29 - 03 - 2024

مشاركة عالمية.. في الجلسة الافتتاحية للدورة 16 للملتقى العالمي للتصوف

مشاركة عالمية.. في الجلسة الافتتاحية للدورة 16 للملتقى العالمي للتصوف

انطلق فعاليات الدورة السادسة عشر للملتقى العالمي للتصوف الذي يعقد هذه السنة تحت شعار: «التصوف والقيم الإنسانية: من المحلية إلى الكونية"، تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وبمشاركة دولية لعلماء وأكاديميين ومبدعين.


افتتحت اشغال الجلسة الافتتاحية بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم من طرف المقرئ سعيد مسلم، وبعد ذلك وقف  الحاضرون  للاستماع للنشيد الوطني، ثم قدم الدكتور عبد الصمد غازي، كلمة اللجنة المنظمة، التي ابرز فيها اهم المحطات التي مر منها الملتقى العالمي للتصوف منذ انطلاقته، ودوره الاشعاعي العلمي سواء على الصعيد الوطني او العالمي.


وقدم مدير الملتقى الدكتور منير القادري، في بداية كلمته الافتتاحية، التهاني لسائر الأمة الإسلامية بحلول ذكرى المولد النبوي الشريف، مشيرا الى أن الملتقى يشكل مناسبة علمية وأكاديمية يستحضر فيها الهدي النبوي باعتباره حاملا لجميع القيم الكونية والكمالات الإنسانية، واكد على أهمية موضوع  هذه الدورة  لراهنيته بسبب الصراعات والازمات التي تهدد الانسانية في حاضرها ومستقبلها وتَخْلُقُ قلقا وجوديا، مؤكدا أن بناء مستقبل أفضل للإنسانية يحتم علينا الانفتاح على الآخر والتواصل معه من خلال الرجوع إلى القيم الروحية والأخلاقية للإسلام كحل واقعي يمكننا من تجاوز الحالة المرضية لحاضرنا طلبا لغد مشرق، لأنه يقوم على التوازن بين المادة والروح، وبين الدنيا والآخرة، وسلط الضوء على الجهود الكبيرة والمتميزة التي قدمها رجالات التصوف المغربي لترسيخ وتثبيت الرؤيا الإنسانية الكونية التي جعلت من التدين المغربي تدينا متسما بقيم الوسطية و الاعتدال في ظل ثقافة التسامح والانفتاح والتعايش.


وساهم الشيخ الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية سابقا و عضو هيئة كبار العلماء، في الجلسة الافتتاحية بكلمة بثت من مصر الشقيقة بتقنيات التواصل الحديثة، وابرز من خلالها أهمية شهر ربيع الأول الذي "نفرح فيه بمولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ونتذكر مدح المادحين فيه "ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء "، نتذكر قول الامام البوصيري رحمه الله "ابان مولده عن طيب عنصره يا طيب مبتدإ منه ومختتم""، كما عبر فضيلة الشيخ عن سعادته بالمشاركة في فعاليات الملتقى العالمي للتصوف، مضيفا ان شعار الملتقى "التصوف والقيم الانسانية"، يشير الى تخصص التصوف الاسلامي في تربية الروح والقلب والعقل وضبط السلوك الانساني.


وتميزت الجلسة الافتتاحية، بإلقاء كلمات بعدة لغات، من بينها مداخلة الدكتورة كورتني اروين من الولايات المتحدة الأمريكية، مستشارة مستقلة ومحامية، ومتخصصة في الدراسات الإسلامية وحقوق الإنسان،  الى جانب مداخلة المفكر الأممي "طاو شان"، الذي أبرز الحاجة الى القيم الروحية للتصدي للازمات الانسانية المعاصرة، كما تحدث الدكتور حكيم فضيل الادريسي، رئيس المجلس العلمي مرس السلطان بالدار البيضاء عن دلالات المولد النبوي.


وفي كلمته، أبرز فنان الراب العالمي عبد المالك، تجربته مع التصوف في الطريقة القادرية البودشيشية مؤكدا أن التربية الروحية التي يتلقاها في هذه الطريقة غيرت مجرى حياته ورفعت همته لمحبة الخير لكل العالم والسعي في ما ينفع البشرية جمعاء.


وقد تخللت هذه الكلمات  وصلات من بديع الانشاد والسماع للفرقة الوطنية الرسمية للطريقة القادرية البودشيشية  للسماع والمديح، كما تم عرض اشرطة عن انشطة القرية التضامنية في دوراتها السابقة، إضافة الى إبراز اهم محاور نسخة هذه السنة التي تنظم موازاة مع الملتقى العالمي للتصوف تحت شعار "الاقتصاد الاجتماعي وتحديات الاقلاع الاقتصادي في قلب النموذج التنموي الجديد"، واختتمت الجلسة الافتتاحية برفع الدعاء الصالح  بأن يحفظ الله تعالى الملك محمد السادس والشعب المغربي والمسلمين والبشرية جمعاء.


ويذكر أنه اعتبارا للظرفية الاستثنائية التي يعيشها العالم المتمثلة في جائحة كورونا (كوفيد 19)، وانسجاما مع التدابير الاحترازية المتخذة، فقد تقرر تنظيم بعض فعاليات هذه الدورة  حضوريا على أن يتم تنظيم باقي الفعاليات عن بعد (افتراضيا) عبر وسائط التواصل الاجتماعي، وذلك في الفترة ما بين 11 إلى 15 ربيع الأول 1443هـ الموافق ل 18 إلى 22 اكتوبر 2021م.






اعلان