16 - 04 - 2024

البيوت العربية بين العيد والعيدية!

البيوت العربية بين العيد والعيدية!

تقف البيوت في مناطق عديدة من العالم العربي بين ترقب العيد والعيدية، وسط أحوال للبعض تقوض فرحة العيد وتقلل من فرص منح العيدية ، فالقلوب في قلق ومعظم الجيوب في عوز، والجميع بات في حاجة ماسة إلى الستر والسعادة، وذلك عبر حلول مؤقتة يرعاها الأفضل حالاً ووعياً، وصولا إلى حلول دائمة في وقت لاحق.

إن خرائط بعض البلدان العربية، مليئة بالآلام ، خاصة بعد انتشار الخوف من الحاضر الغائم والمستقبل المجهول ، وتغول الفقر والجوع والانتحار ، وزيادة نسب الشقاق والفراق في البيوت، وما يزيد الألم ألماً ، هو غياب الرؤية الناجزة إلى حد كبير في العلاج في ظل اختلاف الأجندات والأولويات واصرار فريق متطرف على سياسية الأرض المحروقة في الملفات ذات الصلة.

ولعل المبهج رغم تلك الصورة القاتمة، استمرار العمل الخيري في رسم البسمة على الشفاه والوجوه والقلوب ، وقد تابعنا العديد من الحملات الخيرية التطوعية خلال الأيام الأخيرة لادخال الفرحة على البيوت سواء بالعيديات أو حلوى العيد أو الملابس الجديدة، وهو جهد مشكور، ويمثل الخط الأدنى من الحماية.

ولعل الجميل كذلك رغم المرارة ، هو استمرار العمل التوعوي الايجابي من قبل حملة الأقلام والمستشاريين الأسريين والاجتماعيين الأفاضل والفضليات، في اثراء التوافق الزوجي والرضا الأسري والرفق بالأطفال ، في محاولة لاقرار استقرار متعمق وسعادة دائمة وحل أزمات متكررة في ظل سياسية الأرض المحروقة التي ترعاها مجموعات تدمير منظومة الأسرة والقيم في الوطن العربي.

إن العيد الحقيقي يأتي بعد تلافي آثار الصدمات النفسية والأسرية والإجتماعية التي خلفها استمرار الحروب الأهلية والخلافات السياسية والأزمات الاقتصادية، وهو جهد يحتاج إلى رؤية جماعية ومؤسسات تنفيذية وإرادة ذاتية.

كما أن العيد الحقيقي يأتي بعد انتهاء الاحتلال الصهيوني لأراضينا المقدسة، فالكيان الصهيوني، سبب أصيل في العديد من مشاكلنا في المنطقة العربية، والمتابع يجد خيوطه تتمدد في مسار وحيد هو كيفية استمرار انهزامنا وضعفنا وحزننا.

وبالتالي فإن الدور الآن في المستوى الجماعي قائم في رأينا على استمرار التوعية الإيجابية وجبر الخواطر وتطييب القلوب واصلاح ذات البين، في انتظار تحرك أعلى من مستويات ذات قرار.

والوضع الآن ينتظر أيضا، قرارا ذاتيا واعيا، من كل فرد وبيت، بأهمية التحرك الذاتي والمبادر في رعاية القلوب، بناء على أسس تعافي سليمة بعيدا عن القال والقيل ، وهنا سيختلف بلاشك، إحساس كل فرد بالعيد بقدر تحركه الذاتي، وتأثير التحرك الجماعي فيه وفي محيطه.

ورغم ذلك كله، إن فرحة عيد الفطر وكل عيد واجبة مهما كانت الظروف، وإن العيدية تقليد جميل ينبغي أن يستمر مهما كانت بساطة قيمته المادية، فالفرحة المعنوية والمادية سنة الله وأمره. 

إن دوام الحال العائلي العربي من المحال، وإن بعد المعاناة العربية معافاة وقوة باذن الله الذي لن يخذل المبادرين لاثراء الفرحة والمحبة في بيوتنا.
-----------------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان