20 - 04 - 2024

مرتزقة يقاتلون مع المتحاربين وتمويل غربي للقتال: هل يسقط الروس في "المستنقع الأوكراني"؟

مرتزقة يقاتلون مع المتحاربين وتمويل غربي للقتال: هل يسقط الروس في

الكونجرس الأمريكي يخصص 13.6 مليار دولار مساعدات لأوكرانيا تتضمن تمويلات للمرتزقة
- نبيل رشوان: الروس مطالبون بالدخول في مفاوضات قبل تحول المعارك إلى "حرب عصابات"
- محمد الغباشي: أمريكا تمول عناصر مرتزقة من افريقيا وأوروبا للقتال إلى جانب الأوكران
- محمد رشاد" أوكرانيا لن تتحول إلى مستنقع للروس فالأهداف من الحرب واضحة ومحددة

يستعين كل من الروس والأوكران بجيوش من المرتزقة يلجأ إليها الطرفان بعدما احتدمت المعارك بينهما على أكثر من جبهة في محاولة لإيجاد مخرج من الحرب الدائرة، ففي حين وصل إلى أوكرانيا مقاتلون أجانب ضمن ما يسمى الفيلق الدولي للقتال ضد روسيا، تقول وسائل اعلام إن روسيا استدعت فرق مجموعة فاجنر وجنود سوريين للقتال إلى جوار جنودها في اوكرانيا.

ويحذر خبراء عسكريون تحدثت اليهم "المشهد" من حرب عصابات تقع على الأراضي الأـوكرانية بعدما فشل الروس في احراز تقدم ملموس للسيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف، الأمر الذي قد يطيل أمد الأزمة، حيث يعتقد مقربون من الإدارة الأمريكية أن الروس إذا حاولوا احتلال أوكرانيا بالكامل، فسوف ينزلقون إلى مستنقع التمرد، الذي يواجه مقاومة من الشعب الأوكراني، لا سيما إنْ كان مدعوماً بالأسلحة، وغير ذلك من أوجه الدعم من بلدان حلف شمال الأطلسي الناتو عبر الحدود.

ويقول مسؤولون أوكرانيون إن مجموعات جديدة من دول شتى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا والسويد والمكسيك وليتوانيا وغيرها من الدول، تأتي للقتال إلى جانب القوات الأوكرانية ، في حين تتوعد روسيا المقاتلين الأجانب، قائلة إنها لن تعاملهم معاملة أسرى الحرب، بمعنى أنها لن تطلق سراحهم بمجرد توقف القتال، كما تقتضي معاهدة جنيف الثالثة، وقد تخضعهم للسجن والعقوبات.

حرب عصابات

ويرى الخبراء أن موسكو استوعبت الدرس جيدا من حربها في أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي، ولاحقاً في الشيشان في التسعينات، وهو ما يجعلها لا تنخرط في مثل هذه الأعمال مرة أخرى والتركيز على أهداف محددة وواضحة، إلا أن الولايات المتحدة تعول على تكرار سيناريو افغانستان والشيشان، لإغراق القوات الروسية في حرب عصابات.

وسارعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون، إلى تزويد أوكرانيا بأسلحة دفاعية، قادرة على توجيه ضربات دقيقة للمدرعات والدبابات الروسية، كما جرى ارسال عناصر مرتزقة إلى كييف بعد تدريبهم على استخدام الأسلحة الحديثة .

يتوقع الدكتور نبيل رشوان المتخصص في الشأن الروسي، أن تتحول أوكرانيا إلى مستنقع وأن تتحول الحرب إلى حرب عصابات وليست حربا نظامية والسيطرة على منشآت ومواقع عسكرية.

ويضيف أنه مع دخول فصلي الربيع والصيف ونمو الأشجار في أوكرانيا قد تتحول إلى أماكن للاختباء خاصة لأفراد العصابات، لذلك على روسيا اللجوء للتفاوض لانهاء الحرب بأي شكل من الأشكال أو الدخول في حرب عصابات طويلة، قد تؤدي إلى خسائر جسيمة.

ولا يوجد ما يسمى بالفيلق الدولي كما يتردد، لكن الرئيس الأوكراني دعا من يريد الدفاع عن أوكرانيا إلى التطوع ، حيث يتم تسهيل الأمور على المتطوعين بإلغاء تأشيرة الدخول إلى كييف للقتال وبالفعل تم دخول عناصر مقاتلة من دول مثل بولندا والولايات المتحدة وبريطانيا .

ويضيف رشوان أن تمويل المتطوعين للقتال إلى جانب الأوكران سيكون من قبل الأمريكان بعدما أقر الكونجرس الأمريكي مساعدات لأوكرانيا بنحو 13.6 مليار دولار، بخلاف المساعدات التي  تأتي من دول حلف النيتو ودول الاتحاد الأوروبي سواء كانت هذه المساعدات مادية أو غذائية أو لوجيستية.

