26 - 04 - 2024

رواد التنوير(7) | العلاّمة "محمد قطة العدوي" الذي أبلغت النيابة ضده بعد 125 عاما من وفاته

رواد التنوير(7) | العلاّمة

محقق ومدقق دعم الاستنارة بتراث العقل والخيال
- بلاغ ضد العدوي بعد وفاته بقرن وربع يطالب بالنظر في "معتنقه الفكري" ويتهمه بـ "إشاعة الفاحشة"
- حقق تفسير الزمخشري والفتوحات المكية .. وناظر الشيخ الجمل أمام تلاميذه فانتشرت مقولة "قطنا غلب جملكم"!.

في سنة 1868م وضع أبو الثقافة المصرية الحديثة "رفاعة رافع الطهطاوي" كتابه "أنوار توفيق الجليل في أخبار مصر وتوثيق بني إسماعيل"، أفرد فيه صفحات مطولة لتسجيل تاريخ مصر القديمة، واعتمد على نتائج الأبحاث التاريخية والكشوف الأثرية التي كانت لا تزال حديثة في أيامه. كان الفضل في ازدهار علوم المصريات وقتذاك وانبهار العالم بحضارة المصريين يعود لتمكن العالم الفرنسي "شامبليون" من فك رموز حجر رشيد واكتشاف أسرار الكتابة الهيروغليفية. ومكتشف حجر رشيد كان نقيبا مغمورا – اسمه "بوشار" - في جيش الحملة الفرنسية على مصر، وجده مستخدما كحجر بناء بين أحجار قلعة رشيد!.

بعد صدور كتاب "الطهطاوي" بعام واحد – سنة1869م - افتتحت مصر قناة السويس في حفل عالمي، لتعود مصر منذ تلك اللحظة محور العالم وقلب شريانه التجاري وهمزة الوصل بين شرقه وغربه. جرى استعداد مصر الهائل لافتتاح قناة السويس بإشراف رائد من رواد نهضتها هو "علي مبارك باشا"، وشمل تشييد دار الأوبرا والمسارح وتأسيس الصحف والمجلات. وخلال ذلك كان قلم "الطهطاوي" يخط بمزيج من التفاؤل والثقة كتابه النفيس "مناهج الألباب المصرية في مباهج الآداب العصرية"، وهو الكتاب الذي بلور فيه عددا من المفاهيم الناضجة المرتبطة بـ"التمدن"، وهي مفاهيم قامت بإخصاب العقل والوجدان المصري المستنير من زمانها حتى يومنا هذا.

"المنافع العمومية" كان واحدا من أهم وأرقى تلك المفاهيم، وهو يقترب في تعابيرنا اليوم من تعريف "المصلحة العامة"، وربما يتجاوزها بعلاقته الأوثق ارتباطا بفكرة "المجتمع المدني" بطبقاته ومؤسساته وعلاقاته. قال "الطهطاوي في كتابه: "إن إرادة التمدن للوطن لا تنشأ إلا عن حبه من أهل الفطن"، وذكر إن بعض المنافع العمومية قد تتعارض مع ما ألفه الناس وتعارفوا عليه، وفي هذه الحالة: "فحاجة الوطن إلى المنفعة الحقيقية أشد من حاجته إلى تقليد العُرف الذي هو منفعة ظاهرية"، وتكّلم عن: "الفضائل الإنسانية التي نساكن بها الناس ونخالطهم لنصل منها وبها إلى سعادات أُخرى إذا صرنا إلى حال أخرى، وتلك الحال غير موجودة لنا الآن".

