16 - 04 - 2024

مؤشرات على أنك تتبنى نمط الضحية .. وهذه طرق التحرر

مؤشرات على أنك تتبنى نمط الضحية .. وهذه طرق التحرر

- لماذا لم تُحقق أهدافك؟

* عائلتي هي السبب. 

- كان لديك طموحٌ كبير، ماذا حدث؟

* لا أحد يُمكن أن ينجح في بلداننا هذه.

- لماذا لم تعمل في وظيفة أحلامك؟ 

* لأن لدينا نظام تعليم سيء.

أتبدو تلك الردود مألوفة لك؟ نعم. هو حال الغالبية الساحقة من الشباب، وتنطوي هذه الردود على نمط تفكير وشعور متدني للغاية ويؤدي لنتائج حياتية متدنية بالطبع.

إذا نظرنا بحياد نجد أن عصام حجي، وأحمد زويل، وفاروق الباز، ومجدي يعقوب، ومحمد صلاح وغيرهم الكثير ممن حققوا ما يطمحون إليه قد وُلدوا وعاشوا في الظروف نفسها، ولكن كان لديهم نمط تفكير مختلف مكنهم من تحقيق ما وصلوا إليه.

إذا أردت أن تكون من الأقلية الذين يحققون ما يطمحون إليه، لن توصلك طريقة تفكير الأغلبية  ممن لم يحققوا أي شيء، عليك أن تُفكر كالـ١٪ الذين وصلوا بالفعل.

 الغالبية الساحقة من البشر عمومًا وفي وطننا العربي خصوصًا يقيدون أنفسهم بتلك الأغلال، أغلال فكر ومشاعر (الضحية)، على الأرجح بلا وعي منهم، فهو نمط فكري وشعوري مكتسب، فقط أولئك الذين يتحررون من ذلك النمط يحققون الطفرات، تستطيع أن تكون واحدًا منهم. في هذا المقال المترجم بتصرف عن (ويب إم دي) نستعرض ما هي عقلية الضحية، لماذا يتبناها معظم الناس، كيف تعرف إن كُنت تتبناها؟، وكيف تتحرر منها؟.

ماذا تعني عقلية الضحية؟

"ليس خطئي." الشخص الذي لديه عقلية الضحية يدعي أن كل ما يحدث له هو خطأ الآخرين. قد يكون خطأ الشريك أو العائلة أو زميل العمل أو الصديق أو الدولة أو الأحداث. يشكون باستمرار من الأشياء السيئة التي تحدث في حياتهم، لا يتحملون مسؤوليتها، مؤكدين أن الظروف ليست تحت سيطرتهم..

 ليست العقدة الاستشهادية.

يمكن أحيانًا الخلط بين عقلية الضحية والعقدة الاستشهادية؛ إنهما سلوكان متشابهان، لكن هناك بعض الاختلافات. الضحايا يأخذون الأمور على محمل شخصي، حتى لو لم يكُن الأمر موجه إليهم ، فسيظلون يستوعبونه كما لو كان كذلك. "ماذا فعلت لاستحق ذلك؟" هو سؤال شائع بينهم.

على الجانب الآخر، غالبًا ما يبذل الشخص المصاب بالعقدة الاستشهادية جهده للقيام بمهام إضافية لأشخاص آخرين، حتى لو لم يرغبوا في ذلك؛ إنهم يضحون بأنفسهم من أجل الآخرين ولكنهم غالبًا ما يشعرون بالاستياء بعدها.

لا توجد آليات للتكيف.

عادةً ما يكون الأشخاص الذين لديهم عقلية الضحية قد عانوا من الصدمة أو الأوقات العصيبة، لكنهم لم ينشئوا طريقة مناسبة للتعامل معها، وأنشأوا، عِوضًا عن ذلك، رؤية سلبية للحياة. نظرًا لأنهم لا يعتقدون أن أي شيء هو خطأهم؛ فإن لديهم إحساسًا ضئيلًا أو معدومًا بالمسؤولية عن حياتهم، يعتقدون أن الأشياء فقط تحدث لهم.

إذا حاول شخص ما المساعدة أو تقديم الحلول ، فغالبًا ما يكون ذو نمط الضحية جاهزًا بقائمة من الأسباب التي تجعل الحلول غيرمجدية، أي أنهم دائمًا ما يركزون على المعرقلات وليس الحلول، وغالبًا ما يُصاب الأشخاص الذين يحاولون المساعدة بالإحباط والحيرة.

لماذا تكون ضحية؟

ما الشيء الجذاب في كونك ضحية؟ هناك بعض الفوائد للعب دور الضحية.

 لا مسؤولية : أن تكون مسؤولاً عن حياتك يعني أنك في مقعد القيادة، أنت تتحمل المسؤولية، وتُقِر أن نتائج حياتك هي بسببك، يمكن أن يكون ذلك مخيفًا لشخص لديه عقلية الضحية. سيكون عليك أن تعترف بأن حياتك ليست مجرد نتيجة لأخطاء الآخرين، تحمل المسئولية يفقأ فقاعة الاحتماء بنمط الضحية.

