28 - 03 - 2024

يوميات من على خط النار في غزة.. الليل والنوم في زمن الحرب

يوميات من على خط النار في غزة.. الليل والنوم في زمن الحرب

كعك الحرب/العيد

فلسطين، غزة، خانيونس القرارة - 29 رمضان، 11 مايو 2021

منذ حوالي 10 سنوات لم يدخل الكعك بيتي، مرض ابني غسان في 2012 وتوفى في 2016، بعد أن حضر حرب 2014 ، بوفاة غسان انقطع بيتنا عن كثير من مباهج الدنيا، من بينها الكعك؟ قد يكون هذا التصرف بحكم العادات والتقاليد، لكن هذا ما حدث

بالأمس عصرا، وقبل أن تدق الحرب طبولها وترسل موتها ونارها وقذائفها، اشترينا حوائج الكعك. يجب ان نعمل كعك خاصة وأن لنا كنة من حقها أن تفرح وعندنا سارة بنت غسان بتحب الحلويات مثل أبيها.

الأخبار اليوم سيئة والوضع أكثر توترا ومؤلم، فديو الولد وهو يودع ابيه على ابواب العيد ويشير له بيده "مع السلامة يا بابا" يقطع نياط القلب المقطعة اصلا؟!

وخبر قصف شقة في برج الجندي المجهول مؤشر على تصعيد جديد، وأصوات الطائرات والزنانات والقصف، كل هذا يزيد من التوتر والترقب والخوف من القادم، بعد أن كان هناك أملا في الليل في الوصول إلى وقف للحرب من خلال الجهود المصرية والاوروبية، لكن من الواضح أن الجولة مازالت في بداياتها وهي مفتوحة على كل الاحتمالات؟!

لذلك لابد من مواصلة الحياة والصمود، هذا قدرنا ، لازم نعمل الكعكات، رطل من الدقيق وكيلو سميد وحوائج الكعك، أم غسان وكنتها يواجهون الموت بالحياة، ويبعثون برسالة إلى أعداء الأطفال والحياة بأننا مصممون على البقاء والاستمرار والوصول إلى يوم العيد لنفطر فسيخ ورنجة ونشرب شاي مع كعك العيد؟!

لكنه كعك بطعم الحرب، بطعم الموت، بطعم الحزن، هل سنكمل عمل الكعكات ونأكل منها أم سيفاجئنا كوخافي، رئيس أركان القتل، بموت طائراته الاحمر والاسود. نعم، قد تخيفنا لكنك لن تستطيع ان تقتل حب الحياة في قلوبنا وتشبثنا بالأمل وعشقنا للوطن. صامدون.

الليل زمن الحرب

(فلسطين، غزة، القرارة  12 - مايو 2021)

نودع نهارا آخر ليأتي ليل ثقيل، الليل غليظ في زمن الحرب، موحش ومتعب ، هواجسه كثيرة .

يبدأ الليل مبكرا في زمن الحرب، يبدأ قبل العتمة خاصة في المناطق الشرقية من قطاع غزة، ساحة القتال المتواصل، قصف ورقع متواصل، طائرات وزنانات وقصف مدفعي وآخر صاروخي ، الشوارع فارغة من الناس والأخبار تتوالى 

هددوا برج الشروق، دمروا برج الشروق، سقط برج الشروق متكوما على نفسه وسقطت معه آلاف القلوب الحزينة والذكريات والحنين والأشواق لجلسة الأصدقاء والزملاء والأحباب.

ينتظر الشباب الساعة السادسة وآخرون ينتظرون الساعة التاسعة التي تحمل في غزة اسم البهاء، يحمل الشباب جولاتهم ويركزون أبصارهم إلى أعلى لعلهم يحظون بصورة للصواريخ الطائرة ولرشقات القبة الحديدية التي تعانق بعض هذه الصواريخ في السماء لتزين سماء غزة بأشكال فوانيس العيد المختلفة

يرتفع اذان العشاء، نبدأ الصلاة في جماعة داخل البيت، فجأة ينطلق أحد الصواريخ الثقيلة ليمر من فوق رؤوسنا، هكذا نتخيله.

