26 - 04 - 2024

تحقيق ميداني: هكذا قهر الجيش وأبناء القبائل فلول "التكفيريين" فى البؤر الأكثر خطرا بسيناء

تحقيق ميداني: هكذا قهر الجيش وأبناء القبائل فلول

شرق سيناء خالية من الإرهاب .. وتبقت خطوة أخيرة 
- تقديرات: 99% من عناصر التكفيريين بينهم قيادات التنظيم تم القضاء عليهم
- ملحمة بطولية يسطرها الجيش وأبناء سيناء للقضاء على فلول الإرهابيين وعشرات دفعوا دماءهم الزكية

ملحمة سطرتها قواتنا المسلحة يعاونها مقاتلو اتحاد قبائل سيناء خلال الأسابيع الماضية بمناطق رفح والشيخ زويد تمهيدا لتطهير سيناء تماما من دنس الإرهاب، وما كان حلما تبقت له خطوة واحدة ليصبح حقيقة ماثلة للعيان.

لا يعرف الناس إلا النزر اليسير عما يصنعه أبطال وضعوا الوطن نصب أعينهم ولم يشغلهم إلا القضاء على ما تبقى من فلول التنظيم الارهابى التابع لـ"داعش" مهما كانت التضحيات ، حتى آخر تكفيري.

البيئة التى يعمل فيها المقاتلون الأبطال صعبة ومعقدة و شديدة الخطورة ، فقد جرى تفخيخ كل شيء بالمنطقة مما يستدعي التعامل بحذر شديد وسط العبوات والألغام والأنفاق الأرضية التي يتحصن فيها ما تبقى من قيادات. لكن ماذا تفيد التحصينات في مواجهة من لايخشون الموت في سبيل "وطن بلا إرهاب".

"المشهد" كانت هناك وسط أشرف معركة مع أبناء القبائل والقوات المسلحة لرصد تفاصيلها ومعايشة أفراح عودة الأهالى إلى قراهم بعد سنوات من النزوح

بالتنسيق مع القوات المسلحة تدفق خلال الأشهر الأخيرة ، مئات من أبناء اتحاد قبائل سيناء من السواركة والترابين والرميلات والملالحه إلى مناطق الشيخ زويد ورفح للمشاركة فى تطهير الأرض من فلول التكفيريين الذين يتمركزون فى مناطق غرب رفح وجنوبها وجنوب مدينة  الشيخ زويد ، أبناء القبائل خبراء بالمنطقة وماهرون في قص الآثر، ومدربون على كشف وتفكيك العبوات الناسفة ، إضافة إلى قدرتهم على القتال في مواجهة العناصر الإرهابية. 

بعد دراسة أدق التفاصيل ، حانت لحظة انطلاق بدأتها قوات الجيش بالتعاون مع مفاتلي اتحاد قبائل سيناء من جهة جنوب رفح فى اتجاه الشمال لتطهير مناطق العجرا والتى يتواجد بها بعض العناصر التكفيرية ، تم اقتحام منطقة العجرا وتطهيرها خلال يومين استلزمت مواجهات مسلحة قتل خلالها عدد من العناصر التكفيرية واستشهد اثنان من أبناء قبيلة الترابين نتيجة انفجار عبوة ناسفة. 

منتصف شهر رمضان الماضى احتدمت معركة بمنطقة شيبانة أحد مناطق قبيلة السواركة ، ووقعت مواجهات شديدة مع عناصر التنظيم الإرهابى تمكن فيها أبناء القبائل من قتل ثلاثة قيادات تكفيرية واستشهد أحد أبناء القبائل، وتم تطهير قرية شيبانه وخلالها سلمت عدة سيدات من زوجات التكفيريين أنفسهن إلى مقاتلى أبناء القبائل ومن ثم تم تسليمهم إلى الجيش.

بعد تطهير "شيبانة" استمرت العمليات لتشمل قرية المهدية، التى تم تطهيرها بالكامل من العبوات الناسفة واستقر بها مقاتلو أبناء القبائل مع قواتهم المسلحة استعدادا لمعركة تطهير قرية "المقاطعة" وهى أكثر بؤرة إرهابية شديدة الخطورة حيث تضم غرفة عمليات التكفيريين وقياداتهم ، ولأنها محصنة بالعبوات الناسفة وبها عناصر قناصة محترفين ، لم يتمكن أحد من دخولها منذ أكثر من خمس سنوات لخطورتها ولم تتمكن أجهزة إنفاذ القانون من  جمع أي معلومات حول عدد العناصر أو العتاد العسكرى وكميات العبوات الناسفة والأسلحة المستخدمة فكان لابد من التجهيز لتلك المعركة على أعلى مستوى 