وأتى تفصيله للمنافع (المصالح) العمومية في فصول الكتاب شاملا، بداية من المرافق المادية أو الخدمية العامة، مرورا بالمهن والصنائع (الصناعات) والتجارة والزراعة، وصولا إلى العلوم الحِكمية والنقلية (التجريبية والإنسانية)، ثم الفنون والآداب. ولم يفت "الطهطاوي" ذكر الطرق الذهنية النافعة التي يقضي بها "المتمدنون" أوقات فراغهم، فضرب مثلا لها بالملك الفارسي "أردشير ابن بابك" (توفي 240م): "فإنه أول من وضع النرد (لعبة الطاولة) وضربها مثلا للقضاء والقدر..، وضعها على مثال الدنيا وأهلها، ورتب الرقعة اثني عشر بيتا بعدد شهور السنة، وجعل القطع ثلاثين قطعة بعدد أيام الشهر، والدرج التي تكون لكل برج..، وتوصل إلى إيصال تلك العقول بفصيّن (زهرا الطاوله) أنزلهما منزلة الليل والنهار، وجعل لكل فص ستة أوجه كجهات الإنسان: فوق، وأسفل، ووراء، وأمام، ويمين، وشمال..". وعلى عكس لعبة النرد وضع حكيم الهند لملكها "بلهيث" لعبة الشطرنج ليثبت بها أن الإنسان بنباهته وفكره واجتهاده قادر على تحقيق أجّل الأغراض وبلوغ أعلى المراتب.

لا شيء ولا فعل إذن – طبقا لتصورات "الطهطاوي" - في التمدن مهما بلغ من ضآلته ليس خاضعا لأنظمة العقل والعلم أو رهنا بالعشوائية ومتروكا لفوضى المصادفات. على ذلك يستدل "الطهطاوي" في كتابه الرائع بصدق مقولته عن: "تولع العقلاء على اختلافهم بإمعان الأنظار وإعمال الأفكار في أمور يظهر للعامة أنها حقيرة، وهي عند أذكياء الخاصة خطيرة".

لم تكن أفكار "الطهطاوي" المستنيرة تلك محض آراء نظرية استقاها من إطلاعه على ثقافة المجتمع الفرنسي المتمدنة فقط، بل كانت أفكارا تتجسم وتتنفس بقوة وبعمق في صدور رجال عايشوا بيئة النهضة المصرية، وتحمسوا لها في أوانها المبكر من القرن التاسع عشر. ولعل تأخر اكتشاف المصريين لأحد أولئك المستنيرين العظام من تلك الآونة، هو ما ذكره "رفاعة" في كتابه عن تولع تلك العقول الكبيرة بإعمال الفكر وإمعان النظر في أمور تبدو في نظر العامة كما لو كانت تافهة وضئيلة الشأن. ولنا أن نعتبر صاحب تلك الشخصية الرفيعة في ريادة التنوير نموذجا لعشرات من الشخصيات والأعمال ذات الفضل الكبير على الفكر المصري الحديث، ولاتزال تلك الشخصيات - وأدوارها معها – مجهولة بالنسبة لنا. ذلك هو "مصحح الكتب والوقائع العربية" كما يسمّي عمله، أو "خاتمة المحققين وسيد المدققين" كما يصفه رفيق وتلميذ له في خاتمة كتاب "الكشّاف" للزمخشري، ذلك هو الشيخ "محمد قطة العدوي".

سيرة علمية

"محمد قطة" ابن الشيخ "عبد الرحمن العدوي" المالكي الشهير, وهو منسوب إلى قرية "بني عديّ", مركز منفلوط, محافظة اسيوط.  وُلد قرب نهاية القرن السابع عشر سنة 1795م، وتلقى تعليمه في الأزهر حتى نال شهادة العالمية وأُذن له بالتدريس فيه. لا تعرف المراجع شيئا ذا بال عن طفولته وتحصيله المعرفي وإن كانت درجته وتلقيه للعلم على النمط الأزهري التقليدي يجعل من السهل التنبؤ بسيرته العلمية. كما ان اشتهاره بالتضلع والاقتدار في علوم الأدب واللغة العربية بجانب الفقه وعلوم الدين، قد يسّهل على المتتبع لسيرته تكوين فكرة عامة عن اجتهاده وميوله المعرفية.  