يهرب ابني من الصلاة ويسحب معه زوجته ثم نلحق به، لنحتمي بين جدران الممر الداخلي في البيت، أفسدت علينا الصلاة يا صاروخ وأرعبتنا يا ولد دون داع؟!

نذهب إلى الشبابيك لنراقب السماء والصواريخ والطائرات من جديد، ثم نعود مرة اخرى إلى صلاتنا، هل أحسسنا الخشوع في الصلاة؟! لا خشوع زمن الحرب.

الليلة ما زالت بأولها، في هذه اللحظة صوت قصف، هل صاروخ أم مدفعية، صاروخ صديق أم عدو، تتداخل الامور عليك، ليس من السهل التفريق، نحن في ساحة حرب لكننا ليس خبراء فيها.

في الصباح قصفوا مراكز الشرطة في عدد من مدن القطاع، وفي المساء دمروا منطقة السرايا وخربوا الشوارع... يجمع الكثير أن القصف تقوم به طائرات اقوى من الـ F16 البعض يقول أن سربا من F35 هو من يقصف غزة من على بعد، من فوق الخليل، معقول؟!

غدا الخميس أول ايام عيد الفطر، لم أستطع أن استقبل التهاني من الأصدقاء، ولا أملك أن أرسل لأحدهم تهنئة، كيف سيكون يوم غد، لا نعرف كيف ستكون الليلة حتى نعرف كيف سيكون الغد!

غانتس يهددنا بأن يحرمنا من العيد، يستطيع ذلك من خلال طائراته وغربانه وقذائفه، القوي عايب ، لكنك يا غانتس لن تستطيع أن تحرمنا من التشبث بالحياة والأمل، فهذا سر وجودنا واحد أسباب قوتنا ، سنواصل الحياة وتقضي الليلة على خير ونكون غدا أيضا بخير غصب عن غانس وكوفاخي ونتنياهو كمان. صامدون

النوم زمن الحرب 

فلسطين، غزة، القرارة  13 - مايو 2021، أول ايام عيد الحرب/ الفطر

لا مواعيد للنوم زمن الحرب ، تتاخر متعمدا في الذهاب الى الفراش ، تواصل تقليب صفحات الانترنت، تبحث عن لا شيء

شائعات متناقضة عن محاولات أمريكية أوروبية مصرية لعقد هدنة تبدأ الثانية عشرة منتصف الليل أو الثانية صباحا، لتفرج اسرائيل عن النوم الهارب من قصفها؟!

ينفي آخرون هذه الأنباء ويؤكدون أن نتنياهو مستمر في حربه البربرية وفي ملاحقته للنوم في رؤوسنا.

لم يبق شيء في الفيس لم تتصفحه، لكن الطائرات ما زالت تحوم بكثافة والزنانات تواصل زنها المعهود، متى ستنقلع هذه الطائرات من سمائنا، متى ستغادرنا لعلنا نستطيع أن نغفو سويعات قليلة 

رأسي تلف وأعصابي متعبة، أنا بحاجة للنوم، اذن لنحاول ، تدفن راسك في المخدة وتغطيها، تحاول أن تبعد هدير الطائرات وصوت الزنانات عن رأسك، عبثا تحاول يا رأسي!

ترتفع الأصوات أكثر ويزداد عدد الطائرات التي تحلق على علو شاهق، أسراب من الطائرات تحوم فوق بيتي، فوق رأسي. 

تضطر أن تذهب إلى الحمام مرات عديدة ومتكررة، تنشط المثانة زمن الحرب، تلاحقك الطائرات إلى هناك، كما قال درويش "الطائراتُ تطير من غُرَفٍ مجاورةٍ الى الحمَّام، فاضطجعي على درجات هذا السُّلّم الحجريِّ"

تقرا كل الأوراد التي تحفظها وتجتهد في تكرارها، لعل وعسى تنزل السكينة على قلبك ، تسهو عينيك ويتسلل النعاس إلى رأسك وتبدأ الأحلام غير الواضحة تمر كخيوط بيضاء وسوداء من أمامك

فجأة صوت كالرعد أو أشد قوة يمر فوق بيتك، فوق راسك، صاروخ اثنين ثلاث، تلتصق بالفراش، وتقبض على المخدة بيديك وأسنانك، تصرخ زوجتك وتلتصق بك، لا تخافي كثيرا يا ابنتي.. تقفزان سويا من الفراش إلى ممر البيت، أمتار قليلة لعلها تكون أكثر أمانا. 