أثناء التحضير لعملية اقتحام "المقاطعة" ألقت مجموعة من مقاتلي اتحاد قبائل سيناء، في عملية نوعية شديدة الخطورة، القبض على أحد عناصر التكفيريين من أطراف القرية، كانت مهمته الرصد والمراقبة، كشف هذا العنصر عن معلومات مهمة بعد التحقيق معه من الأجهزة الأمنية ليسهل الأمر لقوات الجيش وأبناء القبائل عملية الاقتحام المرتقبة.

تم رسم خطة محكمة لاقتحام المقاطعة وبدأ من جهة الجنوب ليتم تطهير مسافة من القرية دون أى مواجهات ، تمركز المقاتلون على مشارف القرية استعداد لاقتحام عمقها ، وبالفعل اقتحمت قوات الجيش القرية بمعاونة مقاتلي سيناء وتمكنت من قتل عنصر إرهابى وأثناء عملية التمشيط استشهد أربعة من أبناء القبائل اثر انفجار عبوة ناسفة قوية وأصيب أربعة آخرين في عمليات قنص لأحد العناصر التكفيرية المدربة على القنص .. وتمركزت القوات على مرتفعات بمحيط القرية ليتم محاصرة العناصر الإرهابية داخلها وتضييق الخناق عليهم، وتمكنت القوات من قتل ثلاثة من قيادات التنظيم بواسطة قصف من الدبابات وكذلك قتل القناص الإرهابى  وهو فلسطينى الجنسية ، مما ساعد على توغل الجيش وأبناء القبائل إلى داخل  القرية والتمركز بالدبابات فى قلبها، وحدثت اشتباكات أسفرت عن مقتل ٧ عناصر من قيادات التنظيم الإرهابي واستشهاد ثلاثة من أبناء القبائل ، وعلى إثر ذلك سلمت ١١سيدة من زوجات الإرهابيين و١٣ طفلا أنفسهم إلى القوات المسلحة وعثر على عشرات من رؤوس الأغنام وأنفاق أرضية وغرف تحت الأرض تقيم فيها العناصر الإرهابية للاحتماء من قصف الطيران والدبابات.

بعد أربعة أيام من القتال تمكنت قوات الجيش وأبناء القبائل من تحرير قرية المقاطعة وتمشيطها لإخلائها من العبوات الناسفة والألغام، وتم العثور على منصة صواريخ هاون وقاعدة إطلاق صواريخ بالإضافة إلى مخرطة حديدية وعدد من السيارات التى كان يخطفها عناصر  التنظيم  من المواطنين كما عثر على ماكينة لعصر الزيتون وقنابل يدوية وأجهزة كمبيوتر وبطاريات وأجهزة لاسلكى كان يستخدمها عناصر التنظيم.     

بعدها تم فتح الطرق بين قرى شيبانة والمقاطعة والمعدية لأول مرة منذ اندلاع الحرب على الإرهاب، وفتح الطريق من مدينة الشيخ زويد شمالا حتى قرية البرث جنوب رفح مما ساعد على تحرك المواطنين وعودة الأهالى إلى ديارهم.

تطهير قرى شيبانه والمهدية والمقاطعة وقتل  العشرات من فلول التنظيم وتطهير منطقة جنوب الشيخ زويد فى وقت قصير، أرعب التنظيم الإرهابى وأدى لانهيار معنويات عناصره ، فهرب عدد منهم إلى منطقة "اللفيتات" معقل مجموعة من قيادات الإرهاب بالشيخ زويد وهى منطقة تم تأجيل اقتحامها إلى بعد شهر رمضان.

بعد الضربات الموجعة، ولرفع الروح المعنوية لما تبقى من عناصره، قام  التنظيم التكفيري بتنفيذ عمليه إرهابية في 7 مايو  استهدفت كمينا أمنيا على محطة رفع مياه القنطره شرق، وهى منطقة تبعد عن المواجهات بالشيخ زويد أكثر من مائتى كيلو متر ولم تشهد أي عمليات إرهابية من قبل ، ونفذها عناصر من بؤرة إرهابية تتمركز شمال قرية المغارة جنوب الطريق الدولى العريش القنطرة وهى منطقة وعرة التضاريس، استخدم الارهابيون سيارتين وهاجموا الكمين الأمنى بإطلاق قذائف هاون واستشهد فيها عشرة جنود وضباط ، كما أصيب مدنيون..

