28 - 03 - 2024

المهندس رفيق رزق رئيس مجلس إدارة مصنع 200 الحربي للمشهد: اتفاق مع كوريا الجنوبية لإنتاج مدفع الهاوتزر

المهندس رفيق رزق رئيس مجلس إدارة مصنع 200 الحربي للمشهد: اتفاق مع كوريا الجنوبية لإنتاج مدفع الهاوتزر

- المصنع ينتج مُدرعات سينا 200" و"ST100" و"ST500" من أحدث المنتجات الحربية
- تحويل 2300 أتوبيس نقل عام بالغاز في القاهرة والجيزة وأول أوتوبيس كهربائي بأياد مصرية
- المصنع يعتزم تطوير طاقته الإنتاجية لتلبية احتياجات الخطط التنموية ولدينا القدرة على التصنيع بنسبة لا تقل عن 70% من المكون المحلى

يعتزم مصنع 200 الحربي من خلال خطط تطوير توسعية رفع إمكانياته التكنولوجية لتلبية احتياجات القوات المسلحة ووزارة الداخلية من المعدات والخامات، فضلاً عن دعم مشاريع الدولة التنموية بحاجتها من المعدات المعدنية.

وفي حواره مع صحيفة "المشهد" التي قامت بجولة داخل مصنع 200 الحربي، قال المهندس رفيق رزق رئيس مجلس إدارته، إن المصنع متخصص في إنتاج وإصلاح المدرعات، ويعد من أضخم المُجمعات الصناعية والحربية فى الشرق الأوسط، ويضم عدداً من المُجمعات الكبرى للصناعات الدفاعية المختلفة، إلى جانب العديد من الصناعات المدنية التي تلبي احتياجات السوق المصرية، والمنتجات التي تدعم مشروعات التنمية التي تنفذها الدولة.

خطط التوسع

وأنشيء المصنع أواخر ثمانينات القرن الماضى، وبدأ الإنتاج الفعلى عام 1992، عبر إنتاج دبابة القتال الرئيسية من طراز "إبرامز M1A1"،  وأصبحت مصر تمتلك القدرة على تصنيع المُدرعات والدبابات المتنوعة بداخله، لاستغلال مساحته الشاسعة، التى تبلغ نحو 2.5 مليون متر مربع.

ومؤخرا تم إبرام تعاقد مع الجانب الكورى لتصنيع منظومة "الهاوتزر" الكورى "K9 A1 EGY"، التى تُعتبر من أحدث منظومات المدفعية على مستوى العالم، ومن المُقرر إنتاج أول منظوماته فى مصر مطلع عام 2024، ضمن جهود توطين الصناعات الحربية المتطورة.

في البداية يتحدث المهندس رفيق رزق، عن تاريخ مصنع 200 الحربي لإنتاج وإصلاح المدرعات وتجهيزاته..يقول إن المصنع يتميز من حيث التشغيل المكنى، حيث أنه يوجد ماكينات فى خطوط الإنتاج تستطيع أن تنفذ أعمالا حتى 200 طن، وهى ماكينة لا يوجد الكثير منها بمصر، ونقوم بتنفيذ مشروعات عديدة عليها تخدم عددا من قطاعات الدولة مثل وزارتى الري والكهرباء، والحديد والصلب، والكثير من المشروعات الثقيلة.

 وتوجد ماكينات تستطيع أن تنفذ أعمالا حتى 40 طناً، كما يمتلك معامل القياس والمعايرة وهى تملك مستوى عالى من الدقة، ويقوم من خلالها بدعم 600 شركة قطاع خاص، بالإضافة إلى باقى المصانع الحربية بالكامل.

توطين الصناعة

وحول توطين الصناعة المحلية ونقل الخبرات الأجنبية إلى مصر، يقول المهندس رزق، إن توطين الصناعة يعني القيام بالتصنيع بدلاً من الاستيراد من الخارج، واستطاع مصنع "200 الحربي" أن يقدم خامة لا تقل عن 70% من المكون المحلى، وهناك أمل كبير خلال الفترة المقبلة أن نصل إلى صناعة تصل نسبة مكونها المحلى أكثر من 90%، ولديه القدرة على التحليل والفحص وتحديد مواصفات الخامات جيداً، حتى تصل إلى نفس شكل الخامات الأجنبية بالضبط، بل أفضل ولا تقل عنها.

  أما فيما يخص التصميم فالمصنع يبذل كافة جهوده بالتعاون مع مختلف جهات التصميم بالدولة، وخاصة القوات المسلحة من خلال إدارة البحوث الفنية والكليات الفنية العسكرية، للوصول بالخامة إلى التصميمات العالمية.

كما أن المصنع يملك العديد من العمال الأكفاء على مستوى الجمهورية، فالعمال الذين قاموا بتصنيع الدبابة M1A1 تفوقوا على عمال التصنيع الذين ينتجون الدبابة في بلد المنشأ، وكذلك العمال الذين شاركوا في إنتاج الدبابة سينا 200، والأتوبيس الكهربائي وجميعهم عمال مميزون بالمهارات العالية.

