26 - 04 - 2024

أحلام ضائعة

أحلام ضائعة

عند سقوط المطر الثلجي احس بوحشة 

أسترق السمع إلى شقشقة المطر على أعواد القش 

رويداً يتلاشى الصوت 

أشعر بالفرحة 

افتح نافذتي .. تملؤني الدهشة 

انهمر المطر بشدة …

و انهار العش .

كلما ضاق الحُلم بصدري وكفني عن التنفس لم اكن اجد متنفسا لي غير والدنا و شيخنا الراحل الاستاذ عبد المنعم بكر أو كما كنت أناديه صاحب الأحلام ، فهكذا عهدناه دوما حالما يؤمن بالأمل رغم كل عناد الأيام معه و تلاطم أمواجها الكاسرة بقاربه الشاعري الرقيق، كانت دوما الأحلام هي مجدافه يصارع به جوارح الأيام و لئامها.

رحل شيخنا و ترك لنا قصيدته "أحلام ضائعة" لتكون لنا حائطا نبكي احلامنا عليه، كما كنا نبكيها علي صدره في عثراتنا.

ولايزال السؤال يطرح نفسه، هل تموت الأحلام و تطحن وتدوسها الايام بكل قسوتها؟!! أم أنها فقط تضيع في زحام مصارعتنا لنيل حق الحياة واستجداء معارك لفروسية لسنا أهلا لها، نخرج من حلم لحلم إلى أن تضيع الأحلام مع الزمان.

كنت أرى أن الأحلام عجزٌ أثقلتنا به الليالي فصنعنا مقابرنا في الحياة، حلم ندفن فيه ولا قيام منه مثلما قام المسيح، فالمسيح قبر نفسه في حلم الكلمة ولكنه قام بمعجزة لا نملكها، أما نحن بني الإنسان بكل ما نملك من عجز، كيف لنا في قيامة ننفض بها كل ماعلق بنا من أحلام.

كل الشر من إبليس، هكذا تحدثنا الأديان ولا أري إبليس إلا فاسدا أو طاغية او كهنوت محتال أراد إلهاء العوام عنه، فقال: قد فعلها إبليس عليه لعنة الله.
----------------------------
بقلم: محمد عبادة

مقالات اخرى للكاتب

أحلام ضائعة





اعلان