بعد العملية تزايدت عمليات التطهير، حيث قامت وحدات من القوات المسلحة ومقاتلى أتحاد قبائل سيناء، بتمشيط الحدود مع قطاع غزة وبامتداد منطقة تقع على مسافة ٥ كيلو متر من الحدود ، وخلال التمشيط جرى تفجير عبوات ناسفة وقد استشهد فيها اثنان من مقاتلى اتحاد القبائل اثر انفجار عبوة ناسفة بهما.

ولم تبقى سوى منطقة "المطله" والتى يتمركز فيها عدد من عناصر التكفيريين شديدة الخطورة ، مما أربك عناصر التنظيم فقاموا بهجوم على كمين أمنى على ساحل البحر برفح مما أدى إلى استشهاد خمسة جنود وضابط

على الفور تم الرد من قبل قوات الجيش وأبناء القبائل وقتل أكثر من أربعة عناصر إرهابية وفر آخرون بعد إصابتهم ، ونظر لوجود نفق بين مصر وغزة، فقد تم إجلاء مصابي التنظيم الإرهابى إلى داخل القطاع على حد ماتوفر من معلومات.

شهادات المقاتلين

من ساحة المعركة التقت "المشهد" أحد قادة العمليات من أبناء القبائل الشيخ عبدالمجيد المنيعى الذي يقول : إن التنسيق والتعاون بين القوات المسلحة وأبناء القبائل كان على أعلى مستوى ، وأنه تم التخطيط لعملية اقتحام قرية المقاطعة أكبر بؤرة إرهابية فى المنطقة بعد تجهيز المقاتلين من أصحاب الخبرات والاستعانة بدبابات الجيش ، وخلال أيام قليلة تمكننا من محاصرة الإرهابيين وتضييق الخناق عليهم والتعامل معهم وقد تمكننا من قتل ١٨ إرهابيا من قيادات التنظيم بالمقاطعة والتى كانت تعتبر غرفة عمليات للتنظيم الإرهابى فى منطقة الشيخ زويد ورفح والعريش. ويضيف: بسبب قيام التنظيم بزرع العبوات الناسفة فى جميع أنحاء "المقاطعة" ، علمهم بأننا سنقتحم القرية، استشهد ١٥ مقاتلا من أبناء القبائل خلال شهرين من العمليات القتالية ، مشيرا إلى أن التكفيريين كانوا يقومون بتشريك كل شيء، مثلا قاموا بتشريك جرار زراعى فقام أحد المقاتلين بركوبه فانفجر به، وكذلك تشريك أحد أبواب منازل القرية الذي انفجر أثناء اقتحامه وأدى إلى استشهاد مقاتل وفقد آخر لعينيه.

المقاتل محمد ابو عبدالله المنيعى أحد قادة مجموعات أبناء القبائل ، كان منتشيا بتطهير  قرى شيبانة والمقاطعة والمهدية فى وقت قصير، وقال: لم نكن نتوقع أن التنظيم بهذه الهشاشة، كان أفراده يفرون منا مثل الجرذان وحاولوا الهروب من القرية قبل الاقتحام إلا أن الحصار والتضييق أفقدهم توازنهم، ولهذا طلبوا من نسائهم  وأطفالهم تسليم أنفسهم إلى الجيش ، وهذا ماحدث" يضيف المنيعى: بعد دخولنا المقاطعة عثرنا على عدد كبير من الأنفاق الأرضية والعبوات الناسفة وقواعد صواريخ وأمتعه وأدوات معيشة.

ويشير المقاتل فهد أبو خالد الرطيل أن التنظيم الإرهابى كان يسيطر بالكامل على قرى المقاطعة والمهدية وشيبانة، وبالتنسيق مع القوات المسلحة تم فصل القرى وبدأت العمليات بشيبانه والمهدية وفصلها عن "المقاطعة" وتمت محاصرة العناصر الإرهابية قبل الفرار إلى داخل المقاطعة وتمكننا من قتل عدد منهم.

