20 - 04 - 2024

ناجى الشهابي يكتب: لماذا كان الدعم على السلع الأساسية للمواطنين؟!!

ناجى الشهابي يكتب: لماذا كان الدعم على السلع الأساسية للمواطنين؟!!

لماذا كان الدعم الحكومى على السلع والاحتياجات الأساسية لحياة المواطن المصري؟! والإجابة بوضوح لعدم قدرة الحكومات -  طوال العقود الستة الماضية - على تضييق الفوارق الكبيرة بين الأجور والأسعار بالرغم من المحاولات المخلصة للحكومات المصرية المتعاقبة السيطرة على الأسواق وكسر الإحتكار وفرض أسعار لا تشكل عبئا على الأسرة المصرية، وإن كانت تلك المحاولات اختفت تماما فى السنوات الستة الأخيرة التى استسلمت حكوماتها للرأسمالية المتوحشة، التى تحتكر السوق وتفرض فيه أسعارها ولا ترضى إلا بتحقيق أرباح تفوق 100% بل مارست الحكومة نفسها هذه الممارسات بإحتكارها مرفق مياه الشرب ومرفق الصرف الصحي وشركات الكهرباء والمنافذ التى أقامتها على الطرق الجديدة وخدمات المرور ورخص السيارات ورخص القيادة وتجديدها وخدمات استخراج شهادات الميلاد والرقم القومي وجواز السفر، وفرضت فيها الأسعار التى قررتها وهى أسعار فوق قدرة المواطنين الذين لا يملكون إلا الخضوع لها، نتيجة أحتكار الحكومة تقديمها.

كل هذه الممارسات مع سياسة الجباية الحكومية أدت إلى اختفاء الطبقة المتوسطة، وهى لمن لا يعلم رمانة الميزان فى أى مجتمع تحافظ على توازنه واستقراره.. ونقول بصراحة ووضوح ليس هناك معنى للحديث عن دعم تقدمه الحكومة من أموال دافعى الضرائب طالما لم تستطع الحكومة معالجة الأسباب التى كانت وراء هذا الدعم المحدود جدا، ولم ترفع الأجور إلى مقاييسها ومعدلاتها العالمية وتكسر الاحتكار وتسيطر على الأسواق، وكان يجب أن تكون الأولوية لدى الحكومة تضييق الفجوة الكبيرة بين الأجور والأسعار قبل أى حديث عن إلغاء الدعم أو ترشيده، ولكنها فشلت بل تضاعف فشلها فى الآونة الأخيرة نتيجة إيمانها بالرأسمالية المتوحشة والتى تركت لها السوق تنفرد به، متصورة أنها بذلك تطبق نظرية السوق الحر وتعمدت نسيان أن نظرية السوق وقيام السوق بتصحيح نفسه وحرية التجارة تكون فى مجتمعات الوفرة التى يتحقق فيها حرية المنافسة وأنها لا تصلح فى بلادنا التى يحتكر السوق فيها نفر من المصريين ويفرضون الأسعار التى يقرورنها والحكومة واقفة تتفرج علي تلك الممارسات الضارة التى جعلت الأسر المصرية تعيش فى معاناة حقيقية ويزيد من حجم المعاناة فشل وزير التعليم فى تطويره وغياب دور المدرسة وإنتشار الدروس الخصوصية، وكذلك إرتفاع تكلفة العلاج بعد أن تدهور أحوال المستشفيات العامة وأصبح الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود وترك الحكومة المريض فريسة لجشع المستشفيات الخاصة وارتفاع كشف الأطباء.

نقول لكم ارفعوا الدعم ولكن بعد أن ترفعوا الأجور إلى معدلاتها العالمية.. ارفعوا الدعم ولكن بعد أن تكسروا الاحتكار وتسيطروا على الأسواق والأسعار.

ارفعوا الدعم ولكن بعد أن تهتموا بالصناعة والزراعة وتوفروا فرص العمل للشباب الطامح فى بناء أسرة جديدة.. ارفعوا الدعم ولكن بعد تطوير حقيقى وليس وهميا للمدرسة المصرية لتتغير فيها مكونات العملية التعليمية من مدرس ومنهج وإدارة وأنشطة تربوية واجتماعية وثقافية ورياضية وأبنية تعليمية تكون فيها كثافة الفصول مثل معدلاتها العالمية ويستطيع الطالب أن يمارس فيها الأنشطة المختلفة.. ارفعوا الدعم ولكن بعد توفير العلاج المناسب لكل مريض..ارفعوا الدعم ولكن بعد أن تكون لدينا حياة نيابية حرة وصحيحة!! 

وأخيراً أقول لكم أن ما يقال عن الدعم الآن أكذوبة كبرى، بعدما اقتربت السلع التموينية من أسعارها فى محلات البقالة والسوبرماركت، وأصبح الدعم غير ملموس إلا فى رغيف الخبز الذى تآكل وزنه مؤخراً!.
---------------------------
بقلم: ناجي الشهابي

مقالات اخرى للكاتب

أمريكا تسرق العالم بالدولار





اعلان