10 - 11 - 2024

منتدى شباب العالم.. سياسيون وباحثون يعددون المكاسب

منتدى شباب العالم.. سياسيون وباحثون يعددون المكاسب

النسخة الرابعة تعكس فلسفة القيادة السياسية في الرهان على الشباب
- د. طارق فهمي: النسخة المصرية تختلف عن ملتقيات مشابهة في الاستجابة للمقترحات 
- د. وليد جاب الله: المنتدى يساهم في تحسين صورة مصر والترويج لاقتصادها في الخارج
- محمود قاسم: البحث عن حلول واقعية لمواجهة التحديات التي تفرضها جائحة كورونا
- محمد سكر: الحوار البناء وسيلة للتفاعل الإنسانى بدلاً من أدوات النزاع ولغة الحروب 

يجمع باحثون وسياسيون على أن منتدى شباب العالم الذي اختتمت نسخته الرابعة في شرم الشيخ مؤخراً، نجح في أن يكون النموذج الوحيد للمؤتمرات الشبابية التى تجمع كافة الأعراق والجنسيات والديانات في رسالة للانسانية جمعاء، ويبعث رسالة من مصر تذكر الإنسان بهدفه على الأرض وتؤكد على إنسانيته وتنمى فيه الوازع الخيّر والروحي في وسط عالم مادي طمس جوانب عديدة في ابداعات الإنسان وغيّب عنه جوهر إنسانيته.

واقيمت فعاليات النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة من 10 إلى 13 يناير الجاري بمدينة شرم الشيخ، تحت شعار "العودة معا"، بمشاركة عدد كبير من الشباب وأصحاب الرؤى والمبادرات من 196 دولة.

ويهدف المنتدى إلى جمع شباب العالم من أجل تعزيز الحوار، ومناقشة قضايا التنمية، إذ ركزت المحاور الثلاثة الأساسية للمنتدى، على قضايا "السلام والإبداع والتنمية"، كما طرحت قضايا متنوعة أخرى شملت جلسات نقاشية حول مستقبل الطاقة، واستدامة الأمن المائي، والسلم والأمن العالمي، وإعادة إعمار مناطق ما بعد الصراع، وركز المنتدى على إعلاء القيم الإنسانية من خلال مناقشة صناعة الفن والإبداع، وبناء عالم آمن وشامل للمرأة.

الاستثمار في الشباب

يقول محمود قاسم، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، وأحد الحاضرين لمنتدى شباب العالم، إن المنتدى يدور بشكل أساسي حول رؤية وفلسفة القيادة السياسية المصرية وإيمانها الراسخ بأن الاستثمار في الشباب، هو استثمار في نصف الحاضر وكل المستقبل.

ويضيف:"  المتابع لوضع الشباب في مصر يدرك تماماً حدود ومستوى الثقة التي وضعها الرئيس عبد الفتاح السيسي في الشباب منذ توليه مقاليد الأمور في البلاد عام 2014، بحيث أصبح تمكين الشباب على كافة المستويات، أحد أولويات القيادة السياسية، وكان البرنامج الرئيسي لتأهيل الشباب للقيادة، هو النواة الأولى والرئيسية في استراتيجية الدولة المصرية الرامية لتمكين الشباب المصري وتأهيله لتولي مناصب قيادية والمشاركة في صناعة القرار".

ويتابع أنه تم ترجمة هذه الرؤية عبر اتاحة مساحات كبيرة وواسعة للشباب لتولي مناصب تنفيذية في الدولة، سواء في مناصب نواب ومعاوني الوزراء أو محافظين أو نواب ومعاونين للمحافظين، علاوة على تمثيلهم في مجلس النواب والشيوخ.

وفيما يتعلق بمنتدى شباب العالم، يلاحظ حدود التطور الذي طرأ على تلك الفعالية، كونها الأبرز على مستوى العالم، فيما يرتبط بفتح قناة للتواصل والاتصال بين مختلف شباب العالم، فلم تكتف القيادة السياسية بالمؤتمرات الشبابية التي تعقد بصفة دورية، بل اتسعت منصة الحوار والنقاش لتصبح بصبغة وصيغة عالمية من خلال عقد 4 نسخ من منتدى شباب العالم.