ويشير إلى أن معركة المقاطعة كانت شرسة للغاية حيث تواجد بها أكثر من عشرين من قيادات التنظيم ، فنشروا الكثير من العبوات الناسفة ، ولأن الخطة كانت محكمة فقد تمكننا خلال يومين من اقتحام القرية الممتدة ٥ كم طولا و٨ كم عرضا جنوب مدينة الشيخ زويد ومحاصرتها من كل الجوانب ، وخلال فترة وجيزة تم القضاء على قيادات التنظيم وعلى رأسهم قائد التنظيم بمناطق رفح والشيخ زويد الإرهابى شعبان ابودراع والإرهابى جميل ابوزريعى

ويؤكد المقاتل موسى سالم القائد الميدانى من اتحاد قبائل سيناء: لقد انتهى الإرهاب من المناطق الواقعة جنوب الطريق الدولى العريش - رفح ، فالقرى التى تقع جنوب الشيخ زويد تطهرت بالكامل وتم فتح الطرق بينها لاول مرة منذ سبع سنوات، ولأول مرة يتم فتح الطريق من الشيخ زويد إلى وسط سيناء بعد خلو المنطقة من الارهاب بشكل كامل.

واشار إلى أن أهالي المنطقة بدأوا يتوافدون على ديارهم بشكل كبير بعد تطهيرها من العناصر الإرهابية والعبوات الناسفه، وقاموا بتفقد بيوتهم والتجول داخل القرى بأمان واطمئنان ، مطالبا الحكومة بتوفير الخدمات للقرى العائدة من كهرباء ومياه وإصلاحات، وحصر البيوت المتضررة ليتم تعويض أصحابها، مؤكدا أن على محافظ شمال سيناء تحمل المسؤولية فى تقديم الخدمات الملحة ليتمكن الأهالي من العودة بعد عشر سنوات من النزوح بسبب الإرهاب.

معركة اللفيتات

بعد تطهير المقاطعة أكبر بؤرة إرهابية جنوب الشيخ زويد، تبقت منطقة اللفيتات التى تقع جنوب غرب مدينة الشيخ زويد ،وضمت بعض قيادات التنظيم الارهابى وهى من البؤر الإرهابية شديدة الخطورة حيث كان يتم فيها حبس المخطوفين من المدنيين ومحاكمتهم من قبل التنظيم.

هذه البؤرة كانت فيما مضى تسيطر على مساحة ١٣ كم عرضا و١٧ كم طولا  وتضم الارهابى ابوحمزة المصرى قاضى القضاة فى التنظيم الارهابى وهو من بنى سويف، وتمكن أبناء القبائل من القبض عليه في يناير الماضى أثناء محاولته الفرار إلى منطقة المغاره للالتحاق بمجموعات التنظيم هناك بعد خلاف مع أحد قيادات التنظيم بالشيخ زويد.

ووفقا للمقاتل مصطفى أبو عامر السواركة القائد الميداني لعملية اقتحام اللفيتات فان "المسلحين كانوا يسيطرون على مساحات تضم تجمعات اللفيتات والحمراوى وابوالبريص والشدايده والجميعى والنصرانية والرطيل والتومه وكان من الصعب الوصول إلى هذه المناطق فى السنوات الماضية بسبب الانتشار الكبير لعناصر التنظيم بالاضافه الى انتشار العبوات الناسفة والالغام على جميع الطرق.

القوات الآن سيطرت على منطقة اللفيتات بالكامل وتم تمشيطها ووضع اربع ارتكازات داخلها. ووفقا لأحد المقاتلين فقد تم العثور على لودر وتسليمه إلى قوات الجيش بالإضافة إلى سيارتين ماركة نيسان ومنصة إطلاق صواريخ وقام الجيش والمقاتلون بتفجير عدد من الانفاق وعدد كبير من العبوات الناسفة. وهناك الآن سيطرة كاملة على منطقة اللفيتات وما حولها فى انتصارات من شأنها أن تؤدى إلى انهيار آخر معاقل التنظيم. وفرت عناصر التنظيم الارهابى المتبقية فى اتجاه الجنوب ويتم ملاحقتهم حيث أنهم محاصرين، والمعركة تسير بشكل جيد وكما هو مخطط لها.

مصطفى  السواركة القائد الميداني بمقاتلي القبائل يقول: "عملية اقتحام اللفيتات تم التخطيط لها بكل عناية من جانب القوات المسلحة واتحاد القبائل ، نظرا لخطورتها بعد زرع التكفيريين شبكة من الألغام الأرضية خشية اقتحامها ، كانت الخطة محاصرة القرية ومنع فرار العناصر التكفيرية والحذر الشديد من العبوات الناسفة حتى لا يسقط جرحى وشهداء أثناء الاقتحام"

