19 - 03 - 2024

دماء شيرين أبو عاقلة تزيل مساحيق ديمقراطية إسرائيل

دماء شيرين أبو عاقلة تزيل مساحيق ديمقراطية إسرائيل

إدانة عالمية لم يسبق لها مثيل لجريمة الاغتيال التي قد تسقط الحكومة الائتلافية
- الحقوقي ماك شرقاوي: الغطرسة الإسرائيلية خيلت لهم أنهم يمكن أن يقصوا صوت شيرين أبو عاقلة وأن يفلتوا من العقاب
- د. عبدالمهدي مطاوع: لا مفر من اعتماد اعتراف ضابط "دوفدوفان" بالجريمة وماكنا نعرفه عن الكيان كفلسطينيين ظهر للعلن
- د. رانيا فوزي: "الجيش الأخلاقي" أكذوبة تكشفها تقارير الديمقراطية الدولية 
- نائبة الكونجرس إلهان عمر تدعو إدارة بايدن لإرسال محققين أمريكيين لمتابعة قضية شيرين أبو عاقلة
- عاموس هارئيل: الجيش الإسرائيلي لا ينوي فتح تحقيق حتى لا تنشب خلافات بين المجتمعات الإسرائيلية والجيش!

موجة من الغضب تجتاح شوارع العديد من العواصم، اتفاق لم يسبق له مثيل على إدانة جريمة، وقفات احتجاجية هنا وهناك، بيانات صادرة عن كل المنظمات العالمية، بل وحتى وزارات الخارجية، أجراس الكنائس بكل طوائفها تقرع مجتمعة في مشهد غير مسبوق، مساجد تصلى صلاة الغائب وتدعو لروح الشهيدة شيرين أبو عاقلة التي يصدق عليها قول الإنجيل: "جاهدت الجهاد الحسن. أكملت السعي. حفظت الإيمان. وأخيرا وضع لي أكليل البر"، بقعة سوداء بحجم الحقيقة تضاف إلى تاريخ الكيان المحتل الأسود لتزيده قتامة، ظلت شيرين أبو عاقلة صوت الحق الذي ينادي من قلب القدس المحتلة، لم تحمل سوى ميكروفون لكنه زلزل الباطل، الذي لم يكتفي باغتيالها، وإسكات صوتها، ولكنه انهال على جنازتها، في تبجح وهيستريا، في بيانات متسرعة ألقي بالتهمة على "مسلحين"، لم يعد لادعاءاتهم بابا ينفذون منه إلى العالم.

«المشهد» في هذا التحقيق يضع التساؤلات حول مسارات قضية شيرين أبو عاقلة إلى أين تتجه؟ تطورات متسارعة في القضية، وكسر للصورة النمطية التي ظل الكيان المحتل يضع لها مساحيق الديمقراطية الزائفة لتزول بقوة دماء الشهيدة شيرين أبو عاقلة، وتظهر الوجه القبيح لهذا الزيف..

يقول الناشط الحقوقي ماك شرقاوي: لا شك أن الزميلة الراحلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة المراسلة الصحفية لقناة الجزيرة بأراضينا المحتلة، كانت صوت الحق، تنقل الحقيقة من موقع الأحداث من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالطبع كان الكيان الصهيوني يعتبر أنها تجاوزت الكثير من الحدود وكثير من الخطوط الحمراء، يمكن كانت تعتمد علي حملها لجواز السفر الأمريكي والجنسية الأمريكية وأنها يمكن أن تكون بعيدة المنال من رصاصات الكيان الإسرائيلي المحتل، ومن رصاصات الغدر من جنود جيش الاحتلال، لكن الغطرسة الإسرائيلية خيلت لهم أنهم يمكن أن يقصوا صوت شيرين أبو عاقلة، ويمكن أن تمر هذه الجريمة ويفلتوا من العقاب، ولكن هذه المرة لن تمر، اعتقد أن الزخم الذي صاحب قتل وتصفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة برصاصات الغدر في الرأس تحت الأذن، باستهداف مباشر للقتل والتصفية لصحفية تمارس عملها، وهي التي طالما كانت تفضح عمليات جيش الاحتلال في الأراضي المحتلة وأظهرت الوجه القبيح لآلة القمع للكيان الإسرائيلي المحتل.