ويرى قاسم أن النسخة الرابعة تعتبر تحولًا لافتاً لعدد من الأسباب، يرتبط أولها بتوقيت انعقادها، ففي الوقت الذي أجبرت جائحة كورونا العالم على إيقاف الطيران، وفرضت على البشر العزلة، واٌغلقت فيها الحدود وتباعد الجمسع ،جاءت النسخة الرابعة لتمنح الحياة والأمل لشباب العالم.

والسبب الثاني، يرتبط بطبيعة المحاور ومحتوى النقاش، والذي تطرق لموضوعات محورية للتعاطي مع تداعيات وتأثيرات جائحة كورونا، وبحث حلول واقعية لمواجهة التحديات التي فرضتها الجائحة على مختلف الأصعدة، فضلاً عن نوعية التمثيل والمشاركة في المنتدى حيث شارك ممثلون لنحو 196 دولة، علاوة على مؤسسات ومنظمات دولية، مما ساهم في فرض حالة من الزخم والحيوية للنسخة الرابعة.

ويؤكد أن انعقاد منتدى شباب العالم والذي تحول لمنصة عالمية للتواصل بين شباب العالم، يثبت قدرة مصر على صناعة الحدث ورسم ملامح المستقبل انطلاقا من الشباب، كما أن هذه التجربة تؤكد على دور مصر القيادي والريادي في الإقليم والعالم، حيث أن التجمعات الشبابية بهذه الكيفية تعتبر صناعة مصرية خالصة وغير مسبوقة، كما أن استمرار انعقاد المنتدى سنوياً يؤكد على نجاح التجربة وحدود الثقة التي تضعها المؤسسات والمنظمات الدولية وشباب العالم أجمع في الدولة المصرية.

بناء واجهة مصر

ومن جهته يقول الدكتور طارق فهمي استاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن النسخة الرابعة من المنتدى تعيد بناء واجهة مصر أمام المجتمعات الدولية، وجزء منها حضور مصر على الخريطة العالمية للحديث مع الشباب، بما يؤكد أن مصر دولة مستقرة وأمنة، ولديها بيئة سياسية واقتصادية يمكن العمل فيها.

ويضيف:" من فوائد المنتدى التأكيد على أن استقرار الدولة وعهدها مع الجمهورية الجديدة، وبالتالي هناك تسويق للسياسات المتعلقة بمؤتمرات الشباب في العالم، فهناك دول تنظم منتديات شبيهة كما في المنامة والدوحة وتركيا وغيرها، لكن النسخة المصرية مختلفة من حيث جوهر وأهمية الموضوعات التي يتم طرحها ومناقشتها، حيث يتم طرح قضايا متعددة ومتنوعة".

والأهم في المنتدى الذي تنظمه مصر، أنه يتم الاستجابة للكثير من المطالب والمقترحات، ودراسة العديد منها، وإمكانية تطبيقها، فضلاً عن تسويق الاقتصاد المصري في الخارج.

ويتابع فهمي أن رسالة المنتدى ليست لتحسين الصورة الذهنية، إذ تحتل مصر مكانة كبيرة إقليمياً وعالمياً، وبالتالي رسالتها للعالم وليس لأفريقيا أو للدول العربية فقط، فضلاً عن تفاعل الشباب المصري مع الشباب العالمي.

منصة حوار تفاعلي

ويرى محمد حسن سكر، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، وأحد الحاضرين في المنتدى، إن فلسفة مؤتمرات شباب العالم التى تحرص القيادة المصرية على اطلاقها بصورة دورية، تقوم على قيم الجمهورية الجديدة التى يجري تدشينها. 

وتتمثل هذه القيم في تحويل مصر لمنصة حوار تفاعلي تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحتى الدينية التى تمس بالأساس الأجيال الناشئة، بهدف إبقاء الحوار البناء كأداة ووسيلة للتفاعل الإنسانى بدلاً من أدوات النزاع ولغة الحروب، وتصاعد خطاب الكراهية والعنصرية والاستعلاء الذي ساد بداية القرن الواحد والعشرين.

