مناشدة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل لدعم النادي وحل الازمة
تساؤلات وعلامات تعجب تحيط بما يجرى لنادى القاهرة العريق، والتي تجعل أعرق الاندية الرياضية في مصر معرضا للانهيار؟! فمحافظة القاهرة تمنع أعمال الحفر لإدخال الغاز الطبيعي للنادي، بحجة أن أرضه ملكية عامة رغم أن أغلب أراضي أندية مصر ملكية عامة ومنها النادي الأهلي؛ ملايين الجنيهات يتحملها النادي بسبب استخدام السولار لتشغيل الحمامات؛ وأبطال النادي المشاركون في أوليمبياد طوكيو معرضون لعدم السفر بسبب عدم صلاحية أماكن التدريب.
وزير الشباب والرياضية د. أشرف صبحي دعم النادي كثيرا، ولكنه وقف صامتا أمام تعنت وبيروقراطية رئيس حي غرب القاهرة الأسبق ومحافظة القاهرة! أما لجنة الشباب والرياضة التي أدارت النادي بعد إيقاف مجلس الادارة فقد استلمت النادي وبحسابه مبلغ كبير، وتركته وبه مبالغ صغيرة، وهو ما أدى إلى جعل النادي يواجه شبح الافلاس ولا يستطيع دفع أجور العاملين والمدربين التي تصل لنصف مليون جنيه شهريا.
ويعد نادي القاهرة الرياضي الموجود بميدان أحمد ماهر بالجزيرة من أعرق وأقدم الأندية الرياضية في مصر، بدأت فكرة إقامته عام 1935 م، حين اتفق البطل المصري العالمي فريد سميكة مع على حسن مؤسس وصاحب مدينه ملاهى كان موقعها بأرض الجزيرة على إقامه حمامات سباحه مزوده بأبراج غطس للإعداد لأولمبياد 1936 م وبعدين أضيفت إليه مساحات من الحديقه شرقاً و غرباً و شمالاً، وقدم لأول مرة في تاريخ مشاركات مصر بالألعاب الأوليمبية أول أبطال في الغطس والسباحة والألعاب المائية.
وتم فتح باب الاشتراك فى نادى القاهره الرياضى للأفراد عام 1945 وإنشاء أول ملعب بادل تنس عام 1947 وأول ملعب تنس، وبانتهاء الحرب العالمية الثانية أسرعت الحكومة بإقامة سور خشبى حول الحديقه لتحديد ملكيه الحمام، وفى عام 1952 تركت اللجنة الأهلية حمام السباحة وسلمت النادي ومرافقه إلى بلديه القاهرة (المحافظه حالياً) فتولت إداره النادي اللجنة الرياضية بالبلدية وانضم عدد كبير من العاملين بها إلى الحمام، فأطلق عليه نادى البلدية
وفى عام 1955 تشكل أول مجلس إداره للنادى من رئيس البلدية وأتسعت رقعة النادى، وحلت محافظة القاهرة محل البلدية، وعقدت أول جمعية تأسيسية للنادى انبثق عنها أول مجلس إدارة يضم عدداً من أعضاء النادى من غير العاملين بالمحافظة وتم استخراج ترخيص جديد باسم "نادى القاهرة الرياضي"، وفى عام 1968 صدر قرار المحافظ بتشكيل مجلس إدارة من غير العاملين بالمحافظة، وبدأ تنظيم العضوية وتنظيم سجلات خاصة بالنادى، وبقى النادى رحما ينجب أبطال الجمباز والغطس على مستوى الجمهورية، وأهدى مصر كتيرا من الأبطال على المستوى المحلي والعالمي والأولمبي في الرياضات المختلفة.
ولعل اللاعب فريد سميكه مؤسس النادي هو رمز لتاريخ وعراقة نادي القاهرة الرياضي، فالذي لا تعرفه الأجيال أن فريد سميكة (12 يونيه 1907 - 11 سبتمبر 1943) بطل الغطس المصرى، أول رياضى مصرى يحصل على الميدالية الفضية والبرونزية فى العاب أولمبية فى الغطس، فقد حصل على ميداليتين فى دورة واحدة حيث فاز بفضية السلم الثابت وبرونزية السلم المتحرك فى دورة الالعاب الأوليمبية 1928 والتي أقيمت فى امستردام بهولندا، وفى سنة 1932 فاز سميكة ببطولة العالم للغطس واعتزل عام 1935 وعمل مدرب لمنتخب مصر الأوليمبى فى الغطس الذي شارك فى دورة برلين عام 1936.. ثم شارك بالتمثيل في عدد من أفلام هوليوود كبديل فى أفلام طرزان مع جوني ويسمولر وفى فيلم "ما وراء البحار" وفي أفلام وثائقية مع شركة مترو جولدن ماير، قبل أن يصبح طيارا فى الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية التانية، وسقطت طائرته سنة 1943 داخل غابات ماكاسار فى اندونيسيا فى غارات للجيش الامريكي على القوات اليابانية وقتل في الحادث، ومنح بعد وفاته صليب الطيران الفخرى وله شارع باسمه فى منطقة مصر الجديدة.