صاروخ آخر يضرب خلف البيت، تشتعل النيران، يرحل الجيران من البيوت القريبة من الحريق 

يهدأ القصف، تهرع إلى الفيسبوك لتعرف ماذا حدث في الدنيا ، قصف عشرات البيوت دون انذار مسبق ، دفن عائلات تحت الإنقاذ، الحمدلله تم إنقاذ المدفونين من تحت الأنقاض، تم إنقاذ 14 مواطنا من بينهم أطفال، الحمد لله استشهد الأب وابنه والزوج وزوجته والأم وطفلها، الموت زمن الحرب يكون جماعيا، ارتفع عدد الشهداء إلى 67 شهيدا

تم محو أكثر من 13 بيتا في لحظات شمال القطاع، الطائرات الحربية انجنت تواصل قصف بيوت المدنيين دون انذار، تقصف مفترقات الطرق الرئيسية، تم قصف منطقة السرايا وأبو خضرة بعنف شديد، البنك الوطني في الوسطى تم تسويته بالتراب، مبنى المالية تم تهديده بالقصف وتضاربت الأنباء هل تم قصفه أم لا 

ليلة سوداء يتخللها الخوف والرعب والتوجس من ناحية، وتكبيرات الشباب وهو يودع الصواريخ الصاعدة في اتجاه مدن الوطن البعيدة لعلها تشفي شيئا من غليلنا وخوفنا وتثأر لدمنا المراق..

من الصعب العودة من جديد إلى النوم ، النوم عزيز زمن الحرب

أَمنْ حَجَرٍ يقُدُّون النُعاسَ؟

أَمِنْ مزاميرٍ يصكُّون السلاحَ؟

تستيقظ من جديد على صوت الأذان مختلطا مع صوت تكبيرات عيد الفطر وقصف مدفعي أو بحري يأتي كالطبل من بعيد.... يوم جديد .... نواصل فيه الحياة والخوف والصمود

صباح عيد الحرب

فلسطين، غزة، القرارة - 13 مايو 2021

اول عيد لم نذهب فيه الي بيت العائلة، لن نزور غسان مع سارة هذا العيد، لن تنثر سارة القمح وتملأ الفخاريات بالماء على قبر غسان، ولن نزور الوالدة والآخت والجدة، سنقرأ على أرواحهم الفاتحة من بعيد

تعودنا ان نجتمع هناك في بيت العائلة، نحن الأخوة وأسرنا عند الوالد والوالدة رحمها الله، يستقبلنا الوالد بالكعك والقهوة والحلو، يوزع عيديته على كناينه واحفاده، كل واحدة لها مغلف من ورق فيه عيدية لها ولأبنائها، تم تجهيز المغلفات قبل شهر، ننطلق من هناك سويا لزيارة الرحم، من رفح جنوب قطاع غزة إلى بيت لاهيا شمال القطاع وما بينهما 

تفرح النساء بالعيدية كفرح الاطفال بها، أحفادي من بنتي ينتظروننا كل عيد، ينتظرون جدهم والعيدية 

سارة لا تهتم كثيرا بالعيدية، هي ليست بعيدة عن أبوها المرحوم غسان في ذلك، جمانة حفيدتي زعلانة كثير على العيد، طول السنة ونحن ننتظر هاليوم بييجو يخربوه في آخر لحظة، تقول جمانة بألم؟

في عيد الحرب هذا لن نذهب إلى الوالد ولن نزور الرحم وسنواصل انتظار القذائف وسماع القصف الذي لم يتوقف، سنجلس في بيوتنا حزانا، من الصعب أن نرد على رسائل المعايدة من الأصدقاء والأحباب، نحن لسنا بخير، سأتصل فقط ببنتي واحفادي وأخواتي، كان للماسينجر دور جميل في التواصل مع الأحباب

الجميع يؤكد على عدم الخروج، الشوارع فاضية وصامتة، كما تقول ابنتي من غزة، الموت لا يفرق بين المدنيين وغيرهم، بالأمس قتلت الطائرات امرأة وهي تشتري الفسيخ؟ 

في هذه اللحظة، صباح عيد الحرب 07:33 القصف يشتد بل ويقترب جدا، فلتعذرني قريباتي الاخريات، ما ليش نفس اتكلم!