كان الشيخ العدويّ مولعا بالأدب وفنونه، يجاري في صياغاته الأسلوبية إنشاء آداب عصره في الترصيع والسجع والصنعة. لكن موهبته الشعرية لم تكن تكافيء تعمقه وولعه بالأدب، فأتى شعره في مرتبة وسطى من حيث الجودة والتشبع بالموهبة. وعلى ذلك كان مالكي المذهب متمكنا من أبواب الفقه غزير العلم فيها، لذلك أقبلت على دروسه بصحن الجامع الأزهر جمهرة الطلاب الأزهريين على اختلاف مذاهبهم. يُروى أنه جلس يدّرس لتلاميذ حلقته "حاشية الجمل" في التفسير، فتعقب الشيخ "الجمل" – وهو من رموز المذهب الشافعي الأزهريين - في شروحه بالنقض والمؤاخذة، ونمى الخبر إلى صاحب الحاشية فحضر حلقة الدرس بنفسه، ودار بين الشيخين جدل حمي وطيسه، كانت للشيخ العدويّ الغلبة فيه، مما جعل المالكية يبتجهون بانتصاره، وعيّروا الشافعية بانهزام شيخهم، وتناقل تفاخرهم الأفواه حيث قالوا: "قطنا غلب جملكم"!.

لشهرة الشيخ بالإجادة والدقة اللغوية والعلمية اختاره "الطهطاوي" للتدريس بمدرسة الألسن عندما كان مديرا لها، ثم عُّيّن رئيسا لقسم المصححين بالمطابع الأميرية ببولاق، فخرج من بين يديه أكثر من ثلاثمائة كتاب من أمهات الكتب في الرياضيات والطب والأدب والتاريخ ومختلف العلوم، بالإضافة إلى مؤلفاته الأدبية الخاصة التي تبرز سعة تحصيله الفقهي واللغوي الهائل. عاش الشيخ في صمت محرابه المهني بين الكتب وللكتب، ثم رحل عن دنيانا في صمت كذلك، لا أثر له غير جهوده العظيمة التي بذلها لتنقية مخطوطات الكتب من أخطاء النسّاخ، وإكمال ما حُذف منها، وما قُدم وأُخر على سبيل السهو والخطأ فيها، مصححا عيوب العبارة وسقم التركيب فيها، مخرجا للكتب المطبوعة في أبهة كمالها، منزهة عن عبث الأيدي وسهو وجهل الخطاطين. شهرته بأدق درجات التحري في التدقيق والتصحيح والتصويب جعلت من كتبه موضع ثقة العلماء والقراء، ومحل تقدير النابهين من معاصريه ومن تلاهم من أجيال متلقي الثقافة الرفيعة.

قليلا ما نجد عالما أو مثقفا – مثل "محمد قطة العدوي" - مرموقا بين معاصريه، ويُعرف بسيرة عمله أكثر مما يعرف بأحداث ووقائع حياته. وربما لا يكون أمرا غريبا فيما يتعلق بمهنة تحقيق وتدقيق وتصويب النصوص، وهي مهنة تتطلب الدأب والصبر مع أوسع درجات المعرفة مقترنه بأرفع قدرات إنكار الذات. كان "العدوي" يكتب خواتيم الكتب ويقرظها مبديا غرامه بها، بالإضافة إلى ترجمة لحياة مؤلفيها مبديا فيها تواضعه الشديد. من ذلك ما كتبه في ختام كتاب "حاشية الصبّان" بعد تصحيحها قائلا: "وبالجملة، فهي كتاب لا تحصى فوائده، ولا تحصر عوائده، وذلك غني عن البيان، فاض به العيان، كما أشرت إلى ذلك بقولي مؤرخا عام الطبع، ملوحا لبعض ما فيه من المزايا والنفع، وإن لم أكن من فرسان هذه الحلبة، ولا أزن معهم مثقال حبة".

