30 - 04 - 2024

توقعات باستمرار ارتفاع الذهب وارتباطه برحلة الدولار

توقعات باستمرار ارتفاع الذهب وارتباطه برحلة الدولار

ناجي فرج: ليس هناك مدى لتوقف الأسعار عن الارتفاع مع بقاء عوامل الصعود
كرم مسعد: الطلب يشتد على شراء الذهب في أوقات الأزمات والحروب 
أسامة زرعي: توقعات بموجات صعودية للذهب خلال الفترة المقبلة 
جون لوكا: الأسعار لم تتحرك عالمياً بنفس قوة التحرك في مصر 

يتوقع خبراء اقتصاديون استمرار أسعار الذهب في الارتفاع خلال الفترة المقبلة، جراء بقاء معدلات التضخم عند مستوياته العليا، واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، مما يجعل المعدن النفيس الملاذ الأمن، ومخزن القيمة للمستثمرين الذي يتحوطون به من ارتفاعات التضخم.

ويعد الذهب الاستثمار المفضل لدى الكثيرين في أوقات الحروب والأزمات الاقتصادية، ويقبل أغلب المتداولين والمستثمرين في الأسواق العالمية على تداول الذهب بإعتباره الأكثر ربحية.

بحسب الدكتور ناجي فرج، مستشار وزير التموين لشؤون صناعة الذهب، تشهد أسعار المعدن النفيس حالياً استقراراً، وإن كانت هناك صعوبة بمعرفة السعر الذي يمكن أن تتوقف عنده قفزات الأسعار، ذلك أن انها يتم تحديدها كل لحظة وليس كل يوم أو كل ساعة، وفقاً للمتغيرات العالمية، والحروب الإقتصادية، وأزمة الطاقة وسعر البترول، فهناك عوامل كثيرة تؤثر في سعر الذهب.

ويضيف فرج:"قبل ثلاثة  أشهر كانت أسعار الذهب بحدود 750 جنيها للجرام، وتوقعت أن تكسر الأسعار حاجز الألف وسط استبعاد الكثيرين لذلك، فالذهب حينما يقوم بتسجيل نقطة معينة في ارتفاع سعره، يأخذ بعض الوقت حتى يعود إلي سعر أقل من جديد.

ويشير إلى أن هناك حروبا اقتصادية غير الصراع الروسي الأوكراني الدائر حالياً تؤثر في أسعار الذهب، منها المنافسة، وارتفاعات معدلات التضخم العالمي والتي وصلت إلى أعلي مستوياتها، وهو ما يؤثر، بما في ذلك الوضع التضخمي في مصر، مما يعني أن التضخم لدينا مستورد جراء ارتباطنا بالأحداث العالمية.

ويتابع فرج أن ارتفاعات أسعار الذهب ربما تتواصل بصرف النظر عن الحرب الروسية الأوكرانية، ذلك أن 

 العوامل الأساسية المؤدية إلى ارتفاعه لم تنته بعد، فكل شيء ممكن أن يحدث إذا توفرت له العوامل المؤدية إليه، وحاليا كل العوامل تقول إن هناك حالة توتر عالمي، مما يجعل الذهب الملاذ الآمن ، ذلك أن قيمته لم تتغير، وتعكس الحالة الاقتصادية. وعند سؤاله عن حركه البيع والشراء للذهب يقول:" الناس حتى هذه اللحظة تشتري الذهب كأن شيئا لم يكن"

أفضل الاستثمارات

ومن جانبه يعتبر الدكتور كرم مسعد مستشار التطوير والتدريب بشعبة الذهب والمعادن الثمينة، أن الذهب من أهم صناديق الاستثمار الآمنة في الاقتصاد، ومن المعروف أنه في وقت الأزمات يرتفع الطلب على شرائه، مما يرفع سعره ثم يعود الي معدلات أعلى من المعدلات السابقة في مرحلة الاستقرار، وظهر ذلك في أزمات كثيرة .

في الأونة الأخيرة ، ترواحت الزيادة في أسعار الذهب بين 13 - 22 % سنوياً ، وحالياً وفي فترة الحرب ومع ارتفاع معدلات الفائدة، يفضل الناس الاستثمار في الذهب خاصة لارتباطه بالدولار، مما يرفع قيمته محليا مع أي ارتفاع في سعر الدولار.  

ويضيف أنه من أفضل أساليب الاستثمار، ذلك الذي يكون في السبائك الذهبية التي تبدأ من جرام واحد إلى 5 و10 جرامات، والاونصة 31 جرام، وتقوم الشركات المصرية بتصنيعها مع وجود نسبه مستردة من المصنعية، وفي فترة الأزمات يزداد الطلب علي الذهب مما يجعله يرتفع يشكل كبير، ومع تراجع الأزمات يعود للانخفاض ولكن بنسبة أقل من معدلات ارتفاعاته السابقة، وهو ما يجعل أسعار الذهب في حالة ارتفاع دائم خاصة مع توترات الحرب الاوكرانيه الروسية.  

ويتابع مسعد بالقول أنه ليس أدل علي ارتفاع قيمة الذهب، أن احتياطي الذهب الروسي قبل الحرب كان حوالي 37 مليون أونصة بقيمه 132 مليار دولار، استخدم لدعم الاقتصاد الروسي في مواجهة العقوبات الاقتصادية، علي الرغم من توفر البترول والغاز الطبيعي.

التضخم والحرب 

يرى أسامة زرعي، الباحث الاقتصادى والمحلل الفنى، أن الذهب تحرك وفقاً للعوامل الجيوسياسية، فالحرب بين روسيا وأوكرانيا كان لها تأثير كبير على تحركات الأسعار، فمنذ الحرب تم دخول أكثر من 30 مليار دولار فى صناديق الإستثمار الخاصة بالذهب.  

وكان هذا الارتفاع مدفوعا بعاملين الأول ارتفاع معدلات التضخم، وثانياً الخوف من مجريات الحرب، لذلك أتوقع أن تتوقف حركة الذهب بناء على السيطرة على التضخم، وكذلك بناء على مجريات الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهذا مستبعد لأن الدول لن تستطيع السيطرة على التضخم، وايقاف الحرب بين البلدين، فمن الممكن أن نشاهد موجات صعودية للذهب فى الفترة المقبلة  

وعلى نفس المنوال يقول جون لوكا، الخبير الإقتصادي، أن أسعار الذهب لم تتحرك عالمياً بنفس قوة التحرك فى مصر، إذ فاجأ البنك المركزى المصري الجميع برفع سعر الفائدة 100 نقطة أساس بنسبة 1% مما دفع الأسعار فى مصر تحديداً للتحرك بصورة كبيرة.

وهنا وللتوضيح فإن تحرك جنيه واحد أمام الدولار، يعادل تحرك 50 دولار فى السعر العالمي، بمعني أوضح قرش صاغ يعادل نصف جنيه فى المحلى، لذلك ستتوقف الحركة المحلية على تحرك الجنيه مقابل الدولار، وبالتالى اذا ارتفع سعر الدولار فى الفترة المقبلة سترتفع أسعار الذهب.


------------------------
تقرير: بسمة رمضان

من المشهد الأسبوعي






اعلان