25 - 04 - 2024

النيابة العامة تأمر بحبس والد الطفلة رودينا احتياطيًّا لتعديه عليها وإحداثه إصابتها ببلقاس

النيابة العامة تأمر بحبس والد الطفلة رودينا احتياطيًّا لتعديه عليها وإحداثه إصابتها ببلقاس

أمرت النيابة العامة بحبس والد الطفلة رودينا احتياطيًّا لتعديه عليها وإحداثه إصابتها ببلقاس

وتلقت النيابة العامة بلاغًا من جدة الطفلة ضدّ ابنها لتعديه على حفيدتها البالغ عمرها ستّ سنوات بالضرب المبرّح وإحداثه إصابات متعددة بها، فتولت النيابة العامة التحقيقات، وسألت الجدّة مقدمةَ البلاغ فأكدت إقامةَ الطفلة المجني عليها مع أبيها المتهم بعد انفصاله عن والدتها، واعتياده ضربها وتعديه عليها، حيث رأت يومَ البلاغ كدماتٍ وتورماتٍ متعددةً بوجه الطفلة، وعلمت منها أن والدها أحدثها بها، وهو ذات ما جاء بمضمون أقوال الطفلة المجني عليها وجَدّها -والد المتهم- وجاريْنِ ملاصقين لمحل الواقعة.

وأَودعت وحدة حماية الطفل تقريرًا بنتيجة فحص حالة الطفلة -نفاذًا لقرار النيابة العامة- أثبتت فيه تطليق المتهم والدةَ الطفلة وتزوجّه من أخرى تُعاملها بسوء شديد، واعتياده التعدي على الطفلة ضربًا، وتعاطيه موادَّ مخدّرةً، 

وقد سلمت النيابةُ العامة الطفلةَ لجدّتها بناءً على التوصية التي انتهى إليها التقرير، بعد التنبيه عليها بحُسن رعايتها.وباستجواب النيابةِ العامة المتهمَ أقرَّ بضربه المجني عليها بدعوى تأديبها، فأمرت النيابة العامة بحبسه احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وعرضه على مصلحة الطب الشرعي لبيان مدى تعاطيه أي موادّ مخدرة، وكلَّفت الشرطة بالتحري حول الواقعة، وجارٍ استكمال التحقيقات.

وكانت الطفلة الصغيرة قد تعرضت للضرب المبرح على يد والدها لأكثر من 9 ساعات، وأصيبت بكدمات في العين والوجه وأنحاء متفرقة بالجسم وآثار حرق بالبطن، ووسط صراخات الطفلة التي لم تتوقف في هذه الليلة لم يتجرأ أحد من الجيران الاقتراب من شقة الأب لإنقاذ الطفلة حتى تأكدوا خروجه من المنزل، ونقلوها إلى مستشفى بلقاس المركزي حيث تبين وجود كسر قديم في الساق لم يتم علاجه، وطلب الأطباء بتحرير محضر شرطة بتفاصيل الإصابات الموجودة بجسد الطفلة. 

واستقبلت مستشفي بلقاس المركزي الطفلة «رودينا م. أ.»، 6 سنوات، وتبين وجود اعتداءات عليها بالضرب، وعند سؤال من نقلوها إلى المستشفى أكدوا أنهم جيران لوالد الطفلة، وسمعوا صراخها والاعتداء عليه بالضرب خلال الليل ولأكثر من 9 ساعات، لدرجة أنهم لم يناموا في تلك الليلة، وعندما شاهدوا والد الطفلة يخرج من المنزل نقلوها لتلقي العلاج. 

 انتقلت مباحث بلقاس إلي مكان الواقعة، واستمعت لأقوال الطفلة، مؤكدة خلال التحقيقات، أن والدها كان هددها بالقتل ورميها للكلاب، كما ألقى عليها المياه الباردة ووضع قطعة قماش مبلولة على فهما حتى لا يسمع أحد صراخها. 

وبسؤال الجدة للأب في التحقيقات، أكدت أن والداي الطفلة «رودينا» جري طلاقهما، ورفضت الأم حضانة ابنتها وتركتها وتزوجت من آخر، وأيضا تزوج والد الطفلة من أخرى، وأخذها للإقامة معه، ولأنه اعتاد تناول المواد المخدرة كان يعتدي على ابنته بالضرب، وعندما تدخلت لإنقاذها من بين يديه عضها في أذنها وخشي أحد من الجيران أن يتدخل خوفا بطشه. وتحرر محضر بالواقعة، وقررت جهات التحقيق تسليم الطفلة للجدة للأب لحين انتهاء التحقيقات.

وتشير النيابة العامة بمناسبة تلك الدعوى إلى أن تصرفها تجاه المتهم ما كان ليُفهم منه سلبها حقوق الآباء في تأديب وتربية أبنائهم، إنما هو تصدٍ منها لفعله الذي تجاوَزَ حدودَ التأديب ودخَلَ في دائرة التجريم، بتعديه على ابنته بضربٍ مُبرّحٍ محدثًا بها إصابات متفرقة بجسدها مُعرضًا حياتَها بذلك للخطر، وهو الأمر الذي دفع جدتها للإبلاغ عن ابنها المتهم دَرْءًا عن المجني عليها من سلوك يخالف ما قامت عليه قيم ومبادئ مجتمعنا. 

وتهيب النيابة العامة لذلك بأولياء الأمور إلى القيام بحق ما استُؤمِنوا عليه في رعاية وتربية أبنائهم بصورة صحيحة بعيدة عن العنف، كما تهيب بالمؤسسات المعنية إلى العناية بدوام توعية المجتمع بأساليب التنشئة الصحيحة التي يُحْسن بها الآباءُ تربيةَ وتأديب أبنائهم، فتتهذب بها أخلاقُهم، وترتقي بها أرواحُهم، ولا تتعرض معها حياتُهم لأيّ أذى أو خطر.فلا ترك التأديب بالكلية ينشئ طفلًا صالحًا، ولا الشدة والغلظة تخرج نفسًا سوية.






اعلان