ويضيف أن كل خطوة يخطوها المصنع أو أي إجراء يتم اتخاذه يكون مخططا له جيدا، ويعمل على 4 محاور من أجل توطين المعدات الدفاعية الثقيلة، أولها توفير الخامات لتصنيع المنتجات، وقدرة المصنع على تحليل وفحص الخامات، وتحديد المواصفات، بحيث توازى الخامة المصرية الخامة الأجنبية المستوردة أو تكون أفضل منها، كما يستطيع المصنع توفير قرابة 80% من الخامات المستخدَمة داخله محلياً.

والمحور الثانى الذى يعمل عليه المصنع، هو التصميم، وهناك تعاون مع الكثير من الجهات فى البحوث والتطوير والتنفيذ، للوصول إلى "تصميمات عالمية"، تلبى الاحتياجات الوطنية،  أما المحور الثالث يتعلق بالعمالة الماهرة والمدرّبة، إذ يمتلك المصنع عمالاً من أكفأ ما يمكن أن يكون، والمحور الرابع يتعلق بالآلات والمعدات التي يمتلكها، ولم تبخل الدولة عنه فى تقديم الدعم المادى أو المعنوى، لإدخال أو شراء أحدث وأفضل وسائل التكنولوجيا والماكينات بالعالم.

تعاون متنوع

وفيما يتعلق بمنتجات المصنع وأحدث إصداراته، يقول المهندس رزق إن المصنع يمد القوات المسلحة بكل متطلباتها واحتياجاتها فى الشأن العسكرى فى المقام الأول، وفائض الطاقة الإنتاجية يعمل على تقديم منتجات مدنية تخدم المواطنين ويملك خبرة كبيرة فى إنتاج وإصلاح المدرعات وتصنيع الدبابات. 

ويعمل المصنع في إنتاج وإصلاح المدرعات، منذ بداية إنتاجه فى تسعينات القرن الماضى عن طريق تصنيع دبابة القتال الرئيسية الشهيرة إبرامز "M1A1"، التى تُصنف ضمن أفضل 3 دبابات قتال فى العالم، إضافة لدبابة الإصلاح والنجدة من طراز "هركليز"، فضلاً عن تصنيع مقطورات نقل الدبابات حمولة 70 طناً، وإنتاج عدة أنواع من المُدرعات، مثل "سينا 200"، و"ST100"، و"ST500".

وجاري  العمل على مشروعين فى غاية الأهمية، حيث يعمل على  تصنيع وإنتاج عدد من المدرعات العسكرية المصرية الصنع، والتى ظهرت مؤخرًا فى معرض إيديكس الحربى 2021، وأبرزها "سينا 200" والمدرعة "ST500".

والمركبة "سينا 200": مركبة قتالية، مجهزة بكل ما يخدم القوات المسلحة، تستطيع أن تسع 6 أفراد وحكمدار وسائق، وصممت لتحمي طاقمها من الانفجارات الشديدة، كما أنها تستطيع أن تقاتل فترة طويلة عن طريق المدافع المركبة بها، كما يقوم المصنع يقوم بإنتاج مدرعتين واحدة لصالح إدارة المركبات "التمساح 3"، وأخرى لصالح القوات المسلحة  ST500، وهى مدرعة قتالية مجهزة ضد التفجيرات.

وجاري التفاوض على عقود للإنتاج الكمى للمُدرعة من طراز "سينا 200"، فضلاً عن العمل على تطوير "كبارى الاقتحام".

اتفاقيات التصنيع

وعن اتفاقيات التصنيع التي تم إبرامها خاصة تلك التي تم توقيعها مع الجانب الكوري بشأن مدفع الهاوتزر، يقول المهندس رزق إنه تم إبرام تعاقد مع الجانب الكورى لتصنيع منظومة "الهاوتزر" الكورى "K9 A1 EGY"، التى تُعتبر من أحدث منظومات المدفعية على مستوى العالم، ومن المُقرر إنتاج أول منظوماته فى مصر مطلع عام 2024، كما تم الاتفاق على تصنيع هذا المدفع، ليكون ضمن جهود توطين الصناعات الحربية المتطورة.

كما أن أهم شىء سيرافق عملية تصنيع مدفع الـK9 الكورى الشهير بمصر، هو التطوير التكنولوجى الذى سيحدث داخل مصنع إنتاج وإصلاح المُدرعات، بهدف تصنيع هذا النوع من الأسلحة، وسيتم تصنيع هذه المنظومة بالتعاون مع شركة أبو زعبل للصناعات الهندسية، مصنع "100 الحربى"، التى ستنتج المدفع الخاص بالمنظومة.

أما سلاح الـK9" "، فيعتبر أحد الأسلحة المهمة التى يجرى تصنيعها وتوطينها بمصر، وتُصنع محلياً ضمن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى والمهندس محمد أحمد مرسى، وزير الدولة للإنتاج الحربى، بالعمل على توطين الصناعات الدفاعية المتطورة، والارتقاء وتعميق نسب التصنيع المحلى.