زوجتي حزينة على فقد ابن أخيها، الشاب الجميل، بعد قليل سنتناول طعام الفطور، الفسيخ والرنجة، نعملها في البيت منذ بدء شهر رمضان، تأخرت زوجتي في إعداد الفطور، نفسيتها صعبة، الطيران يحوم في الجو على ارتفاعات عالية والزنانات لم تغادر سماءنا، تم قصف البنك الوطني في رفح صباحا، تم إخلاء عمارة الوليد 08:00 وبيت لعائلة الترك في غزة، خرجت الناس من البيوت المجاورة بعد تحذير بقصفها، عيد وقصف، باي قصف أتيت يا عيد؟!  هل يليق هذا الصباح بالعيد؟صامدون خلف هذا الجدار الأخير

عيد الحرب، مساء

فلسطين، غزة، القرارة - 13 مايو 2021

يأتي الليل محملا بالاشجان والأخبار، ثقيل ليل الحرب بل مكروه، لم يعد الليل يصلح للنوم زمن الحرب ، يأتي الليل مبكرا، من العصر أو قبل العصر تتوالى الأخبار

المقاومة تستهدف مطار ريمون في الجنوب بصاروخ عياش 250، تيمنا بالشهيد يحيى عياش، تضطر إسرائيل ان تغلق مطاراتها وكثير من شركات الطيران الدولية تلغي رحلاتها الجوية إلى إسرائيل ، أخبار عن استدعاء 9 آلاف جندي إسرائيلي من الاحتياط ليصل عدد الجنود الاحتياط الذين تم استدعائهم حتى الان إلى 16 ألف جندي، كما يقول الصحفي حسن اصليح

قصف مدفعي شديد على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، يتركز خاصة على الشجاعية والقرية البدوية شمال غزة، هناك تخوف من أن يكون هدف هذا القصف المركز والحشد لقوات الاحتياط والدبابات من أجل التحضير إلى معركة برية.

أنباء مبالغ فيها يتداولها نشطاء الفيس بوك عن رحيل السكان من شمال القطاع، هذه الطريقة من المبالغة ضارة وتخلق بلبلة في المجتمع، يجب أن يتوقف الجميع عن نقل الأخبار، هذه مش مهمة الفيسبوكيين، الشغلة مش تسلاية لناس فاضية ومش لاقية شغلة، هذه حرب وكل كلمة لها معنى وتؤثر على معنويات الناس

الاونروا وافقت على فتح مدارسها لاستقبال النازحين من البيوت والابراج المدمرة.

أمريكا تقرر أن من حق اسرائيل أن تدافع عن نفسها في وجه عائلة الطناني التي دفن قصف طائراتها كل أفراد العائلة، الزوج والزوجة وأبنائهم الأربعة، التي تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 7 سنوات.

كذلك من حق اسرائيل أن تدافع عن نفسها في وجه عائلة الرنتيسي الذين سقط بيتهم فوق رؤوسهم في منطقة الجنينة في رفح، فقد قصفتهم إسرائيل وقتلتهم جميعا، بما فيهم الرضيع محمد الرنتيسي إضافة إلى 3 آخرين من نفس الأسرة. هذا أدى إلى ارتفاع إجمالي الضحايا إلى 103 شهداء من بينهم 27 طفلا و 11سيدة و 580 إصابة بجراح مختلفة.

تتوالى الأخبار، عن ثلاث صواريخ أطلقت من لبنان، لم يعرف من أطلقها وهل وصلت هذه الصواريخ إلى أهدافها؟! أخبار الحرب كثيرة وليس من السهل ملاحقتها، لكنها لا تتلاءم مع يوم عيد كان من المفترض أن يكون يوم فرح وبهجة وأكل وشرب.

