25 - 04 - 2024

فنلندا والسويد ترفعان درجة التوتر الدولي بطلب الانضمام لـ "الناتو"

فنلندا والسويد ترفعان درجة التوتر الدولي بطلب الانضمام لـ

- محمد الغباشي: خناجر جديدة في الجسد الروسي بعد "الخنجر الأوكراني وموسكو لن تسكت 
- محمد رشاد: النطاق الأمني الروسي سيكون في مرمى حلف شمال الأطلنطي

يتوقع محللون سياسيون أن يؤدي قرار فنلندا والسويد بطلب الإنضمام إلى حلف شمال الأطلسي"الناتو" إلى توسيع أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، إذ تعتبر موسكو وجود الحلف على حدودها مساسا بأمنها القومي، الأمر الذي قد يطيل من أمد الحرب الدائرة حاليا.

وتقدمت فنلندا والسويد بطلبين رسميين للانضمام إلى حلف "الناتو"، وهو ما يعد تحولاً كبيراً في سياسات الحياد العسكري التي انتهجتها البلدان على مدى عقود، وهو ما ينذر بتصاعد منحى الصراع بين روسيا وحلفائها من جهة، وبين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى.

ويحذر استراتيجيون من أن تصل الأحداث المتفاقمة إلى حرب عالمية ثالثة، إذا ما قررت موسكو اتخاذ إجراءات عسكرية ضد فنلندا في حالة وضع قوات وأسلحة تابعة للحلف على الحدود المشتركة بينهما.

وتعتبر روسيا انضمام فنلندا والسويد للناتو، تهديداً مباشراً لأمنها القومي ومجالها الحيوي، ويسبب لها خسائر كبيرة على المستوى الجيوسياسي، ويجعل العاصمة موسكو في مرمى أسلحة الحلف.

ويرى محللون سياسيون، أن انضمام فنلندا والسويد للناتو، سيخلق أزمة مماثلة للأزمة الأوكرانية وسيزداد التوتر بين روسيا والغرب ما ينذر بصراع طويل وممتد تكون فيه كل الخيارات والاحتمالات مرشحة للحدوث سواء بتوسع المعارك لتكون حربا عالمية ثالثة، أو اللجوء إلى الأسلحة النووية في حدود تحقيق الأهداف.

ولجأت موسكو فعليا لبعض الإجراءات، ومنها قطع الغاز والكهرباء عن فنلندا، مع توقع اتخاذ إجراءات تقنية عقابية آنية في شكل عقوبات اقتصادية وشن هجوم سيبراني ضد الدولتين، خاصة وأن خطوة الانضمام للناتو قد تفتح الباب أمام دول أخرى، مثل مولدوفا الدولة المجاورة لأوكرانيا.

مخاوف 

يقول اللواء محمد الغباشي، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن انضمام فنلندا والسويد، لحلف الناتو، نفخ في النار، ومحاولة لإشعال الأحداث من قبل الولايات المتحدة، المخطط الرئيسي للأحداث الجسيمة في العالم وهي التي تقوم بتدبير كل الأمور السياسية، ثم إدارة الأحداث كقوى عظمى بالتعاون مع المملكة المتحدة التي تعتبر من أخطر الدول في سياسة التخطيط لمثل هذه الأحداث.

ويضيف، فيما يتعلق الدول التي أعلنت انضمامها للناتو، ستكون بداية للأحداث بناء على تخطيط بريطاني وتنفيذ أمريكي لما لديهما من إمكانات اقتصادية وعسكرية كبيرة، خاصة وأن فنلندا والسويد لديهما حدود مشتركة مع روسيا، مما يجبرها على وضع خطوط عسكرية مع هذه الدول وإرسال حشود عسكرية لها ضمن عملية الاستنزاف التي تستهدفها الولايات المتحدة.

ويتابع أن عملية الانضمام للناتو، ستكون إنذار خطر شديد دولي ببداية حرب عالمية ثالثة وستكون الأسلحة النووية مرشحة للاستخدام، وهذا الأمر سيكون له تأثير شديد على روسيا مع تراكم الإمكانات العسكرية الكبيرة لدول حلف الناتو بفتح حدود بمسافات طويلة مع روسيا في أقصى الشمال، ما قد يجعل الرد الروسي شديد الصعوبة والتأثير، وستكون هناك مخاطرة كبيرة بسبب هذا الإجراء وستكون تداعياته خطيرة على مستوى العالم.

