26 - 04 - 2024

الامبراطور بوتين

الامبراطور  بوتين

أثناء الحرب العالمية الثانية حصل جندي روسي على إجازة لزيارة عائلته وما إن وصل الى منزله حتى رأى شاحنة عسكرية تقوم بتحميل عشرات الجثث لنقلها إلى مقبرة جماعية ، فأدرك أن شارعه قد قصف .. وقف الجندي أمام الجثث المتكدسة ليلقي نظرة عليها و إذا به يلاحظ جثة زوجته.

 بعد صدمته لم يشأ الجندي أن تدفن زوجته في مقبرة جماعية فطلب سحبها ليقوم بدفنها بشكل لائق لكنه صدم عندما وجد أنها لاتزال تتنفس ببطء فأخذها إلى المستشفى حيث تعالجت واستعادت الحياة !

 بعد سنوات على هذا الحادث حملت الزوجة التي كادت أن تدفن حية و وضعت صبيا إسمه " فلاديمير بوتين " رئيس روسيا حاليا و الذي يريد تفجير حرب عالمية ثالثة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين .. ضابط الاستخبارات السوفياتية السابق ( كي جي بى) . يمارس سياسة الهاوية  . فقد حبس أنفاس العالم لأسابيع . متبعا نظرية حافة الهاوية . التى كان فوستر دالاس وزير الخارجية الأمريكي الأسبق فى عهد ايزنهاور. أول من نادى بها .

والمفارقة انه قد وضعها لمواجهة الاتحاد السوفيتى . و أعادها للحياة الرئيس الروسى فى مواجهة الغرب .  

والآن مع غزوه لأوكرانيا  ..يستعرض على نحو منتظم مهاراته فى رياضة الجودو . وغير ذلك من فنون الدفاع عن النفس . حيث يعتمد النجاح في هذه الرياضات غالبا . على ما يسميه اليابانيون كوزوشى . أى إفقاد الخصم توازنه من خلال توظيف أساليب مصممة . لإرباك توازن الخصم بدنيا وذهنيا .

ولكن خصومه يقولون : إن من ضمن قواعد الرياضة احترام الخصم . وهو الأمر الذى لم يحسبه بوتين فى حساباته الأوكرانية . وربما يـحـسِـن صنعا بممارسة لعبة أخرى أشد ارتباطا بروسيا . وهى الشطرنج . حيث يفكر أفضل اللاعبين في عدة تحركات سلفا . ويحترمون خصومهم.

وعلى نفس النهج الذي يكون معه قط شرودنجر الشهير . الذي يكون ميتاً وفى نفس الوقت حياً ! فإن بوتين اختار أن يقامر فى النزاع . وكأنه يعيش في حالة تعاقب متواصلة . بين الهجوم وعدم الهجوم . والاختراق وعدم الاختراق . كما أنه يجذب اهتمام العالم نحوه . لكن هل تستمر تلك المقامرة طويلا ؟

بوتين يعتقد أن روسيا مقدر لها أن تكون قوة عظمى .. 

والمثال الذى يستشهد به .. ويحمل وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف خطابه فى جيبه  . هو وزير الخارجية أيام القياصرة الأمير ألكسندر جورتشاكوف القائل : روسيا لا تغضب . روسيا تعيد تشكيل نفسها وتتأهب . 

والأزمة غيرت شكل العالم قبل اندلاع الحرب . وذلك من خلال إثبات أن روسيا . قادرة على منافسةالخصوم . وأن القرار الأمريكى لم يعد منفردا عن العالم . 

فالغزو .. سيؤدي لخسائر أطراف عدة . فى مقدمتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن وحزبه الديمقراطى . و فى مقدمة الخسائر  التى سيتعرض لها بايدن . تأثر شعبيته داخلياً وخارجياً . بالإضافة إلى أنه سيتسبب فى زيادة أسعار النفط والغاز في العالم .  إضافة لانصراف الناخب الأمريكى عنه . وفشله فى الترشح لفترة ولاية ثانية . فى الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2024

كما أن الغزو .. من شأنه أن يقوض مبادئ الديمقراطية . وهو الشعار الذى توليه إدارة بايدن أولوية واضحة . ضمن سياساتها الخارجية . ومع  الغزو فربما يشجع ذلك دولاً أخرى على الإقدام على نفس الخطوة . ومنها الصين على غزو تايوان .  ما يعنى أنه قد يشعل العديد من الأزمات . والتى قد تجد أمريكا أنها مضطرة للتدخل العسكرى فيها . ليصبح العالم على مشارف حرب شاملة .

و بايدن .. أصبح عرضة للانتقادات الساخرة من منافسيه الجمهوريين . وفى مقدمتهم الرئيس السابق دونالد ترامب . والذى يصف بايدن بأنه ضعيف . وبأن الانسحاب الأمريكى من أفغانستان .. قد شجع بوتين . وأن إدارته كانت أكثر صرامة فى التعامل مع بوتين .

أما أوكرانيا فقد وجدت نفسها أمام طموحات الامبراطور بوتين .. بين فكى الرحى  

مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام | الديكتاتورة المستديرة !





اعلان