هذا مساء عيدنا، هذا مساء اليوم الأول لعيدنا، كيف ستكون باقي الأيام بل كيف ستكون ليلتنا الأولى من هذا العيد؟! يستر الله - صامدون خلف هذا الجدار الأخير

ليلة من ليالي غزة زمن الحرب

فلسطين، غزة - 14 مايو 2021

صباح الخير ، استيقظنا بعد ليلة طويلة بشعة، نمت أخيرا من تعب، نمت نوما عميقا لعدة ساعات، لم أسمع الأذان ولم أصل الفجر، ضاعت علينا الصلاة

يا ليلنا الطويل.... أين صبحك؟ جاءت الكهرباء ونحن نائمون وانقطعت ونحن نائمون، كيف سنشحن الجوال؟!

حرب ليس ككل الحروب السابقة، ليلة واحدة شهدت ما شهدناه طيلة 54 يوما في عدوان 2014لقد توحش جيش الاحتلال، 160 طائرة أطلقت 450 صاروخاً على 150 هدفاً في غزة خلال 40 دقيقة، هذا ما صرح به جيشهم ليلة أمس، هذا إضافة إلى قصف المدافع والدبابات والزوارق.

ليلة رهيبة، حجم القصف والقذائف لايمكن تخيله، لقد تم ترويع الكبار والاطفال، طفلتي بنت الـ 10 سنوات رمت نفسها في حضني وهي تصرخ: ماما لا أريد أن أموت، هذا ما كتبه أحد الأصدقاء من غزة؟!

لقد ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 109 شهداء من بينهم 28 طفلا و15 امرأة و621 جريحا.

لقد كتب لنا عمر جديد، لقد شاهدنا الموت باعيننا من هول القصف الذي أحاط بنا من كل جانب، الحمدلله أن انقذنا الله هذه الليلة، بس مش عارفين شو مستنينا، كتب صديق اخر؟!

لقد انهالت علينا الصواريخ من كل صوب ونوع، من الأرض والسماء والبحر، صواريخ وقذائف مدفعية وغازات، يقول أحد سكان الشمال، عندما يحل الصباح أعتقد أن معالم منطقة سكناي ستكون متغيرة!

الأوضاع الصحية سيئة داخل قطاع غزة، هذا واضح وليس بحاجة إلى شهادة الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر. الإمكانيات ضعيفة، كيف سيواجه قطاع الصحة حربين، حرب الكورونا وحرب الاحتلال؟

هل كانت هناك محاولة للبدء بمعركة برية، أم هي مناورة لجس النبض، أم إشاعة تم تناقلها ترافقت مع الخوف نتيجة حجم هذا القصف الرهيب؟

الأدعية والحسبنة والحمد والنصيحة بترديد دعاء التحصين، رددوا هذا الدعاء، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم، هذا واحد ققط من الأدعية التي ملأت الفيس بوك، اللَّهُمَّ إن المُصاب جلل والكربُ عظيم ...اللهم لطفك بغزة وأهلها. يا نار كوني برداً و سلاماً على غزة، أدعية كثيرة نصح بها الفيسبوكيون؟

يا وحدنا، أين العرب، أين حزب الله، أين إيران، أين تركيا، أين اردوغان، أين الضفة، أين العالم، لن نسامحهم، لن نسآمح أي شخص ڪآن قآدرًا على أن ينصرنآ وتخآذل عن نُصرتنآ . . ونحنُ خصومه أمآم اللّٰه يوم آلقيآمة . . هذا الخطاب ليس بجديد، لقد تعود عليه الفلسطيني في مواجهة كل أزماته؟!

لكن الفلسطيني أيضا مصمم على الصمود، لن نخسر سوى القيد و الخيمة .. لن نركع .. كرمالك يا أقصى بنموت، مع المبالغة بقدراته على تحقيق اهدافه، نحن قاب قوسين أو أدنى من النصر، هذه المعركة لن تنتهي إلا بالتحرير، وهذا ما دفع الكثيرين لتقديم الشروط اللازم أن تتبعها المقاومة في حال قبلت بوقف القتال، الشروط لا تقتصر على الأقصى وغزة والضفة بل تتعداها الى التحرير والدولة الواحدة والمطالبة بضرورة حماية أهل الـ48 وتحريرهم.

