم يفز أيضا صديق بشكل شخصي أو بشكل معرفي، بمعنى يمكن للبعض أن يرى أن شهادتي مجروحة، لكن هذا لا يعني أنني لا أطرح بعض الأمور للنقاش، خاصة وأن ما يحدث في الكواليس مختلف، ولا يتم التحقيق فيه، والعام الماضي خرج الناقد الدكتور محمد عبدالله حسين وكان أحد المحكمين للجائزة، وأعلن أنه كان ضمن لجنة ثلاثية اثنان منها أعلنا الاعتراض على أحد الأسماء، ولكن كانت المفاجأة إعلان هذا الاسم فائزا بالجائزة، وكتب ذلك وصرح به مرارا، ولم يتحرك أحد، معنى ذلك أن هناك قرارات مسبقة، وكنت أتمنى أن يخرج الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة ليرد ردا مقنعا وذلك لم يحدث، وحتى بعد أن نشر الدكتور محمد عبدالله حسين صور التقرير، لم يرد أو يعقب أحد، وتركوا المسألة مستندين إلى أن "آفة حارتنا النسيان"، ومثل هذه الوقائع تلقي بظلال من الشك والريبة على الجوائز في الأعوام التي بعد ذلك. 

وأضاف لا شك أن جوائز مصر لها قيمة أدبية ومعنوية كبرى في العالم العربي،والمسألة ليس معيارها الجانب المادي، لأن هناك العديد من الجوائز العربية يمكن أن تفوق بكثير قيمة الجوائز المصرية ماديا، لكن تبقى قيمة الجائزة المصرية.

العصبية القبلية

ويدين يسري السيد ضيق الأفق الذي تشف عنه تقديرات الجهات المرشحة للجائزة، ويقول: منذ أكثر من ثلاثين عاما ومعايير الترشح كما هي، فلا يعقل أن الجامعات المصرية لا ترشح إلا من دائرتها الضيقة من داخل أعضائها، ولم يحدث أن رشحت جامعة شخصية مبدعة لا تحمل حرف "الدال" مثلا، ولا من خارج أعضائها، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على ضيق أفق، ومداهنة للمرشح، في صورة أقرب إلى العصبية القبلية، وهنا أتكلم عن الجامعات كجهات أكاديمية مسؤولة عن معايير البحث العلمي والأكاديمي، فعلى الأقل عليها أن تقدم هذا النموذج في اختياراتها لترشيح أسماء لنيل جائزة الدولة، خاصة وأن المجال العلمي يصعب فيه الاختلاف على قيمة وقامة علمية حقيقية.

وكذلك الحال بالنسبة لفكرة التصويت على الجوائز، لا يمكن أن يتم بهذا الشكل أيضا، نعلم أن المفترض "أهل مكة أدرى بشعابها"، أي بمعنى أن المحكم عندما يكون من التخصص ذاته يكون أقرب للمصداقية، ولن تلم لجنة المحكمين بكل فروع الجائزة بكل تأكيد، فالمختص في العلوم الاجتماعية لن يكون ملما بقواعد الفن التشكيلي، وهكذا، فلا يعقل أن تكون لجنة التحكيم قيمةعلى كل الفنون وكل الفروع. 

وهذا يقودنا إلى فروع الجائزة وعناوينها الكبرى التي تندرج تحت مسميات لفروع مختلفة، فهل يعقل أن يتم ترشيح المخرج السينمائي داوود عبدالسيد والمخرج التلفزيوني محمد فاضل لنفس الجائزة، وكلاهما مبدع في مجاله، وكذلك الحال بالنسبة للأديب إبراهيم عبدالمجيد والشاعر فاروق جويده.