الصورة البراقة

وأضاف شرقاوي: يمكن أن تحاول إسرائيل إلصاق التهمة بأحد فصائل المقاومة الفلسطينية، ولكن هذه المرة لن يستطيع الكيان المحتل ممارسة هوايته في إلصاق التهمة بالآخرين، اعتقد أن الزخم الدولي الذي صاحب هذه الجريمة التي ارتكبها الكيان المحتل ليست فقط لأن شيرين أبو عاقلة أمريكية الجنسية، ولكن أيضا لأنه فاض الكيل بالصحفيين وما يمارس ضدهم من انتهاكات في الأراضي المحتلة وأن يتم استهدافهم بهذا الشكل، ويوضح أن الزخم الدولي وما تبعه من قرار لمجلس الأمن الدولي يطالب بإجراء التحقيق في اغتيال شيرين أبو عاقلة، وأيضا المطالبات الدولية التي توالت من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وطلب الأمير تميم بتقديم المسؤولين والقتلة إلى العدالة الدولية، والسلطة الفلسطينية التي اعلنت نيتها تقديم القضية إلى المحكمة الدولية، اعتقد أن هذه الواقعة كسرت الصورة النمطية التي تحاول إسرائيل تقديمها بأنها الدولة الديمقراطية، وفقدت كثير من الصورة البراقة للديمقراطية الكاذبة لدولة الكيان، أين هذه الديمقراطية من الإجراءات القمعية مع الفلسطينيين المدنيين، والصحفيين الذين لهم الحصانة الدولية، عندما يكون المراسل أو الصحفي الذي يرتدي السترة التي تحمل هويته “Press” والتي تضمن له حماية دولية في أي من مواقع الأحداث، إلا أنها لم تحم شيرين أبو عاقلة من الرصاص، ونالتها رصاصات الغدر في الرأس مباشرة قاتلة أودت بحياتها وصعدت روحها الطاهرة ونحتسبها عند الله من الشهداء، ولذلك اعتقد أن هذه الجريمة لن تمر، واعتقد أن الصورة النمطية كُسرت، وسوف تدفع إسرائيل ثمنا غاليا لغطرسة جيش الاحتلال الغاشم واستهداف الصحفيين بهذا الشكل.

الحرج العالمي

من جهته أكد الدكتور عبدالمهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني والباحث بمنتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والأمن القومي أن قضية شيرين أبو عاقلة اتخذت مسارا مختلفا بشكل أكبر بالاتجاه إلى المسار الدولي، وقال: إن بيان مجلس الأمن الدولي الذي صدر بهذا الخصوص، مؤشر على الاهتمام الدولي بالتحقيق والوصول إلى نتائج تتعلق بقضية الاغتيال، وإسرائيل لديها تاريخ قديم في استهداف الصحفيين بشكل خاص، وهناك أكثر من 50 صحفيا تم استهداف خلال السنوات السابقة، ربما لم تكن هناك ضجة إعلامية كبيرة حول استهدافهم مثلما حدث مع شيرين أبو عاقلة التي تم تصفيتها على الهواء مباشرة، بالإضافة إلى أنها تحمل الجنسية الأمريكية، وهو ما وضع الإدارة الأمريكية والإدارة الإسرائيلية في حرج أمام الرأي العام العالمي، وأجبرهم على تناول الأمر بشكل أكثر اهتماما، وباعتقادي أن السلطة الفلسطينية – كما قال الرئيس أبو مازن – سوف تتخذ مسار وصول القضية إلى محكمة الجنايات الدولية، وهذا سيفتح ملف الصحفيين الآخرين الذين تم استهدافهم، وكما جاء في تقرير منظمة العفو الدولية الأخير عن أن هناك تعمد باستهداف الصحفيين الفلسطينيين من قبل قوات الاحتلال.