أتوبيس كهربائي

وفيما يتعلق بمشروع الاتوبيسات الكهربائية يقول المهندس رزق إن المصنع مجهز بكافة الإمكانيات التى تسمح بمشاركته فى تصنيع المعدات الثقيلة، وبالتالى لما بدأت الدولة فى التفكير فى إدخال السيارات الكهربائية فى مصر والعمل على تصنيعها، كان المصنع له السبق فى خطة تصنيع الأتوبيسات الكهربائية.

وعندما صدرت التوجيهات الرئاسيةبتصنيع الأتوبيسات الكهربائية كان المصنع قد استلم الدفعة الأولى من الأتوبيسات الكهربائية التابعة لـ "FOTON " وحالياً يقوم المصنع بإنتاج وتصنيع الأتوبيسات الكهربائية "SETI BUS"، وذلك بالتعاون مع شركة "MCV".

وجاري العمل على تصنيع وإنتاج الأوتوبيس الكهربائي "SETIBUS"، نسبة إلى الملك سيتى الأول، بالتعاون مع إحدى شركات القطاع الخاص، ليستخدم فى المدن السياحية والجديدة فى مراحل عمله الأولى، فضلاً عن العمل على تحويل أتوبيسات من هيئة النقل العام بالقاهرة والإسكندرية، للعمل بالغاز الطبيعى بدلاً من وقود الديزل "السولار"، بالشراكة مع إحدى شركات القطاع الخاص وشركة "كار جاز - غاز تك" من وزارة البترول.

والمصنع يعمل حاليا على تحويل تلك الأتوبيسات، حيث تم الانتهاء من 35 أتوبيس للتسليم، والباقى تم تركيب المحركات والغاز ، ويتم العمل على جاهزيتها للتسليم قريباً، وسيتم العمل على تسليم 2262 أتوبيسا بشكل سنوى، ضمن المشروعات الهامة التى تعمل على تخفيف نسبة الانبعاثات الحرارية والتلوث بالقاهرة والإسكندرية.

فصول تعليمية وواق من الرصاص

وفيما يتعلق بدور المصنع دور في خدمة المجتمع بخلاف المنتجات الحربية، يقول المهندس رزق إن مصنع 200 الحربى يعمل على تسخير طاقته الإنتاجية الفائضة فى دعم وخدمة المواطنين، حيث يعمل على تقديم العديد الصناعات المدنية، لتلبية احتياجات المواطنين فى مختلف القطاعات.

ويضيف:" بدأنا مع وزارة التربية والتعليم، فى إنشاء مشروع الفصول التعليمية، حيث قمنا بإنتاج تلك النماذج بمكونات محلية بنسبة 100%، وكانت أول محافظة تشهد تسليم تلك الفصول هى محافظة جنوب سيناء، ثم القاهرة، والجيزة، والقليوبية، ويتم العمل حاليا على تسليم الإسكندرية".

ويقوم مصنع 200 الحربى، بتصنيع سيارات نقل الأموال لمختلف شركات القطاع الخاص، ويتم إنتاجها طبقا للمواصفات والمعايير التى تم اعتمادها من قبل الأمن العام بوزارة الداخلية، كما يقوم المصنع بتجهيز السيارات الخاصة بنقل الجنود التابعة لوزارة الداخلية، وتم عمل 150 سيارة نقل جند حتى الآن، وغيرها من السيارات التى تستخدمها الوزارة.

ويقوم المصنع أيضاً فى إطار التعاون ودعم وزارة الداخلية بإنتاج الساتر الواقى من الرصاص الذى يستخدم فى الكمائن وتأمين المنشآت الحيوية، وتم العمل على تطويره طبقا لمتطلبات الوزارة والذى يختلف فى طريقة حمايته للجندى الذى يقوم باستخدامه، كما يقوم المصنع بإنتاج خزانات الوقود بمختلف سعتها، بداية من 5 أطنان حتى 70 طنا، حيث يتم إنتاج الخزانات لإدارة الوقود فى المقام الأول لخدمة القوات المسلحة، ثم باقى الإدارات من خزانات الوقود الـ70 طن لوزارة الزراعة لدعم مشروع غرب المنيا، كما أننا جاهزون لتقديم هذه الخدمة لأى جهة تقوم بطلبها.

وعن التعاون مع القطاعات الأخرى في المجالات المتعددة، يقول المهندس رزق، إن المصنع يتعاون في العديد من المجالات مع كافة القطاعات المختلفة بالدولة، حيث أن إنتاج المدرعة سينا 200 كان نتيجة ثمرة التعاون بين المصنع والقوات المسلحة متمثلة فى إدارة البحوث الفنية، والكلية الفنية العسكرية.

ويتعاون المصنع مع الكلية الفنية للقوات المسلحة فى مجال اختبارات وتحديد الصلاحيات وكفاءة المعدات المدنية مستمر طوال الوقت ومنها الأتوبيس الكهربائى، فضلاَ عن التعاون مع عدد من الجامعات مثل كلية الهندسة بجامعة القاهرة، وهندسة المطرية فى مشاريع بحثية مختلفة، وكذلك دعم المشاريع البحثية للطلاب المشاركين فى المسابقات العالمية.
--------------
أجرى الحوار – رامي إبراهيم

من المشهد الأسبوعي






اعلان