المقاتل محمد جغيمان السوراكه من اتحاد قبائل سيناء يعتبر العدو اللدود للتنظيم الارهابى حيث أنه من أكبر المتعاونين مع القوات المسلحة منذ سبع سنوات وله باع طويل فى تعقب العناصر التكفيرية وكان قد اصيب فى إحدى العمليات النوعيه مع القوات المسلحة وكان مدرجا على كشوف الاغتيالات والقتل بالتنظيم الإرهابى داعش سيناء

يقول محمد جغيمان: كانت لدينا معلومات أن ١٥ من قيادات التنظيم يتمركزون داخل اللفيتات ، مسلحين بعدد من الصواريخ ونشروا شبكة من العبوات الناسفة داخل القرية ومحيطها والمحاور المهمة فيها ، فكانت خطتنا عدم التسرع بالاقتحام وتجنب العبوات الناسفة، وبالفعل تم عمل خمس مجموعات من المحترفين فى عمليات القتال والخبراء بقص الأثر والكشف عن العبوات . الأولى من جهة قرية الجورة والثانية مجموعة قتالية من جهة الجنوب والثالثة والرابعة من جهة الشمال والخامسة من جهة منطقة الحمراوى تحسبا لفرار قيادات التنظيم، حاصرنا القرية من جميع المحاور وتم اقتحامها من جهة الغرب والجنوب، بدأنا بتمشيط طريق لدخول السيارت والبلدوزر لفتح طريق للإمداد وبالفعل تمكن المقاتلون من دخول معقل الإرهاب وتفكيك العديد من العبوات الناسفة وعلى أثر ذلك استشهد أحد المقاتلين أثناء قيامه بتفكيك عبوة ناسفة.

تدخل فى الحديث المقاتل بدر ابو جغيمان قائلا : أثناء الاقتحام حاصرنا اثنين من العناصر الإرهابية فقاما بتسليم نفسيهما دون اشتباك ، كما قامت سيدة بتسليم نفسها. واضاف : تمكن الجيش وأبناء القبائل من اقتحام القرية فى وقت قصير والعثور على ٢ لودر حفر وبلدوزر وعدد من السيارت ربع نقل وهى معدات سرقها التنظيم الارهابى ، كما تم العثور على قواعد صواريخ وقاذفات هاون وقواعد منصات صواريخ قديمة وقاعدة مدفع ١٤.٥ م.ط وأدوات لتدريب التكفيريين بمنطقة مزرعة البلوى غرب قرية اللفيتات ومجموعة من الانفاق الأرضية داخل القرية.

يضيف ناصر محارب الجغامين أحد المقاتلين أن مجموعة قتالية حاصرت ٨ عناصر إرهابية بمنطقة النصرانية جنوب غرب الشيخ زويد وتم الاشتباك معهم فى معركه شديدة أسفرت عن مقتل ٧عناصر إرهابية والقبض على الثامن، وكانت هذه العناصر قد فرت من اللفيتات قبيل اقتحامها. 

أثناء تواجد "المشهد" بمناطق الميدان كانت المعنويات عالية جدا، ولاهدف يعلو على تطهير الأرض من العناصر الإرهابية  والعبوات الناسفه وفتح الطرق استعداد لعودة الأهالى إلى ديارهم وعودة الأمن والأمان والطمأنينة إلى المنطقة بعد سنوات من الارهاب أدت إلى نزوح الآلاف. وهناك عزيمة قوية للخلاص من آخر معاقل الإرهاب بالمناطق الواقعة جنوب  الشيخ زويد.

وتفيد مصادر محلية للمشهد أن المناطق الواقعة شرق مدينة العريش والتى تضم الشيخ زويد ورفح لم يتبق منها سوى بؤرة إرهابية تتمركز بقرية المطلة غرب الحدود الدولية مع قطاع غزة وهذه يتم التجهيز للقضاء عليها 

التقديرات تشير إلى انهيار ٩٩٪ من بنية الإرهاب وعناصره فى سيناء، ولم تتبق سوى بؤرة تتمركز بمنطقة شمال المغارة وجنوب الطريق الدولى (العريش-القنطرة) وهى منطقة وعرة التضاريس ولكن قوات الجيش والمقاتلين المعاونين له تمكنوا من عزلهم داخل مناطقهم وشل حركتهم وتستعد قوات الجيش لاقتحام المنطقه بعد التخطيط الجيد لها ، ومن المتوقع أن يشارك الطيران الحربى والقوات الخاصة في الخطوة الوحيدة المتبقية بعدها يتم الإعلان عن سيناء خالية من الإرهاب. مع عدم استبعاد لأن يقوم التكفيريون بعمليه نوعية في محاولة يائسة لرفع معنويات ما تبقى من عناصره.