وأضاف: باعتقادي أن إسرائيل سوف تعترف بهذه الجريمة، وتدعي أنه لم يكن المقصود الاغتيال ولكن حدث عن طريق الخطأ، لأن كل التصريحات التي جرت مع جنود "وحدة دوفدوفان" والذي قال إنه أطلق الرصاص من داخل "الجيب" وأنه لم يقصد شيرين أبو عاقلة ولكن أصيبت عن طريق الخطأ، واعتقد أن هذه ستكون الرواية الإسرائيلية.

تحقيقات وإدانات

هناك تحقيق فلسطيني جرى عبر النائب العام الفلسطيني وهناك تشريح تم في معهد الطب العدلي في جامعة النجاح وأيضا فحص باليستي للمقذوف الذي تم استخراجه، كل هذا بالإضافة إلى شهادة شهود العيان الذين كانوا برفقة شيرين أبو عاقلة، جميع عناصر التحقيق، وحتى عناصر إسرائيلية منها منظمة "بتسيليم" لحقوق الإنسان والتي أشارت إلى كذب الرواية الإسرائيلية التي زعمت أن إطلاق الرصاص جاء من الجانب الفلسطيني بسبب المكان الذي كان يتواجد فيه الفلسطينيون والعوائق وعوامل كثيرة، إلا أن نتائج التحقيق الأولية كلها تشير إلى الجانب الإسرائيلي، واعتقد أن هناك نسخة سلمت إلى دولة قطر وإلى الولايات المتحدة، وهذا المسار سيستمر حتى النهاية، وجدير بالذكر أن نفس الوحدة "دوفدوفان" قامت في جنين في العام 2003 بقتل مسؤول استخبارات بريطاني كبير كان يعمل مديرا بإحدى وكالات الإغاثة وتشغيل اللاجئين، وأيضا ألقت إسرائيل بالتهمة على الفلسطينيين لكن كان في ذلك الوقت لدى هذا الضابط ابنان يعملان كضباط في الجيش البريطاني لم يقتنعا بالتحقيق الإسرائيلي وزارا المنطقة وقاما بتحقيق مستقل واثبتا إدانة إسرائيل وعندها اعتذرت إسرائيل.

واعتبر مطاوع أن ما حدث في جنازة شيرين أبو عاقلة ربما أعطى صورة واضحة عن هذا الاحتلال وهمجيته، وقال: ما حدث من اعتداء على حاملي الجثمان كان له صدى كبير فيما يتعلق بهذه القضية، واعتقد أن الضرر الذي لحق بإسرائيل بسبب ما حدث مع شيرين أبو عاقلة لن يمسح من أذهان الناس ولا المؤسسات، وبالنسبة لنا كفلسطينيين اعتقد أن هذه الصورة نعرفها جيدا ولكن آن الأوان أن يعرفها العالم أيضا.

استهداف وتخطيط

وأوضحت د. رانيا فوزي المختصة في تحليل الخطاب الإعلامي الإسرائيلي أنه قبل التعليق على مسارات قضية اغتيال شيرين أبو عاقلة؛ علينا أن نبحث أسباب استهداف شيرين من بين طاقم العمل المصاحب للتغطية، وقالت: قبل الاستهداف كانت هناك تقارير إعلامية تتردد عن رفض التعاون بين إسرائيل وقطر واعتباره خزيا وعارا، لدعم قطر للتنظيمات الإرهابية – بحسب المنظور الإسرائيلي- وما تبثه قناة الجزيرة تحديدا والدور الفعال الذي لعبته في نقل أحداث الحرم القدسي الشريف، إلى الحد الذي دفع "نفتالي بينيت" أن يتحدث عن هذه التغطية ويصف ما روجته القناة بأنها أخبار كاذبة.

