09 - 07 - 2025

الداعية عبده الجوايدى: تجديد الخطاب الديني يحتاج روحا صافية نقية

الداعية عبده الجوايدى: تجديد الخطاب الديني يحتاج روحا صافية نقية

في  تصريحات خاصة للداعية الإسلامي المقيم بدولة الكويت الدكتور عبده الجوايدي، تحدث عن تجديد الخطاب الديني،ومفاهيمه ومعاييره ومقاصده وثمرته

وقال الجوايدي للمشهد "جاء الخطاب بمفهومه الشمولى وهو عبارة عن فكر أو تصور تعبيرى من خلال عدة وسائل وربما البعض يظن أنه مخصوص بالدعاة وأئمة المساجد والوعاظ لكنه جاء لأبعد من هذا مع تنوع الأسلوب في العرض، خطاب له مفاهيمه ومعاييره ومقاصده وثمرته، ومايهمنا هو النقلة من الحسن الى الأحسن وصولا إلى بذل المشاركة البناءة في ظل البناء والتسامح والترابط والمودة والمحبة بين كل الناس  تحت مظلة﴿ إِنَّ هَـذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ٩٢﴾ سورة الانبياء

 وفى دائرة ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ١٤٣﴾ سورة البقرة

وأستطرد قائلآ : لعلك تدركين مفهوم الحديث الذ ى رواه الحاكم برواة ثقات ووافقه الذهبى  فقال عليه الصلاة والسلام (إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب الخلق فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم) وكذلك في سنن أبى داود والبيهقى عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم قال (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها )

والتجديد يقوم على الإصلاح والتفاعل بين الناس فى اتباع الهدى المحمدى لما له من قامة وقيمة تاريخية مع صريح الثوابت القرآنية التى تخدم البشرية قاطبة في كل مناحى الحياة من عقيدة راسخة مع توازن بنية التعامل بين الدين والدنيا في علوم شتى كعلم الفقه المعاصر بما يسمى بفقه النوازل كحال الأمراض والفيروسات ومانعايشه مع (جائجة كورونا العالم أجمع)

واضاف، ان علم الطب والفلك والهندسة وعلم البحار والأنهار والزراعة والصناعة والإنتاج الثقافى المتنوع والأدبى الفنى الرصين كلها في حاجة ماسة الى تجديد الخطاب لتحسين مايمكن تحسينه للنفع العام في الدواء والغذاء وتطوير مسيرة التقدم العلمى مع مجريات كل جديد ومفيد تمشيا مع الأحداث الراهنة مع مراعاة مصالح الجميع  وما أروع هدى النبى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولاتنفروا ) رواه البخارى عن أنس رضى الله عنه ،ولاسيما وصول الخطاب لكل الفئات والطبقات والطوائف مايناسب الفكر والحال والمستوى وانا نرى المجتمع الاوروبى يجدد خطابه بمفهومه حسب قواعد تقدم لكل الطبقات لاجل وفرة الانتاج العلمى في مناحى الحياة بأسلوب هو يعرفه في التعامل  مع قديم قوانينهم  الوضعية التى تخدمهم

وأوضح الجوايدي، ان التجديد لايعنى اغلاق العقول وحبس الاقلام وطوى الأوراق بل جاء ليرسخ  إحياء الثوابت القرآنية والتعاليم الربانية والتوجيهات النبوية فيزيد في رصيد الأمة رفعا ومجدا وعلما وعملا وخلقا بلا إفراط ولاتفريط، فالذى يهمنا هو الهدف الواضح في هذا التجديد المفيد فيكون صفحة مستقبلية للأجيال القادمة ومن ثم يسعدنى التنويه على بعض مقاصد هذا الخطاب المتجدد منها:- مايلى  

أولا:- تنوير العقول والأفهام وسلامتها من تخبط الفكر المتطرف والإرهاب المسيىء للفطرة السليمة التى فطر الناس عليها

ثانيا :- معالجة الأفكار الهدامة بكافة الصور ودعم المفاهيم المستنيرة وتقويتها والوقوف بجانبها وإبرازها للناس صوتا ورؤية كل في مايخصه

ثالثا :- مسؤلية العلماء والدعاة والأدباء والكتاب  في العرض والطرح بأسلوب سهل هادف للجميع بلاتعقيدوتعسف عملا بقول النبى عليه الصلاة والسلام ( انما بعثم ميسرين ولم تبعثوا معسرين )البخارى عن أبى هريرة رضى الله عنه 

رابعا :- طرح تجديد الخطاب وفق منهجية راسخة وعلمية صادقة لتصل إلى العقل والقلب بأمانة وحكمة وروية

خامسا :-الصبر على إتيان العاقبة المثمرة فمراحل البناء تحتاج إلى تعب ومشقة وثبات واصطبار وبصيرة

سادسا :-لامانع من تكرار التجديد والمخاطبة بين الحين والاخر كلما سنحت الفرصة فالتكرار يولد في النفس الطاقة الايجابية في التعامل  مع الآخرين وقت الحاجة اليه

سابعا :-صفة المجدد وتحليه بمكارم الأخلاق والتواضع وتحمل المتاعب فلا ملل ولا كلل ولاضجر ولا سآمة وهذا يعد من اهم العوامل والمقاصد في نجاح تجديد الخطاب 

ثامنا :- ينبغى على المجدد الجمع بين الحكمة والعلم والتنوير بأبسط أسلوب وأدق مفهوم مع الاستخارة والاستشارة البناءة

تاسعا :-إخماد وغلق طرق الفتنة ونبذ التفرقة بين الطوائف  فلا مكان للفوضى الطائفية والمذهبية والحزبية في وطن جعله الله أمانة في يد كل مواطن ، فتجديد الخطاب لايحتمل النزاع والشقاق والخصومة في الوطن الواحد فحق المواطنة للجميع في ظل الطريق المستقيم ﴿وَأَنَّ هـذا صِراطي مُستَقيمًا فَاتَّبِعوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبيلِهِ ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَتَّقونَ ١٥٣﴾ سورة الأنعام

عاشرا :- توظيف التجديد في الخطاب القائم على البناء  من أجل مستقبل الشباب المنتج والمحب لوطنه ولابد من التوازن في كل الأحوال والأمور مع عدم التمييز في الجنس واللون والمعتقد والعائلة او القبيلة ((كلكم لآدم وآدم من تراب000))رواه أبو داود في كتاب الأدب باب التفاخر بالأنساب

الحادى عشر :- إبراز القيم التربوية بصفاء الروح وروح التعامل الحسن القائم على منهجية أئمة التصوف الحقيقية

منذ ظهوره والذين أرسوا قواعده في خطاب معتدل ومتجدد على درب  من  التسامح والمحبة في سفينة واحدة، فالمجدد لابد له من روح صافية نقية يقدر الجميع ويسعى لحاجاتهم بنظرة الحب والمودة