محقق الاستنارة

قائمة أمهات الكتب التي توفر "العدوي" على تصحيح وتحقيق ونشر مخطوطاتها لا حدود لأهميتها ووزنها الثقيل في ميزان العلم والأدب، وميزان العقل والخيال. منها تصحيحه لكتاب "الكشّاف عن حقائق غوامض التنزيل"، وهو تفسير الزمخشري (توفي 1144م)، تفسير لايزال المتشددون منغلقو العقل ومحدودو المعرفة والأذهان يحذرون مما تضمنه من "مسائل اعتزالية"، أي من مسائل عقلية وفلسفية أثبت بها المعتزلة ريادتهم في حقل "علم الكلام" الإسلامي لتيار العقلانية، وتشهد على استفادتهم القصوى من الميراث العلمي لحضارات الشرق والغرب وتوظيف معارفها في صياغة فهم متجدد للنص القرآني.

من تلك الكتب أيضا "الفتوحات المكّية" وهي موسوعة التصوف الخالدة للإمام "محيى الدين ابن عربي" (توفي 1240م)، وهو الإمام الأكبر الذي حظي بحقد الإسلاميين المتطرفين في كل العصور. وكتاب "كليلة ودمنة" القصصي المشهور الذي نقله للعربية الأديب الكاتب "عبدالله بن المقفع" (توفي 759م) وهو كتاب قصصي في الحكمة (الفلسفة) السياسية والاجتماعية. وكتاب "ألف ليلة وليلة" المعروف كتحفة كبرى من أجمل كنوز الخيال البشري عبر العصور. وكتاب "تنقيح الفتاوى الحامدية" للإمام الحنفي "ابن عابدين" (توفي 1835م) في ذيله كتب الشيخ: "وقد انتهى طبعه بدار الطباعة العامرة البهية، الكائنة ببولاق مصر القاهرة المعزية، على يد مصححها المستعين بربه القويّ، عبده الضعيف، محمد قطة العدويّ، في منتصف جمادى الثانية سنة ثلاثة وسبعين ومائتين وألف".

ومن مؤلفاته الخاصة التي بدا فيها الشيخ "قطة العدوي" كما لو كان يواصل رسالته التحقيقية التدقيقية كتاب "فتح الجليل بشرح شواهد ابن عقيل". ابن عقيل (المتوفي 1367م) من أئمة النحاة والعربية في مصر، وشرحه هو الشرح المشهور على ألفية بن مالك، يقول "قطة العدوي" في مقدمة شرحه لشواهد ابن عقيل الشعرية: "هذا شرح جميل على شواهد ابن عقيل، يحل مبانيها ويبين معانيها، على وجه حسن وأسلوب مستحسن، يسر المحب المنصف ويسوء المبغض المتعسف، ومع ذلك أسأل من وقف عليه وتفضل بالنظر إليه، أن ينظره بعين الرضا، ويجرّ على ما فيه من الهفوات ذيل الغضا، فإني مع قلة البضاعة وعدم أهليتي لهذه الصناعة، وتركي لممارسة العلم المدة المديدة، وانقطاعي عن ذلك السنين العديدة، كنت حين الكتابة مشتغلا بتصحيح عدة من كتب الترجمة، محرصا على التوفية بأشغالها المتراكمة".

بعد ذلك يدون الشيخ في خاتمة الكتاب: "وإلى هنا وقف القلم حيث كمُل المرام بحمد الله تعالى، وتم هذا وما ذكرته في ضبط الكلمات، وبيان الأوزان، ومعاني المفردات، مما لم أُعزه إلى قائل، ولا نسبته إلى كتاب من كتب الأفاضل، فهو في الغالب مقتبس من أنوار "المصباح المنير"، للمفرد العلاّمة الشهير، من كتابه بمزيد فضله ينوّه ويومي، الإمام العلاّمة الفيومي، بلّ الله تعالى ثراه". والمقصود في عبارة الختام هو معجم "المصباح المنير" للغوي المصري "ابو العباس الفيومي" (المتوفي 1368م) ويفهم منه اتساع ميول الشيخ للتدقيق والتحقيق مع أمانته العلمية.