وحاليا انتهي جيش الاحتلال من التحقيقات ولم يدن أيا من جنود الاحتلال أو يكشف عن هوياتهم، إلى جانب أن السلطة الفلسطينية رفضت الدخول في تحقيق مشترك مع سلطات الاحتلال حول مقتل شيرين، وبهذه الصورة لم يتم تقديم إدانات واضحة لجنود الاحتلال، ولم تسفر التحقيقات عن خطأ بشري من جندي أو خروج الرصاصة بطريقة طائشة أودت بحياة شيرين.

وأضافت: أما فيما يتعلق بتضارب تصريحات المسؤولين الإسرائيليين لوحظ أن نفتالي بينت بعد اغتيال شيرين بدقائق معدودة خرج بتصريح أن المسلحين الفلسطينيين هم المسؤولون عن مقتل الصحفية، ووجه سهام المسؤولية المباشرة للمقاومة الفلسطينية حتى قبل أن يفتح باب التحقيق، وبعدها خرج "بني غانيت"وزير الدفاع وصرح أن المسلحين الفلسطينيين ربما يكونوا هم من قتلوا شيرين، والهدف من وراء عملية الاغتيال سياسي بحت، لكن للأسف إسرائيل تستخدم سلاح الانتصار في قتل المدنيين وعلى الجانب الآخر تخسر صورتها في المجتمع الدولي، ومع شركائها في عملية السلام من الدول العربية.

شيرين - الدرة

وأشارت د. رانيا إلى أن السيناريوهات المطروحة حتى الآن ستذهب إلى حفظ التحقيق إسرائيليا، وقالت: اعتقد أن ما حدث مع شيرين هو نفسه ما حدث مع محمد الدرة الذي تم استهدافه في الانتفاضة على مشهد ومرأى من الإعلام الدولي ونال تعاطف العالم كله، واعتقد أن مقتل شيرين بهذا الشكل سيأخذ وقتا ثم تدخل إسرائيل في حالة عنف ضد الفلسطينيين وهو ما لا اتمناه -، خاصة عند مزامنة الأحداث، نجد جماعات متطرفة إسرائيلية تسعى لرفعها من قوائم الإرهاب الأمريكية مثل جماعة "كاهنا حاييم"، ورغم تعليمات أمريكا لقوات الاحتلال بإخراج جنازة شيرين بطريقة لائقة وعدم التعرض للمشيعين، إلا أن قوات الاحتلال لم تلق بالا لهذه التعليمات، وحدث ما شهده العالم كله من اعتداء على الجنازة والمشيعين، لذلك فتحت إدارة بايدن التحقيق في هذا الأمر، فالحدث لأن شيرين تحمل الجنسية الأمريكية، لكن لو لم تكن تحمل سوى الجنسية الفلسطينية هل كانت الولايات المتحدة ستتحرك للتحقيق.

