19 - 04 - 2024

جدل "فاتن" و"أمل" الاسرة!

جدل

كالعادة يفرض الكاتب ابراهيم عيسى الجدل على الساحة الإعلامية، ولكنه دخل هذه المرة الساحة الفنية ، بمسلسله الرمضاني" فاتن أمل حربي"، والذي بدوره فتح السجال والجدل حول أزمات الأسر المصرية خاصة عند الانفصال والشقاق، ما يتطلب وقفة متجددة، للبحث الجاد حول مخرج إيجابي للأسر المصرية إذا استحكم الشقاق أو إن علا صوت الفراق بالتوازي مع محاولات تجويد العلاقات قبل الانغلاق.

ولعل تأخير إصدار تعديلات قانون الأحوال الشخصية منذ تمريره رسميا للمناقشة في العام الماضي حتى الآن ، فرصة جديدة مع اثارة الجدل عبر المسلسل ، لإنشاء لجنة حوار مجتمعي موسعة ورصينة ، لمراجعة المتضررين أنفسهم من الأزواج والزوجات وسماع وجهة نظرهم بصدر رحب وتدوين اقتراحاتهم، بجانب سماع رؤساء المحاكم والمحامين والمحاميات العاملين في مجال الأسرة والخبراء الاجتماعيين والمستشارين الأسريين المتصلين بأزمات البيوت ومفتاح حلها والصحفيين المعنيين بالشأن الاجتماعي والأسري.

وفي هذا الإطار ، نلفت الانتباه إلى أن الجدل الصحي حول ما ينفع الأسر لا يخدمه وجود معارك ممنهجة مفتعلة ، بين مجموعتي "الذكوريست" و"الفيمنست" المتطرفين ، حول ذات الأزمة، والتي تستغرق جهودها في الغالب في دعم الفردية والانعزالية والتمركز حول تمجيد الذات وسحق منظومة الأسرة وتكوين العائلة وتفتقد للأسف إلى أفكار ايجابية تقترب في لحظة صدق إنسانية من المعقولية الإجتماعية كي نستطيع أن نبني عليها أفكارا صالحة للاستخدام الأسري.

وهنا ينبغي القول : إن القوانين لا تصنع جودة في العلاقات الأسرية ولكنها تصنع ضوابط للمسير والمسيرة ، والذي يدعم القانون وجود أرضية في المجتمع تخدم ما يهدف إليه النبلاء من رفعة للأسر والبيوت، وهذا يتحقق بالعمل الجاد لإصلاح الموجود وإيجاد المفقود وتطوير ما يلزم وفق أحدث النظم العلمية بناء على بواعث أخلاقية سامية واصرار على نشر المودة والرحمة.

وحسنا فعل الأزهر الشريف، مؤخرا، بالتنسيق مع جهات أخرى في اطلاق استراتيجية شاملة تستهدف إنقاذ الكيان الأسري، وتقوية بنيانه، وهو ما ينبغي البناء عليه من الجميع في نفس الاتجاه بالتوازي مع صنع القوانين، فإننا بحاجة إلى أفكار ايجابية ملهمة نابعة من خيري الدين والدنيا لصالح تجويد العلاقات الأسرية بناء على "كتالوج" قيمي تجديدي علمي لا تدميري تفكيكي.

وإننا نأمل من الجميع على امتداد خارطة الوطن العربي إعلاء مصالح كيان الأسرة واعادة الاعتبار له والسعادة ، بعيدا عن صراع الأجندات الاجتماعية والفكرية، وبعيدا عن التشدد والتطرف أو التفريط والتفكيك، وصدق من قال :" قل ما شئت عن الشهرة و عن اقتحام الأخطار فإن كل أمجاد العالم و كل حوادثه الخارقة للعادة لا تعادل ساعة واحدة من السعادة العائلية".

إن أمل الأسرة الحقيقي في مصر أو في أي مكان ، يمكن من وجهة نظرنا في توفير حياة كريمة لائقة ومناخ صحي يسود فيه نشر الحب والوفاق لا ضغائن الشقاق والافتراق ، ووعي اجتماعي متجدد قائم على أصول الدين وعلوم النفس الحديثة، ورعاية وعناية بالنشء الصاعد لا بذر بذور التطرف والانحلال في طريقه بقصد أو بدون قصد.
---------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي





اعلان