إذا لم توفي الاختيار لتكن الجائزة بين متشابهين في نفس مجال الإبداع، خاصة وأنه لم تكن الجائزة عنوانا لتميز صاحبها في المطلق، فهناك أدباء عالميين لم يحصلوا على نوبل، وهناك من يرفض الجائزة، والخلاصة أن الفنون لا تخضع لأفضل تفضيل، فالتقييم يتم على أساس ذائقة معينة، فمن يرى أن هذا مبدع في مجاله، قد يراه آخرون على عكس ذلك، وعدم الاختيار لا يعني أنه أسوأ، وهذه إشكالية أخرى، فما بالنا ونحن نضع المفاضلة بين اتجاهات متباينة،  فالاختيار ليس له سمات محددة، اعمل كمحرر أدبي منذ العام 86 ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن 2022 ونحن نطالب بتغيير معايير الترشح والاختيار، هناك أسماء غير معروفة، نظرا لعدم تخصص المحكمين، وهو طبيعي، فنجد أن الاختيارات أحيانا إما بالإملاء بين المحكمين، أو الترويج لهم إعلاميا، وهناك أسماء أكثر قيمة وعطاء، وربما هناك من هو أكثر قيمة علمية ولكنه لا يظهر إعلاميا، نريد جوائز منصفة.

ولكننا بالتأكيد نتلهف لحالة الرضا والفرح، وما أجمل فرحة الإبداع في زمن قل الاحتفاء به، بل على العكس الواقع يعبر عن اضمحلال، لدرجة أن الزميل الدكتور عمرو دوارة سُئل في أحد البرامج عن أفضلية أن تذهب قيمة الجائزة المادية لإصلاح حال المسرح؟ فهل يعقل أن يكون هذا سؤالا لفائز؟ ليس لدينا فقر إمكانات مادية ولا بشرية، ولا نحتاج إلى إنتاج بالغ الإبهار، ولكن يمكننا إنتاج أعمال مبهرة وغنية فكريا، ينفق على قطاع المسرح سنويا ملايين، وكذلك قطاع النشر، ليس لدينا أزمة إنتاج إنما أزمة جودة.

عار الحجب 

وأضاف: انطلاقا من حبنا ورغبتنا في رفع قيمة الجائزة نلقي الضوء على ما نريد تحسينه، فالسكوت ليس دائما علامة الرضا، ولكنه أحيانا علامة الإحباط واليأس، فهناك من يفوز عن غير استحقاق، وهناك من لم يترشح أصلا ولكنه يستحق، فمبدعي مصر كثر، والجوائز تخضع لذائقة، المفترض أن تقل فيها هذه الذائقة مثل الجوائز العلمية.

أما حجب الجائزة فهو عار بكل المقاييس، فإن كان هناك أعضاء مختصون لتقييم المرشحين عن الجائزة، لماذا لم يبحثوا عن الأفضل حتى من خارج دائرة الترشيح، خاصة في الجوائز التشجيعية، ولكن أن يتم حجب الجائزة فهذا يضع علامة استفهام كبرى على لجنة التحكيم، فهذه سُبة أن تحجب الجائزة في فرع من الفروع، في مصر هناك آلاف المبدعين في كل فرع، خاصة في لجان التحكيم يمنحون درجات وأسباب.

ويبقى الاحتفال اللائق بالجائزة، فقوة مصر الناعمة في ثقافتها وفنونها فلا أقل من حفل كبير يشرفه السيد الرئيس ويوزع الجوائز على مبدعي وفناني مصر، لأن هذه هي مصر الدولة القوية، والرئيس السيسي بمحاولاته الدؤوبة للتوعية والوعي اعتقد أن هذا أمر مهم بالنسبة له، وأن مصر تفخر بمبدعيها، ولولا بعض الظروف في السنوات الماضية التي منعت الاحتفال، ولكنه كان حفلا سنويا للاحتفاء بقيمة الفن والإبداع، الثقافة هي التي تحرس مصر، والإبداع هو الذي يواجه الجهل، وتكريم الفائزين هو تكريم لكل المبدعين، أتمنى خلال الشهور القادمة أن يتم تنظيم احتفال كبير للثقافة المصرية.

جائزة النيل

يقول الروائي محمد رفعت: أجمل ما في إعلان الفائزين بجوائز الدولة هذا العام – جائزة النيل- أنها كانت لأسماء تحظى بالاحترام الشديد عند القاعدة العريضة من الجماهير والمثقفين على حد سواء، وكان من المتوقع أنهم يحصلوا على الجائزة منذ زمن بعيد، ولكنها تأخرت كثيرا، وواحد من هؤلاء هو المخرج المبدع داوود عبدالسيد صاحب أيقونة "الكيت كات" وأرض الخوف وغيرها من الأفلام السينمائية الرائعة، وكذلك الأديب المبدع إبراهيم عبدالمجيد صاحب "لا أحد ينام في الإسكندرية" أيضا الجائزة أتته متأخرة، ولكن أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي على الإطلاق، أيضا الأديبة ريم بسيوني، وهي أيضا من المبدعات.

