10 - 11 - 2024

معركة القديسة شرين في القدس، اهم الدروس

معركة القديسة شرين في القدس، اهم الدروس

اعتقد ان أهم درس يمكن استنتاجه من هذه المعركة: نحن نستطيع ، الشعب الفلسطيني يستطيع ، الشعب الفلسطيني قادر على مواصلة معركته ، المقاومة الشعبية هي الطريق الوحيد للنصر. 

لنتخيل جميعا أن هذه الحشود الفلسطينية التي قاتلت بالأمس بأيديها الفارغة وصدورها العارية في القدس كان هناك مثيلها حشود أخرى وفي نفس اللحظة في كل مدن وقرى فلسطين، في غزة والضفة والـ48، في الداخل والخارج، على الحدود وداخل المدن، بين كل تجمعات الفلسطينيين، في الاردن ولبنان وسوريا ومصر ودول الخليج. في اوروبا والأمريكتين، في اي مكان فيه تجمع فلسطيني، ماذا ستكون النتيجة؟! 

أن الشعب الفلسطيني الموحد حول أهدافه وشعاراته يستطيع ويقدر أن ينتصر في هذه المعركة ويحقق أهدافه في الحرية والاستقلال. 

تخيل ان هذه الحشود اجتمعت من أجل الرجوع والعودة او ضد الاستيطان ومن اجل الأسرى أو دفاعا عن القدس والاقصى، هل تستطيع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي انهزمت في اسقاط جثمان شرين ابو عاقلة أمام إصرار الفلسطينيين على حماية النعش، هل تقدر اسراىيل أن تنتصر على مثل هذه الجموع من الفلسطينيين؟!. 

الطريق كانت واضحة وأصبحت أكثر وضوحا، الأساليب كانت بينة وأصبحت أكثر دلالة على مصداقية طريق المقاومة الشعبية وإمكانية تحقيقها لأهدافها، وتنتصر. 

لا بأس من إعادة ما هو مكتوب ومعروف مرة وربما نحتاج إلى إعادة كتابته مرات عديدة. 

لم يعد يجدي اسلوب المقاومة العسكرية في معركتنا مع الاحتلال الإسرائيلي. أن تجييش المقاومة وعسكرتها يجرنا إلى مربع القوة الذي تتفوق فيه اسراىيل مرات كثيرة، مقارنة بما نملك ومقارنة بواقعنا وظروفنا المعروفة. أن تجربة تكرار حروب غزة ونتائجها المعروفة على مختلف الصعد واضحة للعيان. 

على الفصائل الفلسطينية أن تعيد تقييم تجربتها وفقا لمصالح الشعب الفلسطيني، وبعيدا عن ايدلوجيتها ومصلحتها الحزبية ومصلحة حلفائها ومموليها الاقليميين. عليها أن تضع مصلحة الشعب الفلسطيني فقط أمام عينيها وتقرأ درس معركة القديسة شرين بالأمس في القدس. 

أن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه ومواصلة المقاومة الشعبية وتوفر حاضنة سياسية اجتماعية ممثلة بالسلطة الفلسطينية والالتفاف حول قضايانا الاستراتيجية الاربعة التي لا خلاف عليها والمتمثلة ب العودة والقدس وحماية الاقصى ومقاومة الاستيطان والاسرى هي طريق شعبنا نحو تحقيق هدفه في الحرية والاستقلال، في الخلاص من الاحتلال وصولا لبناء دولته المستقلة. 

أن هذا الطريق يحتاج إلى الوحدة الشعبية تحت علم فلسطين وأن تتنحى الفصائل مع خرقها البالية وتقف خلف الشعب وليس أمامه.

نحن نستطيع.
----------------------------
بقلم: د. رياض عبدالكريم عواد

مقالات اخرى للكاتب

الحرب على غزة، التضليل المتواصل