ويضيف أن مصر دولة كبيرة في المنطقة، ورقم فاعل تجاه مختلف الصراعات ذات النطاق الاقليمى والدولي، ونمى لدى الدولة المصرية مؤخراً احساس بالمسؤولية الإقليمية، وهو إحساس بمسؤولية أخلاقية بالمقام الأول، كما أنه وبعدما حققت القيادة فائضاً من القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية، بدأت في استخدام هذا الفائض بهدف البناء لا الهدم، والحوار لا الحرب، مع التأكيد على جهوزية مصر الدفاعية والهجومية تجاه أخطار الأمن القومى المصري والعربي.

وحول مكاسب مؤتمرات الشباب لمصر، يقول سكر إنه يمكن تحديدها في تعزيز القوة الناعمة المصرية في العالم، والتسويق الدولي للتجربتها في التنمية المستدامة، حيث يمكن اعتبار أن التنمية هي أصل الدفاع عن الأمة المصرية، كما تضمنت المكاسب الخروج ببنك أهداف ضخم من الأفكار والأطروحات الواقعية التى تفيد صناع القرار في تعزيز التنمية والدفاع، وتثبيت مكانة مصر كمركز استقرار الإقليم.

ويضيف  أن من بين المكاسب أيضا إندماج النخب الشابة من مختلف دول العالم في قلب التجربة المصرية، بتحقيق نهضة حقيقية لم تحدث من 150 عاماً، وترسيخ الصورة الذهنية الحضارية عن مصر قيادة وشعباً. 

ويتابع أن هناك دول عربية واجنبية لديها نماذج مشابهة لمؤتمرات الشباب، ولكنها تختلف عن النسخة المصرية، فهى نماذج خاصة بريادة الأعمال والتجمعات الدينية والقومية، ولكن مصر قدمت النموذج الوحيد للمؤتمرات الشبابية التى تجمع كافة الأعراق والجنسيات والديانات في رسالة للانسانية جمعاء، رسالة تذكر الإنسان بهدفه على الأرض وتؤكد على إنسانيته وتنمى فيه الوازع الخيّر والروحي في وسط عالم مادي طمس جوانب كثيرة في ابداع الإنسان وغيّب عنه جوهر إنسانيته.

وذكر أنه يُحسب لمصر مواصلة مؤتمر شباب العالم لنسخته الرابعة، وهو أمر فارق بالنسبة إلى تجارب الدول الأخري التى لم تستطع المواصلة، فضلاً عن تغلب مصر على جائحة كورونا بصورة عكست قدرة الدولة على تنظيم المحفل الذي ضم وفود من عشرات الدول في ظروف استثنائية.

الترويج للرؤى المصرية

ويعتبر الدكتور وليد جاب الله الخبير الاقتصادي، منتدى شباب العالم من الفاعليات الهامة التي تعقد وتنظم برعاية رئاسة الجمهورية، وله أهمية كبيرة كونه يربط بين الشباب المصري وشباب العالم لتبادل الرؤى والتعرف على الثقافات ويعمل على الترويج للرؤى المصرية في العديد من القضايا المحلية والإقليمية والدولية.

ويضيف أن المنتدى يمثل منصة هامة للترويج للسياحة المصرية وخاصة السياحة الساحلية، ويروج لقدرة الدولة المصرية على اتخاذ التدابير والإجراءات الاحترازية في ظل تداعيات انتشار وباء كورونا، حيث يتم تأمين السائحين وتشجيعهم على القدوم لمصر.

الأمر الثاني أن المنتدى يحسن صورة مصر في الخارج ومن خلال الضيوف التي شاركوا من معظم دول العالم، حيث شاهدت على أرض الواقع التجربة المصرية وتفاعلت معها وتأثرت بها لتكون هذه المجموعات المشاركة خير سفير للرؤى المصرية.
------------------
تقرير – رامـي إبراهيم
من المشهد الأسبوعي