إنكار

أما فيما يتعلق بالتحقيق، فهناك تحقيق جارٍ الآن، والجيش الإسرائيلي لم يعترف حتى الآن بأنه هو مَنْ أطلق الرصاص على "شيرين أبو عاقلة"، وهناك بعض وسائل الإعلام تتحدث عن أن هناك رصاصة طائشة اصطدمت بصخرة ثم ارتدت إلى شيرين، لكن الحقيقة أن الإصابة كانت مباشرة والهدف منها قتلها، وأرى أن هذا غباء من الاحتلال، خاصة أنه جاء تزامنا مع ذكرى النكبة،  فما حدث كان مقصودا، وله بعد سياسي وآخر أمني، يخدم سياسات الحكومة الراهنة في محاولة استعادة شعبيتها وعمل أي مناوشات في البقاء أطول فترة ممكنة في الحكم، وعلى الجانب الآخر تستغل المعارضة الإسرائيلية الأمر، أما فيما يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية فهي دعت لفتح تحقيق في مقتل شيرين لكنها لم تدن القتل نفسه على يد جنود اﻻحتلال، إنما طالبت بتفريغ مشاهد التعدي على النعش الذي يحمل جثمانها، وهذا ما دفع الرئيس الأمريكي "بايدن" للمطالبة بالتحقيق فيه، وهو طلب مشين للغاية، بتركيزه على الشكل الظاهري بالتعدي على النعش، ولم يلتفت إلي البعد الإنساني والتعدي على المدنيين واستهداف الإعلاميين، في حين أن الولايات المتحدة تطالب بحرية الصحافة والإعلام وعدم تكميم الأفواه، وفي الوقت ذاته تمارس قوات الاحتلال سياسة التعتيم وتكميم الأفواه مع كثير من المراسلين والصحفيين، وإذا نظرنا إلي ترتيب حرية الإعلام في الكيان المحتل نجد أنها متدنية بالرغم مما تروجه الصحافة من فضائح داخل الحكومة والجيش الإسرائيلي، ولكن هذا لا يعكس المرتبة 86 في مقياس حريات الصحافة على مستوى العالم  وفق آخر استطلاع أجرته مراسلون بلا حدود ومقرها باريس.

أما صورة إسرائيل إذا تحدثنا عنها فهي في الإعلام الإسرائيلي نفسه صورة سلبية، ويطغى البعد السلبي وفقا لتوجهات وسائل الإعلام، وبحسب تناول البعد السياسي، أو الأمني، أو الاقتصادي، ولكن ما تريد إسرائيل إبرازه بقوة هو التقدم التكنولوجي، أما فيما يتعلق بالجانب الديمقراطي، فنجد أن الخطاب الإعلامي الإسرائيلي الموجه باللغة العربية، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، أو ما توجهه الدبلوماسية الإسرائيلية نجد أنها تحاول دائما أن تصور نفسها أنها الضحية للمقاومة الفلسطينية، دون إبراز حقيقة ما يجري على أرض الواقع، والإحصاءات الواردة تحاول  دائما زيادة نسب المعاداة للسامية والعنف، وتبرز إسرائيل على أنها ديمقراطية، أو أنها تبرز البعد الإنساني بفتح المستشفيات للجرحى الفلسطينيين أو علاج الأطفال الفلسطينيين، وهذه كلها حالات معدودة وفردية بغرض تجميل الوجه القبيح للعنف، بل والمفرط في استخدام القوة، والجيش الإسرائيلي دائما يصور نفسه على شبكات التواصل الاجتماعي أنه جيش يتحلى بالأخلاق لكن ذلك منافي تماما للواقع، من استهداف مدنيين عزل بحجة أنه كانوا سيقومون بعمليات إرهابية وهي تهم عارية عن الصحة.

وصورة إسرائيل في الإعلام الدولي يتركز في مشهد الجنازة، وهو مشهد رخيص منافي للإنسانية، يعيد للأذهان مشهد الانتفاضة الثانية، ولا اتمنى تطور الأحداث وتصعيدها لمزيد من العنف والاجتياحات لبلدات فلسطينية، ولكن اعتقد أن الأمر ربما يتطور في الأيام القادمة خاصة في ظل الوضع الداخلي الإسرائيلي، هناك حكومة هشة تعاني من ضعف شديد ومعارضة تعمل على إسقاط الحكومة الحالية.

تقارير صحفية

*قالت مجلة "إيكونوميست" البريطانية أن الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، التي غطت النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، باتت آخر ضحاياه، معتبرة أن اللحظات الأخيرة من حياة شيرين، مثل بقية حياتها، سجلتها لقطات إخبارية صارخة.