تكريم الراحلين

وعلق رفعت على منح الجائزة لبعض الراحلين بقوله: ولكن شاب الجائزة هذا العام منح الجائزة لأربعة من الراحلين، وغير أنه يخالف اللائحة، فإنه أيضا يسير على نهج المصريين بشكل عام من تقديس الموتى، وأن الجوائز تذهب إليهم بعد أن يكونوا قضوا وقتا طويلا من الإحباط، كذلك الفنان الكبير رشوان توفيق أتته الجائزة ولكن بعد أن وصل إلى التسعين، وكان من الأفضل أن تأتيه قبل ذلك بكثير، ولكن من مميزات الجائزة هذا العام أنه حظي بها أدباء ومبدعين في منتصف العمر مثل ريم بسيوني، وأبو الفضل بدران، وعلى أي حال هي الأفضل خلال السنوات الأخيرة، ونتمنى أن تذهب دائما لمستحقيها لا أن تذهب إلى الدعاية التي تصاحب بعض الأسماء وانتشارهم إعلاميا وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك مبدعين حقيقيين ولكن لا تحيطهم الأضواء مثل الروائي محمد عبدالنبي، والروائي جار النبي الحلو وهو من الكبار ويستحق أيضا الجائزة.

كشوف البركة

وترى الأديبة هالة فهمي أن جوائز الدولة كل عام تثير ضجة من الرفض والقبول، والحزن والسعادة، وهو أمر طبيعي منذ أن أنشئت فكرة الجوائز، على مستوى الكتاب والأدباء أو حتى بالاقتراب من المطبخ الصحفي نجد دائما هجوما على الفائزين وأمنيات لم تتحقق من بعض الساخطين على الأمر برمته، وتقول: في سنوات سابقة يلاحظ الراصد للمشهد أن الجوائز في مصر والعالم العربي جوائز ليست طبيعية أو منطقية، ولا نستطيع القول أنها تتم بموضوعية أو بمنهج نقدي سليم، في البداية "كشوف بركة" كما في عهد فاروق حسني وبعض وزراء الثقافة الذين تلوه، ليست أكثر من كشوف بركة لذوي الحظوة لدى الوزير أو أعضاء اللجان، ولعل قربي من المطبخ الصحفي في تلك الفترة جعلني شاهدا على تغيير بعض الأسماء الفائزة في اللحظات الأخير واستبدالها بأسماء مرضي عنها، بعد تلك المرحلة حدث تطور في الجائزة، وبدأ يتم رصد مستحقيها الحقيقيين، وبدا هذا بوضوح في جوائز هذا العام من خلال الأسماء التي تم الإعلان عنها، مثل الأديب إبراهيم عبدالمجيد؛ وإن جاءت متأخرة، ولكنها أتت، وفي مثل هذه الحالة لا يستطيع أي مثقف الاعتراض لأن الاسم الفائز بالفعل يستحق، إذا أتت الأسماء قوية بما يكفي بحيث إنها تلجم الألسنة عن النقد والاعتراض، في ظني هذا ما يرفع الحرج عن اللجنة.

والمشكلة أنه في هذا العام كان هناك خروج عن القانون والبروتوكول المنظم لمنح الجوائز لأسماء متوفاة، فما قيمة أن أمنح جائزة لشخص لم يعد موجودا في دنيانا، من رأيي أنه كان الأفضل من وزارة الثقافة إذا كان ولابد أن تكرم من رحلوا، أن تسن سنة جديدة أن يكون تكريم لاسم أدى نجاحات للثقافة في مجاله، بمعنى أن تكون جوائز التشجيعية والتقديرية والنيل وأخرى لكاتب أو مبدع راحل، فالتكريم للأحياء أكثر وقعا وتأثيرا عليه وعلى المجتمع ككل، وهو خارج القواعد المنظمة ويحتاج وقفة ورفضا، فبهاء عبدالحميد كان قد تقدم للجائزة قبل أن يتوفى ولكنه رحل قبل الإعلان عن الفائزين بفترة قصيرة، فهذا حقه أن يحصل عليها ونتفهم ذلك، وأرى أنه من الأفضل أن تسن جائزة للأسماء الراحلة، ولست ضد تكريم الراحلين، ولكن من الاجحاف أن يتم تكريمهم بعد الرحيل وأن تكون هناك أسماء على قيد الحياة واتجاهلها لأكرم من رحل، الموضوع يحتاج إلى الإصرار على التغيير في طرق الترشيح والمنح، من دراسة للشخصية، وفي كل فروع الجائزة مصداقية وعدل لأنها جائزة تمثل مصر، وليست جائزة باسم شخص على غرار جوائز الأثرياء العرب، فالوضع سواء في مصر أو الدول العربية فيما يتعلق بمنح الجوائز محزن، ويحتاج إلى إعادة هيكلة اللجان التي تمنح، وتدخل الوزراء خاصة وزير الثقافة.