بدأت المشكلة حينما حصل مجلس إدارة النادي علي موافقة المهندس عبدالله غراب وزير البترول الأسبق علي إدخال الغاز الطبيعي لتوفير الملايين التي تصرف علي السولار الذي يتم استخدامه في تسخين وتشغيل حمامات السباحة، ومنذ ذلك الوقت تسعي إدارة النادي للحصول علي موافقة حي غرب القاهرة للبدء في أعمال الحفر لإدخال الغاز الطبيعي ولكن دون فائدة، فقد ترك رئيس حي غرب القاهرة الأسبق الطلب مركونا لسنوات، ومنذ ذلك التاريخ تسعى إدارة النادي لحل المشكلة وتتردد علي كل قيادات المحافظة، كما حاولت مقابلة محافظ القاهرة وطلبت تحديد موعد للمقابلة أكثر من مرة دون فائدة؛ حتي جاء رد أحد المسؤولين عن المحافظة شفويا أن أرض النادي ملكية دولة وليس من حقه تنفيذ أعمال الحفر.
هل هذا يعقل يا سيادة الرئيس وهل هذا مبرر؛ فأرض النادي الأهلي ملك الدولة ومؤجرة من المحافظة، ففي نهاية فترة حكم الرئيس مبارك وقبل ثورة 25 يناير اعترض آخر رئيس مجلس محلي لمحافظة القاهرة ووكيل لجنة الاسكان (وكان وقتها المهندس هشام عبداللطيف بلطيه ابن وزير القوي العاملة ورئيس اتحاد عمال مصر الأسبق) علي ضعف الإيجار الذي يدفعه النادي الأهلي لمحافظة القاهرة، وكذلك فتح محلات داخل النادي وخارجه، فهمس في أذنه أحد الاعضاء: بلاش تخش في صدام علشان علاء مبارك أهلاوي ؛ فاصر علي موقفه ومع ذلك لم تستطع المحافظة وقف أي انشاءات للنادي الأهلي، كذلك نادي الجزيرة سبورتنج والزمالك وغيرها من الأندية العريقة،فاغلب أرضها ملك الدولة وحق انتفاع.
ثم تأتي الطامة الكبرى، بعد تقدم أحد الاعضاء بشكوي ضد مجلس ادارة النادى لأنه وافق على تحصيل مبلغ ثلثمائة جنيه مع تجديد الاشتراك السنوي؛ فقرر وزير الشباب والرياضة د. أشرف صبحي إحالة الشكوي والمخالفات إلي النيابة العامة، وبعد شهور من التحقيقات وفحص الأوراق والمستندات وتقرير لجنة الوزارة، حفظت النيابة العامة التحقيق لعدم وجود مخالفة، لكن المشكلة ان لجنة وزارة الشباب والرياضة التي تولت ادارة النادي في هذه الفترة قامت بتطبيق الزيادة علي الاشتراك السنوي باكثر من 300 جنيه واستلمت خزينة النادي وبها اكثر من مليون جنيه وتركتها وبها عدة آلاف، ولا أحد يجرؤ علي السؤال أين صرفت هذه الأموال؛ وزاد الطين بلة أن الشريط الخاص بجهاز التدريب الموجود بأكبر صالة جمباز في الشرق الاوسط قطع، وأصبح الجهاز غير صالح للتدريب عليه، وللأسف فإن لاعبي نادي القاهرة الذين تأهل بعضهم للاشتراك في أوليمبياد طوكيو القادم لا يستطيعون التدريب وأصبحوا مهددين بعدم المشاركة وهم: أشرقت شريف وأمنة ايهاب وفرح وافي بطلات مصر وأفريقيا في الترامبولين.
أمأ بطلات نادي القاهرة الرياضي في السباحة ومنهن بطلات افريقيا، كنزي السباعي بطلة سباحة مواليد 2006 أول الجمهورية والقاهرة في سباقات ٥٠ و١٠٠ و٢٠٠ باك على مدار ٣ سنين ومحطمة الرقم القياسي في بطولة القاهرة سباق ٥٠ متر باك مرحلة ١٣ سنة الذي لم يتحطم منذ أكثر من 16 سنة، وروان هشام بطلة الجمهورية في السباحة مواليد 2001 والحاصلة على كأس أحسن سباحة في بطولات القاهرة والجمهورية عدة مرات، فهن أيضا مهددات بعدم الاستمرار، فتكلفة السولار والدعم لحمامات السباحة بالنادي ملايين الجنيهات وخزينة النادي خاوية ومرتبات العاملين والمدربين شهريا لا تقل عن نصف مليون جنيه، فمن أين لإدارة النادي كل هذه المصروفات وكيف يستكمل لاعبوه المشاركون في أوليمبياد طوكيو رحلتهم نحو العالمية لرفع علم مصر أمام العالم؛ للأسف أن كل ذلك يحدث رغم الجهود الكبيرة التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي لدعم الرياضة والرياضيين؛ فهل يعقل أن يطيح الروتين والبيروقراطية بأعرق الأندية الرياضية في مصر.
الغريب أننا حاولنا التواصل مع المهندس عمرو حسونة رئيس النادي لعرض وجهة نظره فلم نوفق؛ وكان الرد أن الوزير أشرف صبحي دعم النادي كثيرا؛ فهل يتدخل الرئيس عبدالفتاح السيسي لإنقاذ واحد من أعرق الاندية الرياضية في مصر، ومحاسبة المتسبب في الحالة التي وصل اليها النادي سواء كان من الشباب والرياضة او محافظة القاهرة والموافقة علي البدء في أعمال الحفر لإدخال الغاز للنادي ودعمه ماديا بعد أصبحت خزينته خاوية وأصبح أبطاله في الرياضات المختلفة في مهب الريح.