20 - 04 - 2024

بعد ثلاثين سنة من الشتات..عودة لوح جلجامش إلى وطنه بجانب الفرات مع 17 الف قطعة أثرية

بعد ثلاثين سنة من الشتات..عودة لوح جلجامش إلى وطنه بجانب الفرات مع 17 الف قطعة أثرية

أقامت وزارة الخارجية العراقية اليوم الثلاثاء، حفلا سلمت خلاله أكثر من 17 ألف قطعة أثرية لوزارة الثقافة، كانت قد نجحت الدبلوماسية العراقية من كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وايطاليا وهولندا واليابان، وهي القطع التي كان قد تم سرقتها من المتاحف العراقية في العام 1991.

ويأتي على رأس هذه الآثار لوحاً مسمارياً نادراً عمره 3600 عاماً يحتوي على جزء من ملحمة جلجامش التاريخية، كانت قد سلمته الولايات المتحدة الى العراق بعدما تبيّن لها أنّه سُرق من متحف عراقي عام 1991 ثمّ هُرّب بعد سنوات اليها.

وفي إطار فعاليات الحفل اليوم، سلم وزير الخارجية العراقية فؤاد حسين، الى وزير الثقافة حسن ناظم، لوح حلم جلجامش الطيني الذي يبلغ عمره 2600 عاما ويحتوي على نقوش باللغة السومرية لأجزاء من (ملحمة جلجامش) الشعرية كان قد تمت سرقته من العراق عام 1991 .

وأشار وزير الخارجية الى انه تم تسليم الاثار المعادة من الولايات المتحدة وبريطانيا الى وزير الثقافة موضحا ان استعادة هذه الاثار المهربة تمت بجهود مشتركة وهي انتصار ضد من يريد تشويه حضارة العراق. 

واضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الثقافة ان لوح جلجامش يحتوي على نقوش سومرية وقد تسلمته السفارة العراقية في واشنطن من متحف أمريكي اضافة الى قطعة اثرية عبارة عن لوحة سومرية من جنوب العراق تسلمتها سفارة العراق في لندن من الحكومة البريطانية.

واعتبر وزير الخارجية العراقي أن "هذا العام هو عام الدبلوماسية الثقافية لافتاً إلى أن الوزارة استطاعت استرداد أكثر من 17 ألف قطعة أثرية.. موضحا ان ملف استرداد الاثار المهربة تم بعمل جاد مع الجهات المعنية مبينا انه تم استرداد 17919 قطعة اثرية من الولايات المتحدة وبريطانيا وايطاليا وهولندا واليابان. ومن جهته اكد وزير الثقافة أن "العراق أنجز أكبر عمليتي استرداد للآثار خلال 4 أشهر موضحا ان بلاده ستشهد استرداد قطع أثرية أخرى مستقبلاً .

يذكر أنَّ لوح حلم جلجامش هو "لوح طيني" تجاوز عمره 3500 عام، حيث يحتوي على نقوش باللغة السومرية لأجزاء من "ملحمة جلجامش" الشعرية، تمت سرقته من العراق 1991 وتم التداول به في المزادات العالمية.

وفي العام 2007 تم إدخاله إلى سوق الفن الأمريكي، فيما صادرته وزارة العدل الأميركية العام 2019.

وكانت واشنطن قد شهدت في 24 سيتمبر الماضي احتفالا لمناسبة استعادة هذا اللّوح الأثري المصنوع من الطين والمكتوب عليه بالمسمارية جزء من "ملحمة جلجامش" التي تُعتبر أحد أقدم الأعمال الأدبية للبشرية وتروي مغامرات أحد الملوك الأقوياء لبلاد ما بين النهرين في سعيه إلى الخلود، ورغم صغر حجمه، فإنّ قيمة هذا اللوح الأثري هائلة وقد تم تسليمه رسميا خلال ذلك الحفل الذي أُقيم في معهد سميثسونيان في العاصمة الأمريكية واشنطن.

ومن جانبها قالت أودري أزولاي المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) "أثرت ملحمة جلجامش على الديانات التوحيدية الكبرى وتركت آثارا على الإلياذة والأوديسة".

وأضافت أن "ملحمة جلجامش تخبرنا بما لدينا من قواسم مشتركة" واستردادها يمثل "انتصاراً كبيراً على أولئك الذين يشوّهون التراث"، مؤكدة على أن "استعادة هذه القطعة الأثرية ستتيح للشعب العراقي إعادة التواصل مع صفحة من تاريخهم".

