25 - 04 - 2024

السوشيال ميديا تصبح الملك المتوج على عرش التأثير

السوشيال ميديا تصبح الملك المتوج على عرش التأثير

- الرئاسة والحكومة والقضاء يتابعون مواقع التواصل الاجتماعي.. ويردون في مناسبات رسمية
- خبراء: الإعلام الرسمي لا يستطيع تجاهل أحاديث الفيسبوك وينفق أموالا ضخمة لاحتواء جمهوره

بين الضغط على زر النشر ورد رسمي من أعلى المسؤولين في مصر، واصلت مواقع السوشيال ميديا تأثيرها اللامحدود في نقل أحاديث وانتقادات الناس من مواقع التواصل الافتراضية إلى موائد اجتماعات الرئاسة والحكومة، حيث يفضل المسؤول الرد عليها في مناسبة رسمية أمام حشد كبير من وسائل الإعلام المحلية والعالمية بكل وضوح، إضافة لقضايا وشخصيات عادية وجدت نفسها بين ليلة وضحاها حديث المواقع الإخبارية والقنوات.

آخر الردود الحكومية على منشورات مواقع التواصل الاجتماعي، جاءت على لسان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الحكومة، بعد الانتقادات التي وجهت لأداء حكومته الاقتصادي خلال السنوات الماضية، والاهتمام بمشروعات البنية التحتية على حساب مجالات أخرى كالصناعة والزراعة، عقب أزمة طاحنة مالية واقتصادية يمر بها العالم جراء الحرب "الروسية - الأوكرانية"، وقبلها جائحة كورونا، وما تبع ذلك من قرارات اقتصادية مثل زيادة سعر الفائدة وتخيض قيمة الجنيه المصري، وتحميل فاتورة الإصلاح الاقتصادي للمواطن كاملة.

رد مدبولي جاء خلال مؤتمر صحفي عالمي لتوضيح خطة مصر للتعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية، حيث شدد على أن نصف الاستثمارات الحكومية تم توجيهها لمجالات النقل والصحة والبنية التحتية منذ 2014 وحتى الآن، معقبا: "لما حصلت الأزمة الروسية الأوكرانية طالب البعض بالتقليل من تنفيذ المشروعات القومية.. هو كان ينفع أي مشروع منهم مانعملوش؟".

واستعرض مدبولي بعض المشروعات التي تم تنفيذها، ووضعها عام 2014، قائلا: "وضع الكهرباء في مصر عام 2014 كان إزاي؟، وكنا بنستورد الغاز، ولولا الاستثمارات والمشروعات ماكانش هايحصل اكتفاء ذاتي الآن وتصدير الفائض".

وتابع: المشروعات القومية خاصة في مجال المياه والصرف الصحي مكنت من إعادة استخدام كل نقطة مياه ومعالجة مياه الصرف الصحي والزراعي. ومصر أصبحت رقم واحد في أفريقيا في خدمات الإنترنت بفضل المشروعات التي تم تنفيذها. كما أن معظم التحليلات والأبحاث كانت تتوقع أن تصبح شوارع مصر جراجا عاما بسبب تكدس السيارات وهذا لم يحدث بسبب مشروعات شبكة الطرق التي تم تنفيذها.

صفحات الحكومة منابر موازية

رد رئيس الحكومة المصرية على ما أثير عبر السوشيال ميديا لم يكن وليد اللحظة، فقد سبق وأن خصصت الحكومة صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" للرد على أي شائعات تثار على مدار اليوم، سواء اقتصادية أو صحية أو أمنية، حيث تتولى التواصل مع الوزارات المعنية وإصدار النفي، الذي أصبح مادة معتادة لوسائل الإعلام التقليدية في متابعة ما يدور عبر صفحات مواقع العالم الافتراضي.

كما حرصت الوزارات خلال السنوات الماضية على إثبات وجودها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال صفحات موثقة ترد فيها على ما يثار حول القضايا المختلفة.

وأكد خبير مواقع التواصل الاجتماعي أحمد أبو سيف، أن وزارات الحكومة لا يمكنها تجاهل ما يثار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واصفا الصفحات بأنها منابر موازية للوزارات إلى جانب ما تمتلكه من قنوات تلفزيونية وإذاعات وجرائد رسمية تستطيع النشر فيها بكل سهولة، لافتا إلى حرص كل وزارة أو محافظة على خلق حسابات عبر المواقع المختلفة، للوصول لأكبر عدد من الجمهور، من مستخدمي التطبيقات المختلفة في وقت واحد.

واستشهد أبو سيف في تصريحات لـ"المشهد"، بحسابات وزارة الداخلية، التي تتابع ما يثار من قضايا أمنية عبر مواقع التواصل، تتولى التعامل الأمني معها، ونشر تطوراتها للجمهور أولا بأول، وكذلك صفحة النيابة العامة الموثقة، التي تهتم بإطلاع متابعيها على سير تحقيقات القضايا المثيرة للجدل فور بداية التحقيقات فيها، واصفا التأثير الذي تحدثه تلك الحسابات بالسريع والمجاني واللحظي، مقارنة مع ما تحتاجه وسائل الإعلام الأخرى من مجهود وترتيبات.

قضايا اجتماعية وشخصيات مشهورة

الترندات الاجتماعية كذلك، لها نصيب كبير من اهتمامات السوشيال ميديا، آخرها قضية "قمر الوكالة" صاحبة منتجات التجميل ذات الأسعار المنخفضة، وقبلها عدد كبير من نجوم موقع "تيك توك"، الذين ساهمت السوشيال ميديا في وضعهم بقوائم فناني مسلسلات رمضان وغيرها، والانتقال من الشهرة الافتراضية للحقيقية وجني المزيد من الأموال.

أحمد عيسى، يوتيوبر وبلوجر، يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي في الوصول للجمهور، عبر برنامجه الساخر "هري هادف"، يتناول فيه القضايا من منظور كوميدي، يرى أن تأثير السوشيال ميديا يزداد بمرور الوقت، حتى أصبحت في المرتبة الأولى التي تمثل اليوم وغدا، نظرا لتفوقها على التلفزيون والإذاعة والسينما وحتى الصحافة.

وأضاف عيسى لـ"المشهد"، أن السوشيال ميديا مهمة جدا لدى قطاعات كبيرة من الجمهور حتى في الشائعات والأخبار المضللة، كما أنها أصبحت المحرك الرئيسي للمحتوى سواء له كيوتيوبر أو حتى البرامج التلفزيونية، التي تبحث عن مشاهدات ومتابعات جماهيرية أكبر، فتتناول "الترند" المثار في ذلك التوقيت بحثا عن متابعة الجمهور.

وتوقع عيسى أن تشهد الفترة المقبلة تخصيص القنوات الفضائية ميزانيات أكبر لإنتاج مختوى للسوشيال ميديا، في مرحلة تأقلمها مع تطبيقاتها ومنصاتها، كما حدث مع الصحف الورقية التي اضطرت لتأسيس مواقع إلكترونية موازية باسمها.
-------------------------
كتب ـ محمد سعد
من المشهد الأسبوعي






اعلان