10 - 11 - 2024

الصراخ بالعقيدة في كل صغيرة وكبيرة يشل قدرة هذه الأمة

الصراخ بالعقيدة في كل صغيرة وكبيرة يشل قدرة هذه الأمة

ليس معقولا كلما تطرح قضية من قضايا الأمة يخرج علينا قوم يقولون: "هذا أمر عقدي ..هذه عقيدتنا نخاف عليها"

ياقومنا العقيدة هي الخطوط الكلية العامة الحافظة للإيمان والشاهدة عليه.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ، يقبل إسلام من يشهد شهادة التوحيد ويقبل نكاحه وزواجه وعقوده ومعاوضاته، ولما فتح الفاتحون بلاد الفرس والروم اجتهدوا لأهلها وأقروهم على ماكانوا عليه من أحوال وأوضاع.

وظل ذلك دأب دول الإسلام في الأندلس والمغرب الإسلامي، ودأب الدوله العثمانية التي جعلت بطريرك الروم جزءا من الدولة ومنحته لقب باشا، وكذلك اليهود جعلت من حاخامهم باشا، ولم يكن هناك جيش عثماني لم تشاركه في حربه كتيبة من غير المسلمين وتزوج كل السلاطين الكبار في الدولة في عز قوتها مسيحيات، وكانت قاعدة الدولة من غير المسلمين الأرثوذكس، وكانوا يدخلون في النظام العثماني مفضلين إياه عن الكتلة الكاثوليكية (الهابسبورج) ، لأن العثمانيين أكثر تسامحا من الكاثوليك.

هناك مداخل مختلفه لفهم وتنزيل أحكام المشاركين للمسلمين في عقود الولاء والنصرة، والقبول بنظامهم السياسي وعدم الامتناع عليه، ليس منها المدخل العقدي، فالعقد مع أهل الكتاب أوجب بقاء كنائسهم وبنائها، والمقريزي يقول بأن كنائس مصر كلها محدثة في الإسلام بعد أن تعربت مصر وأصبحت عربية إسلامية.

مداخل التعامل مع قضايا ترتيب أوضاع اجتماعية وسياسية وحضاريةللمخالفين معك في العقيدة والدين، والذين قبل الإسلام وجودهم كأمة من المسلمين ضمن نظامهم العام (وليس الطائفي أو الديني)، هي مداخل الاجتهاد لهم عرفا وعادة ومصلحة واعتبار لشرائعهم والاستصحاب، وكل هذه الأدوات التي تفتح الذرائع ولاتسدها وتأخذ في الحسبان حال المسلمين وأوطانهم وطبيعة معاركهم التي يخوضونها ، وأهمها معركتنا مع اليهود الصهاينة الهمج المغتصبين لأرض الرباط والمحشر والمنشر.

الصراخ بالعقيدة في كل صغيرة وكبيره سيشل قدرة هذه الأمة على الفعل والتدبير والتخطيط للخروج من وهدتها

لأنك اليوم ترفض غير المسلمين، وغدا سترفض المسلمين من الأشاعرة والصوفية، وسترفض التدين الفطري للأمة التي لا تعرف تلك التفاصيل الجزئية التي يتم انتزاعها من سياق معارك قديمه لا صلة للمسلم المعاصر بها.

هذا العقل الفزع، والفزاع مسعر الحروب في غير مكانها، هو آفة مدمره لكل خطوة تخطوها أمتنا نحو التحرر من الجهل والخرافة والقابلية للاستعمار، والانسياق وراء مايريده لنا.
--------------------------
بقلم : د. كمال حبيب
(نقلا عن صفحة الكاتب على فيس بوك)

  

مقالات اخرى للكاتب

الصراخ بالعقيدة في كل صغيرة وكبيرة يشل قدرة هذه الأمة