ووصفت المجلة، المشهد بلغة عاطفية غير معهودة: "سبع طلقات ترن، يتسلل المصور ليظهر امرأة في سترة واقية مكتوب عليها صحافة ملقاة على التراب، ورجل يحاول مساعدتها، لكنه يتراجع بعد طلقة أخرى. وعندما ينجح في النهاية في رفع جسدها الضعيف، بدا من الواضح أنها لم تكن تستجيب، فواحدة من أشهر الوجوه الإعلامية تحولت إلى جسد دموي محطم".
ورأت "إيكونوميست" أن حادثة قتل أبو عاقلة ستهزّ الحكومة الائتلافية المكونة من 8 أحزاب في إسرائيل. وفقدت الحكومة الغالبية في الكنيست، الشهر الماضي، عندما انشق عضو في حزب بينيت، وهذا ماحدث فعلا.

*قال موقع إنترسبتإن الكونغرس الأمريكي طالب في رسالة "الإف بي آي" بالتحقيق في مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة وذلك وفق ثلاثة مصادر مطلعة.

واضافت الموقع ان نواب ديمقراطيين في الكونجرس قاموا بتوزيع رسالة تطالب مكتب التحقيقات الفيدرالي بإجراء تحقيق في مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة.

واضاف المصدر ان النواب بصدد جمع التوقيعات على الرسالة التي تطالب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي ووزير الخارجية أنطوني بلينكين إجراء تحقيق من مكتب التحقيقات الفيدرالي وكذلك وزارة الخارجية حول ما إذا كان مقتل الصحفي الأمريكي في الأراضي التي تحتلها إسرائيل ينتهك أي قوانين أمريكية.

وبدوره حث السيناتور الأمريكي ديك دوربين جميع الأطراف على المشاركة في تحقيق سريع موثوق ومستقل في مقتل أبو عاقلة.

*وقالت النائبة بمجلس النواب الأميركي إلهان عمر إن هناك كثيرا مما تستطيع الحكومة الأميركية القيام به لمتابعة قضية اغتيال شيرين أبو عاقلة، داعية إلى إرسال محققين أميركيين.
وأضافت إلهان عمر - في مقابلة مع الجزيرة - أنه "على الولايات المتحدة من خلال المشرعين أن تحاسب الخصوم والحلفاء أيضا".وتابعت "يجب أن نذكّر الناس بأن شيرين كانت مواطنة أميركية، وبالتالي نتحدث عن صحفية أميركية قتلت في أرض أجنبية، ولذلك من المهم أن تتدخل الحكومة الأميركية وتطلب التحقيق لمحاسبة من قتلوها".ودعت إلهان عمر الإدارة الأميركية أيضا إلى فتح تحقيق مستقل وإرسال محققين من الولايات المتحدة.

وقالت "هناك كثير من الأمور التي يمكننا أن نقوم بها ويجب القيام بها، وأولها طلب إجراء تحقيق مستقل، وأن نرسل محققين من الولايات المتحدة، وأن تكون لدينا حوارات على مستوى رفيع".

ولا تزال الدعوات تتوالى من قبل حكومات غربية وعربية ومنظمات حقوقية وأعضاء في برلمانات العالم لإجراء تحقيق في اغتيال شيرين أبو عاقلة التي قتلها جنود الاحتلال الإسرائيلي أثناء عملها في تغطية اقتحام جنين الأربعاء 11 مايو.

*هاآرتس

قال المحلل العسكري لصحيفة هآرتس الإسرائيلية عاموس هارئيلإن الجيش الإسرائيلي لا ينوي فتح تحقيق بشأن مقتل شيرين أبو عاقلة بدعوى شبهات جنائية لكيلا تنشب خلافات بين المجتمع الإسرائيلي والجيش، ويشير التقرير إلى أن النائب الإسرائيلي وجه أواخر الانتفاضة الثانية بفتح تحقيق إن كان الفلسطيني المقتول أعزلا، لكن النائب الحالي يمتنع عن ذلك لتفادي أي انتقادات وتجنب إثارة خلافات داخل الجيش.
--------------------------
تحقيق – آمال رتيب

من المشهد الأسبوعي








اعلان