10 - 11 - 2024

بلومبيرغ: "كوفيد أضاف مليارات لمليارديرات العالم وخلق مليارديرات جددا"

بلومبيرغ:

بينما يعاني العالم من جائحة كورونا وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، نشرت وكالة "بلومبيرغ" تقريرا قالت فيه، أنه على الجانب الآخر من الإقتصاد نجح مليارديرات العالم من إضافة المزيد من المليارات لثرواتهم، الأمر الذي خلق أزمة في أسواق سلع أصحاب المليارات مما زاد من سعرها بشكل كبير.

وأكد التقرير أن أغنى 500 شخص في العالم، أضافوا 1.2 تريليون دولار إلى ثرواتهم منذ بداية عام 2021 وحتى شهر أكتوبر الماضي، بدعم من أسواق الأسهم المنتعشة والبنوك المركزية التي تغرق الاقتصادات بالسيولة الرخيصة.

ويوضح كريستوفر ماريش، المؤسس المشارك لشركة "ماي سكاي"، وهي منصة إدارة على الإنترنت لأصحاب الطائرات: "السوق في وضع لم يسبق له مثيل، فمقابل كل طائرة، هناك مشتريين أو ثلاثة مشتريين للطرازات المشهورة".

وكان الملياردير مايكل سبنسر، مؤسس شركة "نيكس جروب" البريطانية للخدمات المالية، واحد من الأثرياء القلائل الذين حصلوا على طائرة خاصة جديدة في الأشهر الماضية، بحسب تقرير لوكالة "بلومبيرغ".

وطائرة ماريش من طراز "غلوبال 5500" التي تنتجها شركة "بومباردييه" الكندية، والتي تبلغ سرعتها 594 ميلا في الساعة (955 كيلومترا)، وهذه الطائرة نفاذثة ومزودة بمحركين، ويمكنها ببساطة التحليق من لوس أنجلوس إلى موسكو في قلب روسيا دون الحاجة للتوقف، وتستطيع الهبوط بسهولة في المطارات الوعرة وتستوعب نحو 12 مسافرا، يبلغ سعرها 45 مليون دولار.

ويعتبر سبنسر من المحظوظين، لأن منتجي مثل هذه الطائرات الخاصة يجاهدون لمواجهة "الطلب القياسي" على منتجاتهم، وذلك بسبب النمو المتزايد والسريع لثروات الأشخاص الأكثر ثراء، بحسب التقرير.

هذا التعطش للطائرات الباهظة الثمن، هو أحدث دليل على ازدهار اقتصاد المليارديرات حول العالم، إلى جانب الطلب على القصور واليخوت الفاخرة وسلع أخرى، والذي تجاوز مستويات ما قبل جائحة كورونا.

كان هذا حول الطائرات الخاصة، أما عن اليخوت، فقد ارتفع عدد اليخوت الفاخرة المباعة منذ بداية عام 2021، وحتى منتصف أكتوبر، بنسبة 60% إلى 523 يختا، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وفقا لبحث أجرته "سوبر ياكت تايمز"، كان أكثر من ربع هذه المشتريات ليخوت جديدة.

في الوقت نفسه، زادت أسعار أغلى المنازل في العالم، وعلى سبيل المثال أنفق مارك أندريسن، المستثمر المغامر، 177 مليون دولار لاقتناء عقار في ماليبو في كاليفورنيا.

فيما دفع عملاق الاستثمار في أسهم الشركات الخاصة، ليون بلاك، مبلغا أكثر تواضعا قدره 28 مليون دولار لشراء قصر في أحد أكثر الأحياء تميزا في لندن.

من جانبه قال بول ويلش، مؤسس "ميليون بلس"، وهي منصة إلكترونية للعقارات الفاخرة واليخوت والطائرات: "يبدو أن أثرياء العالم يسافرون مرة أخرى ويرغبون في القيام ببعض الأشياء، لدي أشخاص يشترون عقارات في لندن من إندونيسيا وكندا وهونغ كونغ".

من بين هؤلاء، الأثرياء الذين يقفون وراء عملاق الكيماويات في لندن "إنيوس" جيم راتكليف وآندي كوري وجون ريس، حيث أظهرت الملفات التنظيمية أنهم اشتروا طائرتين من طراز "جلف ستريم" وطائرة هليكوبتر من طراز "إيرباص إس إي" منذ بداية عام 2020.

وختم التقرير بالقول أنه برغم أن الوباء نفسه غذى الاهتمام بالسفر والاستجمام بعيدا عن التواصل المباشر مع الناس، فإن المحرك الرئيسي لهذا الجنون الإنفاقي للأثرياء، هو الثروة المتزايدة، وأضاف أن هذه العوامل أفرزت أيضا العشرات من المليارديرات الجدد هذا العام، والذين بنوا ثرواتهم من خلال طرح أسهم الشركات الخاصة في البورصات وصفقات الاستحواذ والاستثمار في العملات المشفرة ودمج الشركات.