مكاسب ثانوية : تستمر مشاكل بعض الناس بسبب الفوائد الثانوية؛ كالتعاطف والاهتمام والحصول على الأدوية أو الأموال وأشياء أخرى، قد لا يدرك الشخص الذي لديه عقلية الضحية أنه يحصل على هذه الفوائد، وغالبًا ما يشعر بالضيق حقًا، دون أن يعلم أن ذلك الشعور ليس حقيقي بل مجرد أداة غير واعية للحصول على تلك الفوائد، تماما كالطالب الذي يشعر بالجوع أو النعاس في كل مرة يشرع في المذاكرة.

يلبي الاحتياجات اللاواعية: يسعى الأشخاص الذين لديهم عقلية الضحية، خاصة عندما تأتي من صدمة سابقة، دون وعي إلى الشعور بالتقدير والمساعدة من الآخرين، يلعبون ببطاقة "يا مسكين يا أنا" باستمرار. إذ أن هذا يُولد التعاطف والمساعدة من الآخرين.

تجنب المخاطرة: إلقاء اللوم على الآخرين هو جزء أساسي من عقلية الضحية، إنها طريقة لتجنب وضع نفسك في موقف ضعف حقيقي أو المجازفة.

مؤشرات أن لديك عقلية الضحية

من الطبيعي أن تكون غير راضٍ عن بعض جوانب حياتك، لكن من المهم إلقاء نظرة على الصورة الأكبر، إذا لاحظت أنماطًا متشابهة في مجالات مختلفة من حياتك ، فقد يكون لديك عقلية الضحية.

الخطوة الأولى لحل المشكلة هي تحديدها والاعتراف بها، ابحث عن هذه العلامات في نفسك لمعرفة ما إذا كنت قد تبنت عقلية الضحية:

-  تلوم الآخرين على طريقة حياتك

 - تعتقد حقًا أن الحياة ضدك.

- لديك مشكلة في التأقلم مع المشاكل في حياتك وتشعر بالعجز ضدها. ‌

- تشعر أنك عالق في الحياة وتتعامل مع الأمور بموقف سلبي.

- تشعر بالهجوم عندما يحاول شخص ما تقديم ملاحظات مفيدة.

- الشعور بالسوء على نفسك يمنحك الراحة أو المتعة.

 - تجتذب الأشخاص الذين يلومون الآخرين ويشكون من حياتهم. ‌

- من الصعب عليك فحص نفسك وإجراء التغييرات.

 كيف تتوقف عن كونك الضحية

عقلية الضحية هي سلوك مكتسب. بعبارة أخرى، إنه ليس شيئًا ولدت به، إنه شيء تتعلمه في بيئة اجتماعية، يمكن تعلمه من أفراد الأسرة أو نتيجة الصدمة. ولكن، لديك طبيعيًا القوة لتغييره.

 اتخذ الخطوات الأولى بالطرق التالي:

تحمل المسؤولية: أنت الوحيد الذي يتحكم في أفعالك، قد لا تكون قادرًا على التحكم في الآخرين ، لكنك تتحكم في كيفية تفاعلك معهم وشعورك نحوهم، أنت تتحكم في من تقضي وقتك معه وأين، أدرك إمكاناتك واجلس في مقعد القيادة في حياتك.

 الرعاية الذاتية والرأفة: يتم تبني عقليات الضحية لا شعوريًا كطريقة للتكيف ، غالبًا من صدمات الماضي. كن رحيمًا مع نفسك في عملية الشفاء، مارس الرعاية الذاتية وحب الذات، يمكن أن يكون التدوين اليومي أداة مفيدة للتعامل مع مشاعرك.

 ابدأ بقول لا: يمكنك أن تقول لا لشيء لا تريد القيام به، لا بأس بهذا. حتى لو شعر الآخرون أنك تخذلهم، اعتن بطاقتك وامنح الأولوية لنفسك.

ثقف نفسك: اقرأ كتبًا عن عقلية الضحية وكيف تؤثر على حياتك، ضع في اعتبارك طلب العلاج. كلما قمت بتثقيف نفسك حول هذا الموضوع، زادت احتمالية مواكبة التعافي وتجنب العودة إلى طريقة تفكيرك القديمة.

إذن عقلية الضحية هي نمط فكري وشعوري مكتسب، تتبناه الغالبية الساحقة من البشر، ولكن التحرر منه يعني بداية تحقيق نتائج ملموسة في حياتك، تناولنا في هذا الموضوع بعض الخطوات المبدئية للتحرر منه ولكن يمكنك البحث بعمق في شتى المواد المعرفية المتوفرة، ولنتذكر دعاء النبي يونس في بطن الحوت (لا إله إلا أنت سُبحانك إني كُنتُ من الظالمين)، اعتراف بأنه هو السبب فيما حدث له كان بداية الانفراج العظيم.
----------------------------

ترجمة: فدوى مجدي
مترجم بتصرف عن: ويب إم دي.
من المشهد الأسبوعي







اعلان