من الواضح أن محاولات الوفد المصري مع إسرائيل لوقف العدوان قد باءت بالفشل، لذا دفعت مصر بعربات الإسعاف إلى معبر رفح وفتحت مستشفيات العريش أمام الجرحى من غزة، تحسبا أو توقعا أن يكون هناك تصعيد قادم، قد يكون على صورة حرب برية.

من يوقف هذا الحقد الأسود، من يوقف هذا العدوان، من ينهي هذا الليل، كل هذا الليل لي، تصرخ غزة، ولا مجيب؟صامدون

الليلة الرابعة زمن الحرب 

14 مايو 2021

الليلة حصة القرارة، منذ عصر اليوم تواصل المدفعية قصفها المنطقة الشرقية من خانيونس، قصف مستمر لكنه متقطع، يتخلله قصف طائرات الـ F16 وصوت قصف الزوارق البحرية وإطلاق صواريخ فلسطينيةتم قصف عدد من البيوت الآمنة في خانيونس، 4 بيوت

أخبار الهدنة ووقف القتال تسيطر على التحليلات الإخبارية وعلى تحليلات الناس، هناك ألف تحليل وألف فتوى وألف خبر، باختصار الكل يرغب أن تنتهي هذه الغمة، لكن كل بطريقته.

موقف مصر أيضا وقرارها، كما يقول الفيسبوكيون، بدخول سيارات الإسعاف الفلسطينية وهي تحمل الجرحى الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية، والتهديد بعدم التعرض لها واعتبارها سيارات عسكرية مصرية، هذا الخبر كان محل نقاشات وتحليلات كثيرة؟!

خبر آخر من مصر، خطبة الجمعة في الجامع الأزهر وقول الخطيب "ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة" ووصف المحتل ب "شذاذ الأرض" و دعى لتشكيل قوة ردع اسلامية. كما طالب القيادات العربية بالخروج عن صمتهم. قد تشير إلى أن الخطبة ذات طابع سياسي وقد تحمل بعض المؤشرات....

حرض نتنياهو مدراء توك توك وفيس بوك واجتمع معهم عبر الزوم وحثهم على محاربة الفيديوهات والصور الفلسطينية التي وصفها بأنها تحرض على العنف .. !! هذا يشير إلى أهمية هذه الساحة وأهمية استغلالها بطريقة صحيحة في النضال.

السفير الفلسطيني حسام زملط اتهم شركة الفيس بوك وتويتر و انستغرام بفرض سياسة التعتيم على معاناة الشعب الفلسطيني تحت حجة "مواد مؤذية" harmful content، إضافة إلى ما تقوم به من حذف عدد هائل من المنشورات عن فلسطين، وإغلاق حسابات نشطاء فلسطينيين ومناصرين للقضية الفلسطينية، و في نفس الوقت تترك وسائل التواصل الاجتماعي في إسرائيل تعج بخطاب التحريض والكراهية والعنصرية ضد الفلسطينيين.

مظاهرات شعبية واسعة في الضفة الغربية، في حوالي 250 موقعا وسقوط 10 شهداء، هذا سيكون له تأثير هام على مجرى الأحداث. إضافة الى اجتياز عشرات آلاف الأردنيين والليناتيين والسوريين والفلسطينيين في هذه الدول للحدود، هذا تعبير هام عن رفض هذا العدوان الإسرائيلي وعن التضامن مع غزة والنضال الفلسطيني، اللي عملوه إخواننا الأردنيين بيشرّف أي عربي.... طول عمرنا شعب واحد بدولتين، يكتب أحد النشطاء.

مازالت الأونروا لم تقم بواجباتها الاغاثية تجاه المواطنين المهجرين الذين لجأوا الى مدارسها في غزة .. المهجرون بحاجة إلى اغطية ووجبات غذائية ومواد تنظيف بشكل عاجل.

تواصل سقوط الشهداء 123 شهيدا في غزة، و 10 شهداء في الضفة وشهيد من لبنان.

انتشرت صورة بألف معنى ...لطفلة لم تدرك الوقت لتفرح بالعيد وبدلا من ارتداء ثياب العيد التفت بالكفن...ربنا إذ لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي.... يقول أحد المواطنين.

ليلة سعيدة يلا قصف ولا هدم ولا موت.

صامدون
------------------------------
بقلم: د. رياض عبدالكريم عواد 








اعلان