25 - 04 - 2024

عايدة خليل محاصرة بين النور والظلال

عايدة خليل محاصرة بين النور والظلال

سأرسم صوتك من بعيد.. وألون الأحلام والخيالات.. وأفتح أبواب الحياة للظلال.. سأترك الفرشاة تعزف أغنيات البيوت والشوارع.. الناس العالقون، والعابرون.. سترقص الخطوط على جسد اللوحة. تتعانق الذكريات والأمنيات بين الظلال والأنوار، لتكون لوحاتى الضبابية المسكونة بالعشق والغواية.. هكذا حدثتنى لوحات الفنانة عايدة خليل.

فنانة تبنى لوحاتها برؤية فلسفية لتدخلنا فى حوارات وتساؤلات، وتفرض فى الكثير من الأوقات حالة من الدهشة.. إحساسها بالخط واللون والأبعاد والمسافات مع إنفعالاتها بضربات الفرشاة لتنشئ العمق.. العمق المادى والمعنوى. لنرى اللوحة وما وراء القصد. إنها تبحث عن المعنى ولا تقف عند حدود الشكل. اللوحة ليست ضبابية، وشخوصها ليسوا أشباحا كما يعتقد البعض. إنها حالة من التجلى والرؤية الصوفية للأشياء. تقدم خلاصة ما ترى وما تحس، وتضخ من روحها الإحساس ليذوب مع اللون. تضرب بلون قاتم بحسابات حسية ليتجلى الضوء، وتتخلق الأبعاد والحركة. إنها تتناول العمل الفنى ببساطة فى التشكيل. هذه البساطة مغلفة برؤية فلسفية عميقة، تحكى ما بداخلها من نوازع لتبلغ كل مشاهد برسالة، هذه الرسالة تكبر وتصغر بحجم رؤية صاحبها للأعمال الفنية.. تكبر وتصغر بحجم ثقافته ووعيه لما وراء الشكل.. تكبر وتصغر بحجم شفافية المرسل إليه. إنها تخاطب الروح وتستريح بين كتلتين من نور وظل.

ولدت عايدة خليل في القاهرة، وتخرجت من كلية العلوم. وإستجابت لمشاعرها وحبها للفن فمارست وتعلمت من خلال مشاركاتها فى ورش وملتقيات فنية ليصبح لأعمالها جمهور. عُرضت لوحاتها في العديد من المعارض الجماعية والفردية في القاهرة. شاركت أيضًا في العديد من ورش العمل الفنية الدولية في القاهرة والإسكندرية ونيروبي والهند، ولها مقتنيات لدى الأفراد بمصر والخارج
-------------------------
بقلم: د. سامى البلشى
من المشهد الأسبوعي






اعلان