مَنْ ظُلِم

وأضافت: وحالة الرضا هذه لا تنفي أن هناك من كان يستحق ولكن وقع عليه الظلم،ولن أحدد ولن أسمي، ولكن هناك الكثير في مصر من فنانين ومبدعين ويحق لهم الحصول على التقدير اللائق من الجوائز، ولكن ليس المتقدم فقط للجائزة ولم يحصل عليها هو فقط مَنْ ظُلم، ولكن من عزف عن التقدم لأسباب هو يعلمها والوسط الثقافي بكل أطرافه يعلمها، لعدم المصداقية أحيانا، وأقول أحيانا في الفترة الأخيرة، والشللية، ونوع من المجاملات التي تمنح من أجلها الجائزة، مما جعل عديد من الأسماء تتعفف عن الترشيح لنيل هذه الجائزة، بالإضافة إلى أن الجهات التي ترشح أيضا لم تسلم من نوع من الهوى، وبالتالي لا نستطيع القول بإن من ترشح ولم يحصل على الجائزة هو من ظلم، ولكن جوائز عربية هامة تعاني من نفس المرض العضال الذي تعانيه الجوائز في مصر، والمشكلة أن يكون هناك تحيز، ولكن الجائزة هذا العام صادفت أهلها، بأن يكون هناك مترشحين يستحقون الجوائز بالفعل، ونتمنى أن يكون هذا الحال دائما وليس المصادفة، أتمنى أن يدرس الواقع الحقيقي وعلى أساسه تذهب الجوائز لمستحقيها.

الجائزة الصعبة

ويتفق الناقد السينمائي الأمير أباظة مع أن جوائز الدولة هذا العام ذهبت إلى مستحقيها بحسب الرأي الشعبي أو الوسط الثقافي والفني، ويقول: إن منح جائزة الفنون ربما كانت الأكثر صعوبة في الاختيار، لكنها ذهبت إلى المبدع داوود عبدالسيد، وهو يستحقها بجدارة، وربما مَنْ لم تذهب إليه الجائزة ظلم لأنها جائزة واحدة فقط، وكذلك الحال في جائزة الآداب التي نالها باستحقاق الأديب إبراهيم عبدالمجيد، والتي ذهبت إليه في توقيت صعب، فكانت بمثابة قوة الدفع له ورفعت كثيرا من معنوياته بعد فترة مرض وعلاج عصيبة.

 أما بالنسبة لجائزة التفوق فيعتقد أباظة أنها تحتاج إلى إعادة نظر، فشعب المائة مليون وكل هذا العدد من الجامعات والمعاهد العلمية، بالتأكيد يصعب المفاضلة أو حصر الجائزة في اسم واحد فقط، ويقترح أن يعاد النظر في الجائزة التشجيعية وجائزة التفوق، على ألا يكون المرشح لجائزة التفوق يزيد عن الخمسين عاما، والتشجيعية بحد أقصى أربعين عاما، أما النيل فهي لقمم الأسماء في كل المجالات. 

ولفت أباظة إلى أهمية الحفل الرسمي لتوزيع الجوائز، وقال: منذ ستينيات القرن الماضي وكان لحفل توزيع جوائز الدولة والاحتفاء بالفائزين تقليد سنوي، وكان هناك عيد للعلم، وعيد للفن، وتكريم المبدعين في كل المجالات، وأتمنى إعادة النظر لإحياء هذا التقليد.
----------------------------
تحقيق – آمال رتيب






اعلان