قيادات الصف الأول انتهت

مصدر من اتحاد قبائل سيناء إن قيادات الإرهاب بالمنطقة انتهت تقريبا ، وهناك بعض قيادات الصف الثاني والثالث خاصة بعد سقوط قاضى القضاة فى التنظيم الارهابى فى قبضة الأجهزة الأمنية مع زوجته السورية وأطفاله الثلاثة، وقبض عليه أثناء فراره من قرية اللفيتات إلى بؤرة المغارة.

وكشفت مصادر للمشهد ان بعض قيادات التنظيم الارهابى فى سيناء كانت عناصر من قطاع غزة وأخرى من السكان المحليين وعناصر من المحافظات المصرية ، وأشار إلى استسلام عدد من العناصر الإرهابية لقوات الأمن خلال الشهور الماضية بعد تضييق الحصار عليهم وصعوبة وصول الأسلحة والإمداد الغذائى إليهم وكان عناصر التنظيم يستخدمون العبوات الناسفة المصنوعة يدويا بطرق بدائية.

الأهالي : كنا فقدنا الأمل

التقينا بأحد الأهالى العائدين الى ديارهم يقول محمد سالم المنيعى من قرية المهدية: استشهد نجلى احمد أثناء اقتحام المقاطعة نتيجة انفجار عبوة ناسفة، احتسبه عند الله شهيدا وسنظل نقدم التضحيات لأجل الله والوطن حتى يتم تطهير الأرض من العناصر التكفيرية. يضيف: "فى الحقيقة منذ ثلاث  شهور لم نكن نتوقع العودة إلى ديارنا وكان من المستحيلات وكنا فقدنا الأمل في العودة لهذه الأرض التى تركتها منذ عشر سنوات". يستدرك قائلا: القرى جنوب الشيخ زويد الآن خاليه تماما من الإرهاب ، بعد أن سيطر عليها لسنوات وقام بقتل وذبح المئات ولكن بفضل القوات المسلحة ومقاتلى القبائل تمكننا من العودة والعيش فى أمان".

خليل سالم من سكان  قرية المهدية: لى أكثر من سبع سنوات نازح عن القرية ولم اتوقع ان اعود اليها ابدا لأننا رأينا أياما عصيبة وعمليات ذبح وقتل لم تشهدها سيناء من قبل وقتل عدد كبير من ابناء قبيلتى على يد التكفيريين ، نشكر القوات المسلحة على تطهير الأرض من الإرهاب ومعاونيها من أبناء القبائل ، فكان الأداء أكثر من رائع مما عجل بحسم المعركة فى أيام قليلة.

وقال المقاتل عبدالفتاح الاطرش من سكان المقاطعة والذى أصيب خلال معركة تحرير المقاطعه: إن التحام أبناء القبائل مع قواتهم المسلحة أدى إلى حسم المعركه وتطهير قرية المقاطعه من دنس الإرهاب وتمكننا من ملاحقة العناصر الإرهابية فى ملحمة بطولية لم تشهدها سيناء من قبل وذلك بدماء الشهداء والجرحى ولن نتوانى فى تقديم التضحيات لأجل الله والوطن وسنقف بالمرصاد لأي عدو قد يمس وطننا وسنكون حائط صد مع قواتنا المسلحة في مواجهة أي خطر. 

يتدخل فى الحديث  سمير ابوكبريت من قرية شيبانه قائلا: عدنا إلى أراضينا بعد أن فقدنا الأمل فى العودة ولكن بجهود الجيش والأجهزة الأمنية وأبناء القبائل ، عاد الناس بامان وطمأنينة بعد كسر "داعش" وقوتهم الهشة التى كانوا يرعبون بها المواطنين.

المواطن سليمان سلمى من قرية التومة يقول: نحمد الله على تطهير أرضنا من الارهاب وعودتها إلى ديارنا بعد تسع سنوات من النزوح وسيطرة الإرهاب على قرانا ولكن بفضل تضحيات رجالات القوات المسلحة وأبناء القبائل عدنا 

وأضاف : نطالب المحافظة بتوفير الخدمات إلى القرى العائدة من كهرباء ومياه ومدارس وصحة، لكى يعود النازحون إلى ديارهم ونطالب بسرعة صرف التعويضات للمتضررين من الإرهاب.
----------------------------------
تحقيق من سيناء - عبدالقادر مبارك
من المشهد الأسبوعية









اعلان