وحول تجنيد روسيا للسوريين، يقول رشوان :" لا اعتقد أن موسكو تسعى لتجنيد سوريين للقتال في أوكرانيا لأن لديها من الأفراد والعناصر ما يكفي للقتال، كما أنه ووفقا لوزارة الدفاع الروسية تعتمد روسيا على الجنود المحترفين والمتعاقدين معها حتى الآن".

مرتزقة أجانب

غير أن اللواء محمد الغباشي الخبير العسكري والاستراتيجي، يستبعد أن تتحول أوكرانيا لمستنقع للقوات الروسية، ويدلل على رأيه بأن الروس مخططون جيدا للأهداف المحددة مسبقا، كما أن جزءاً كبيراً من الأهداف الروسية تحققت ، خاصة بعد استكمال السيطرة على إقليمي "دونيتسك ولوهانسك" واعترفت بهما كجمهوريتين مستقلتين.

ويضيف أن هناك خسائر لحقت بالقوات الروسية، لأن الجيش واحد والجيش الأوكراني كان جزءا من الجيش الروسي والتسليح متشابه كثيراً إلى جانب الدعم العسكري واللوجيستي الغربي، إلا أن التقدم التكنولوجي الروسي قد قلل حجم خسائرها وهذا يعطي أفضلية للجانب الروسي.

وتخطط روسيا جيداً للتعامل مع المواقع والمدن الأوكرانية وتجنب أي خسائر مدنية وبعيدا عن الدخول في حرب عصابات أو الانجرار في معارك داخل المدن، لأن روسيا مستوعبة الدرس جيدا.

وذكر الغباشي ان موضوع الفيلق الدولي، محاولة لما قامت به الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفيتي في افغانستان، من خلال عناصر جماعة الإخوان والوهابيين، وغيرهم تحت مبدأ الجهاد وتم هذا العمل بأموال دول الخليج ، لكن هذه المرة فإن المقاتلين موجودين بالفعل في عدة مناطق منها الرقة وأدلب وعدة مناطق أخرى في سوريا فيها عناصر من تنظيم داعش الإرهابي، وبعض العناصر التابعة للدول الأجنبية التي كانت تحارب ضد الدولة السورية.

ويتابع أن استمالة هذه العناصر المسلحة والمقاتلين، في سوريا وشمال العراق وبعض العناصر الموجودة في ليبيا بالأموال، وهناك أنباء متداولة بأنه سيكون ضمن هذا الفيلق عناصر عربية وأجنبية لمحاربة الروس في أوكرانيا وأيضا الاستعانة بمجموعات من الشباب الأفريقي الباحث عن الهجرة إلى أوروبا، حيث ستسعى المخابرات الأمريكية إلى تجنيد أعداد كبيرة من هؤلاء الشباب للقتال في أوكرانيا.

ويضيف أن الموقف العقائدي مختلف تماما هذه المرة، وقد يكون هناك درجة من العنف لكل من يذهب للقتال في أوكرانيا، لأن المرة السابقة كان دفاعا عن المسلمين الأفغان ،أما هذه المرة عن الأوكرانيين، سيكون "شغل ارتزاق" ، بما يعني عمل مقابل المال، فالقتال مقابل المال أقل من القتال مقابل العقيدة.

حياة أو موت

ومن جانبه يرى اللواء محمد رشاد الخبير العسكري والاستراتيجي، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتبر أوكرانيا مسألة حياة أو موت بالنسبة لروسيا بينما تعتبرها الولايات المتحدة مسألة جيو سياسية لاحتواء موسكو، لذلك فإن اختلاف الأهداف يؤدي إلى صراع بين الأطراف .

ويضيف أن مسرح العمليات الأوكراني أصبح يشكل عبئاً علي القوات النظامية الروسية لأن الحسم يعتمد علي احتلال المدن التي يخطط الروس لعدم دخولها للحد من خسائرهم والاكتفاء بحصارها وصولا للتسليم.

ومن الواضح أن أهداف موسكو السياسية واضحة ولن يتنازل عنها الرئيس الروسي، وهي تحتاج إلى حرب طويلة من ضمنها القتال داخل المدن، لأن مسرح العمليات امتداد لأراضي الاتحاد السوفيتي السابقة، إلا أن قتال العصابات يحتاج إلى عناصر أخرى من الطرفين، وهذا ما يجعل كل طرف يلجأ إلى تجنيد عناصر مرتزقة خاصة به.

ويستبعد رشاد تحويل أوكرانيا إلى مستنقع للقوات الروسية، خاصة وأن أهدافها محددة ومعلومة لها، وستعمل على استقطاب متطوعين من سوريا، كما ستفعل  الولايات المتحدة ومن خلفها الدول الغربية الأمر ذاته بتجنيد مرتزقة للقتال ضد روسيا.

ويتابع أن العمل العسكري وسيلة لتحقيق هدف سياسي أي أن السياسة نتائج الموقف العسكري، إلا أن الحرب الروسية الأوكرانية مختلفة وذلك لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حدد أهدافه السياسية مسبقا.
------------------------
تقرير – رامي إبراهيم
من المشهد الأسبوعي







اعلان