19 - 04 - 2024

«الموت للعرب».. عنصرية الاحتلال تدنس باب العامود

«الموت للعرب».. عنصرية الاحتلال تدنس باب العامود

على عزف الموسيقى، تجمّع آلاف المتطرفين اليهود وتحركوا صوب منطقة باب العامود في القدس المحتلة، منهم من رفع علم الكيان الصهيوني، وآخرون يرقصون منشدين أغنيات، فيما تلوح آيادي حفنة ثالثة بأسلحة آلية وسط صورة استفزازية، لا للفلسطينيين فحسب، بل لكل الشعوب العربية والإسلامية، في محاولة بائسة لاستعادة ما تبعثر من كرامتهم، جراء الرد الرادع من الفصائل الفلسطينية، قبل 11 مايو 2021، على قصفهم غزة، وفشل تصدي قبتهم الحديدية لصواريخ المقاومة.

مسيرة ما يسمى بالأعلام الإسرائيلية تلك، التي باركتها حكومة بينيت، غير المختلف عن أن سياستها تجاه الفلسطينيين خاصة والعرب بشكل عام، ستعد استمرارا لحقبة بنيامين نتنياهو الذي مكث في السلطة 12 عامًا كرّس جهوده خلالها لغرس الصهيونية ومحاولة تهويد القدس وتوسيع الاستيطان وخنق قطاع غزة، وخوض معركة وجود لإسرائيل، بحسب آخر تعبيراته قبل الإطاحة به، أكدت تلك المسيرة البغض الحقيقي والحقد الدفين الذي يُكنّه الشبان اليهود المتطرفون تجاه العرب بمن فيهم الفلسطينيون وقضيتهم، لا سيما ما ظهر للعيان، عبر هتاف مئاتهم وهم يقفزون ويلوحون بقبضاتهم في الهواء "الموت للعرب!" و"لتحترق قريتكم!"، بحسب ما نقلت وكالة الأسوشيتيد برس.

إغلاق شرطة الاحتلال المنطقة ونشر أكثر من ألفي جندي إسرائيلي، وتعزيز نشر قبتهم الحديدية وتغيير مسار الطيران المدني، كل ذلك وغيره من الإجراءات المشددة، يعني أن قوة الردع كانت حاضرة في اتخاذ القرارات لدى الاحتلال، التي عمدت إلى إبعاد ما يسمى مسيرة الأعلام عن باحات المسجد الأقصى المبارك، وعملت على تغيير مسارها، في إشارة أخرى على أن معركة سيف القدس نجحت في فرض قواعد اشتباك جديدة، يتحسب لها الكيان الصهيوني.

ولا يمكن تناسي التظاهرات الحاشدة التي خرجت في مناطق مختلفة من قطاع غزة، تزامنًا مع مسيرة الأعلام الصهيونية، احتجاجا على تنظيمها ودفاعًا عن القدس، استمرارًا لترسيخ التئام الشعب الفلسطيني كله ميدانيًا في مواجهة العدوان الإسرائيلي، ولا يبقى له إلا توحده سياسيًا، الأمر الذي لن يتأتى إلا عبر إنهاء الانقسام ولم الشمل، واستغلال الجهود المضنية التي تبذلها مصر من أجل إتمام المصالحة.

وعود إلى بدء، فإن إدانة وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد عبر تويتر، وإن كانت شكلية، بأن من يرددون شعارات عنصرية في مسيرة الأعلام هم "عار على شعب إسرائيل"، وأن من يُعد العلم الإسرائيلي بالنسبة لهم رمزًا للكراهية أمر بغيض، ما هي إلا اعتراف بعنصرية الصهاينة الذين دنست أقدامهم باب العامود في القدس المحتلة.
--------------------------
بقلم: عزت سلامة العاصي

مقالات اخرى للكاتب

«العصفور المفترس».. هل أدرك المحتل حجمه؟





اعلان