وقال كينيث بولايت المسؤول البارز في وزارة العدل الأميركية إن "إعادته إلى الوطن هي في حد ذاتها قصة ملحمية".

ووفقاً للسلطات الأميركية فإنّ هذا الكنز الأثري سُرق من متحف عراقي في 1991 إبّان حرب الخليج الأولى ثم اشتراه في 2003 تاجر أعمال فنيّة أميركي من أسرة أردنية تقيم في لندن وشحنه إلى الولايات المتحدة من دون أن يصرّح للجمارك الأميركية عن طبيعة الشحنة.

وبعد وصول اللوح إلى الولايات المتّحدة باعه التاجر عام 2007 لتجّار آخرين مقابل 50 ألف دولار وبشهادة منشأ مزوّرة.

وفي عام 2014 عام اشترت هذا اللوح بسعر 1,67 مليون دولار أسرة غرين التي تملك سلسلة متاجر "هوبي لوبي" والمعروفة بنشاطها المسيحي وذلك بقصد عرضه في متحف الكتّاب المقدس في واشنطن.

لكنه في عام 2017 أعرب أحد أمناء المتحف عن قلقه بشأن مصدر اللوح بعدما تبيّن له أنّ المستندات التي أُبرزت خلال عملية شرائه لم تكن مكتملة.

وفي أيلول سبتمبر 2019 صادرت السلطات الأميركية هذه القطعة الأثرية إلى أنّ صادق قاضٍ فيدرالي في نهاية يوليو على إعادتها إلى العراق.

وفي يوليو الماضي أعادت الولايات المتحدة إلى العراق 17 ألف قطعة أثرية يرجع تاريخ غالبيتها إلى أربعة آلاف سنة ولا سيما إلى الحضارة السومرية، إحدى أقدم الحضارات في بلاد ما بين النهرين.

وعانت الكنوز الأثرية العراقية من الإهمال والتدمير والنهب خلال الحروب التي عصفت بالبلاد في العقود الماضية، ولا سيّما في المرحلة التي أعقبت الغزو الأميركي للعراق عام 2003.

ووصفت اليونسكو إعادة اللوح، إلى جانب 17000 قطعة أثرية أخرى إلى العراق بأنه "انتصار مهم في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية".

واشارت الى إن "سرقة القطع الأثرية القديمة والاتجار غير المشروع بها ما زال مصدر تمويل رئيسي للجماعات الإرهابية وغيرها من منظمات الجريمة المنظمة".

وأضافت أنه عندما سيطر داعش على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا خلال الفترة من 2014 وحتى 2019 تعرضت المواقع الأثرية والمتاحف العراقية للنهب بشكل منهجي.

وتعد ملحمة جلجامش أقدم قصيدة ملحمية معترف بها، إذ يشير علماء الآثار إلى أنها كُتبت قبل ملحمة هوميروس الأوديسة، التي كُتبت قبل ألف وخمسمائة عام وتعود إلى العهد الروماني.

وكانت هذه القطعة النادرة، التي كُتبت بالخط المسماري الأكادي، قد اُشتريت لتعرض في متحف الكتاب المقدس في العاصمة الأميركية واشنطن.

وهي واحدة من قطع أثرية قديمة من العراق والشرق الأوسط جمعها الملياردير ديفيد غرين، صاحب سلسلة متاجر مجموعة هوبي لوبي.

لكن وزارة العدل الأميركية استولت على المتحف عام 2019 بعد عامين من افتتاحه عندما قضت محكمة أميركية اتحادية بتسليم القطعة الأثرية النادرة إلى السلطات.

وتقول اليونسكو ان عملية استعادة هذه القطعة الأثرية القيمة بأنها تتويج لعقود من التعاون بين دول مثل الولايات المتحدة والعراق وكليهما من الدول الموقعة على اتفاقية اليونسكو لعام 1970، والتي تزود البلدان بالإطار القانوني والعملي لمنع الاتجار غير المشروع، ولضمان التأكد من إرجاع العناصر المنهوبة إلى مكانها الصحيح.

كما ترمز عودة لوح جلجامش إلى الحشد الدولي الأوسع من قبل الدول والمنظمات مثل اليونسكو إلى منع التجارة غير المشروعة في القطع الأثرية القديمة والتصدي لها.








اعلان