ويتوقع الخبير العسكري والاستراتيجي، أن انضمام البلدين ولو بصفة مؤقتة للناتو، لن يمر دون رد فعل روسي أو اتخاذ إجراءات قد تصل إلى حد الحرب العسكرية، وإذا كانت أوكرانيا تعتبر خنجرا في بطن روسيا ستكون فنلندا والسويد خناجر في الجسد الروسي، ما يحتم اتخاذ إجراءات عسكرية قد تتوسع.

ويضيف الغباشي أنه لا توجد قوة قادرة على إيقاف إجراءات انضمام فنلندا والسويد لحلف شمال الأطلسي ، لأن هناك تخطيط تم للأحدث التي تشهدها أوكرانيا وفنلندا والسويد من ما يسمى "مجلس العالم" أو الذين يخططون لمستقبل العالم في الولايات المتحدة وبريطانيا.

ويوضح أن أي قوة في العالم تحاول إثناء الولايات المتحدة عن الاستمرار في مشروعها أو خططها ستتعرض لعقوبات وصعوبات شديدة ، لأن هذا الأمر يفرض عليهم وهم منفذين له، وليست لديهم القدرة على التراجع لمنع نشوب الحرب أو زيادة الاشتعال في شمال وشرق أوروبا نتيجة وجود تخطيط محكم دفعت إليه المؤسسات الأمريكية.

بيد أن الغباشي يتوقع ألا تصل تفاقم الأحداث إلى حرب نووية، ولكن قد تكون هناك اتساع في مجريات الأحداث والحروب التقليدية بشكل كبير، ما يؤثر على اقتصاديات العالم، ويزيد معدلات التضخم وستكون مصر أحد الدول المتأثرة بشدة من القرار، لذلك يجب أن ينتبه صناع القرار في مصر لذلك، حتى يمكنهم التخطيط بشكل جيد وبشكل علمي مدروس لتجنب أو لتقليل الأثار على الدولة المصرية.

مرمي النيران 

ويقول اللواء محمد رشاد الخبير العسكري والاستراتيجي إن لفنلندا حدود مشتركة مع روسيا طولها أكثر من 1300 كيلومتر، وإذا انضمت مع السويد إلى حلف الناتو ستكون هناك مشكلة مماثلة لأزمة أوكرانيا، لأن الحلف سيكون موجوداً على حدود روسيا وهذا يعني أن كل النطاق الأمني لموسكو، يصبح في مرمى الناتو.

والمؤكد أن انضمام فنلندا والسويد للناتو، سيكون مصدر إزعاج حقيقي لروسيا، وسيعمل الرئيس فلاديمير بوتين، على إيجاد آلية لمنع وجود قوات وأسلحة تابعة لحلف الناتو على حدود بلاده، ذلك أن تهديد الناتو للمجال الحيوي الروسي له تداعيات خطيرة .

ومن المنتظر أن تتضح نتيجة حرب أوكرانيا للوقوف على مدى حروج الرئيس الروسي منها بنتائج ايجابية أم لا، لأن تداعياتها سيترتب عليها هيكلة النظام الدولي، وخاصة أوروبا التي تعاني من أزمة طاقة كبيرة.

الموقف الروسي

وفي وقت سابق، قال اللواء سمير فرج، الخبير العسكري والاستراتيجي إن انضمام فنلندا لحلف شمال الأطلسي سيضع روسيا في موقف صعب ، لأنه سيمكن الناتو من محاصرتها، ويحد من قدرتها على مهاجمة فنلندا لأن معاهدة الحلف تحدد مبدأ الدفاع الجماعي بين أعضائه.

وعلى صعيد ذي صلة، قالت وزارة الخارجية الروسية، إن ردها على انضمام السويد وفنلندا لحلف شمال الأطلسي "الناتو" يتوقف على نشر أسلحة هجومية تابعة للحلف على أراضيها.

وقالت إن عضوية الناتو لا تزيد من أمن السويد بل يفقدها سيادتها، كما سيتسبب في ضرر جسيم بأمن شمال أوروبا والقارة الأوروبية ككل.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن الرد على قرار فنلندا بالانضمام إلى الناتو سيكون مفاجأة والجيش يقرر ذلك.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال في كلمة خلال قمة لمعاهدة الأمن الجماعي، إن روسيا ليس لديها مشاكل مع السويد وفنلندا، وأن توسع الناتو على أراضيهما قرب حدود روسيا، سيتطلب رداً من جانب موسكو.
-------------------------
تقرير – رامـي إبراهيم
من المشهد الأسبوعي






اعلان