رحل الشيخ "محمد قطعة العدوي" سنة 1861م قبل أن يكتب "الطهطاوي" كتابه "مناهج الألباب المصرية" بثمانية أعوام تقريبا، لكن سيرة حياة الشيخ تكاد تنطق بفكرته عن: "تولع العقلاء على اختلافهم بإمعان الأنظار وإعمال الأفكار في أمور يظهر للعامة أنها حقيرة وهي عند أذكياء الخاصة خطيرة".

اكتشاف سيرة مستنير

رغم أن الشيخ "العدوي" أفنى سنوات عمره في تحقيق قائمة هائلة من أمهات الكتب التراثية والمترجمة في مختلف العلوم، لكن بلاغا في كتاب من تلك الكتب المحققة تقدم به إسلاميون متطرفون إلى النائب العام المصري سنة 1985!. وهو البلاغ الذي ألهم الكثيرين استعادة وإعادة اكتشاف سيرة المدقق المستنير. المفارقة المذهلة كانت أن البلاغ ينال من تحقيق الشيخ لكتاب "ألف ليلة وليلة" الذي تُرجم من العربية لكل لغات الأرض كذلك، وأدار رأس الدنيا كلها متحولا إلى مصدر إلهام لا نهائي للسحر والخيال، بسبب استيعابه لتراث الشرق القصصي الساحر من الهند وفارس إلى مصر والعراق.

كان البلاغ الظلامي يتهم الأزهري العلاّمة "محمد قطة العدوي" بإشاعة الفاحشة بسبب تحقيقه للكتاب (!!)، ودعا إلى النظر في: "معتنق المؤلف الفكري وانتمائه إلى الطرق الصوفية، ودور تلك الطرق وغيرها في مساعدة من كان يحكم مصر ساعتها"!. وهي عبارة كشفت مدى الجهل والحمق السحيق الكامن وراءها، فقد اعتبر مقدمو البلاغ محقق "ألف ليلة" مؤلفا لها، وأظهروا نزعتهم السلفية التكفيرية تجاه التصوف والمتصوفة، مبرزين في نفس الوقت ذاك الارتباط الخطير بين نزعتي التكفير الدينية والتطرف السياسي، أو بين العداء للتنوير والعداء للدولة، فهم كانوا يقصدون مؤسس الدولة المصرية "محمد علي باشا" بعبارة "من يحكم مصر ساعتها"!. وكان الشيخ "قطة العدوي" يدقق ويصحح ذخائر الكتب في التراث العربي والإنساني خلال حياة "محمد علي" وفيما بعد وفاته، بل وبعد وفاة بعض خلفائه على العرش من أبنائه وأحفاده أيضا!.  

حقا كانت سطور البلاغ ضد "ألف ليلة" والشيخ "قطة العدوي" مليئة بالحقير والخطير من أبواب التطرف الديني والتكفير السياسي، لكنها كانت كذلك مناسبة لكشف جديد بين خطوط الاستنارة على جبهة المدنيّة والثقافة المصرية. ففي ذلك اليوم – 30 يناير - من شتاء عام 1986 أصدر القاضي المصري المستنير "سيد محمود يوسف" حكمه برفض دعوى مصادرة كتاب "ألف ليلة"، ووصف في حكمه كل من ينظر إلى "الليالي" كما لو كانت كما يقول المدّعون "عملا مخلا بالآداب العامة بأنه "مريض تافه لا يحسب له حساب عند تقييم تلك الأعمال الطيبة". بذلك كشف العداء للمدنيّة وتكفير التراث المستنير للأعين واحدا من رجال المدنيّة والتنوير، ومن أكثرهم عملا بصمت وإخلاص المحقق المصحح الدقيق، وإن لم يلفت عمله العظيم الأنظار إليه الا بعد وفاة صاحبه بأكثر من قرن وربع القرن تقريبا.
---------------------------------
بقلم: عصام الزهيري
من المشهد الأسبوعي







اعلان