19 - 04 - 2024

في انتخابات الصحفيين .. حضرت الأجهزة واختلت الإجراءات.. و"احنا تابع ماقبله"

في انتخابات الصحفيين .. حضرت الأجهزة واختلت الإجراءات.. و

كانت البدايات الممهدة لإجراء انتخابات نقابة الصحفيين غير مطمئنة ولا تبشر بامكانية ان تزول دورة نقابية حافلة بالتجاوزات المالية والإدارية.. ولم تكن تتوارى فيها وجوه المنتظرين علي سلم أجهزة الأمن ولا رجالهم الذين يديرون نقابة الرأي والفكر التي كانت قبلة كل المظلومين والباحثين عن العدل.

تحولت النقابة الي مكان طارد للقيمة وطارد  للصحفيين ومنزوع من كل إمكانية للنشاط والفاعلية والتواصل المهني والإنساني، فلا مقاعد ولا قاعات مفتوحة ولا تدريب ولا تعليم وتراكم وعي، واحيط المبني بسقالات وبدعاوي وجيهة لكنها كاذبة، وتحول الي كيان طارد مثله مثل كل كيانات المجتمع المدني في منظومة تدير مصر وفق رؤية تنحدر بالجميع .

تغيرت معالم الجمعية العمومية ايضا فأصبحت في غالبيتها  باحثة عن مكاسب سريعة ورخيصة في ظل أزمة اقتصادية ومهنية تعصف بالصحف وأصبح من المألوف ان نجد صحفيين ليسوا لهم علاقة برسالة المهنة وإنما حملوا بطاقة عضوية ولم يكتبوا  حرفا او كانت الصحافة لهم مثل أي وظيفة  تتطلب الجلوس أمام جهاز كومبيوتر بلا هوية ولا مرجعية.

في ظل هذه الأوضاع جاءت جائحة كورونا بردا وسلاما علي الجالسين فوق مقاعدهم والمدعين بأن مقاومة الوباء تستدعي بقاء الحال خوفا من  الاسوأ منه.

وجاءت ايضا انتخابات التجديد النصفي تحت إدارة لجنة نقابية اعدت العدة لإدارة الانتخابات بطريقة معدة سلفا علي ماشابها من خلل، ولم يكن لديها حرص لا علي سلامة الصحفيين ولا علي إجراء انتخابات سليمة.

قاومت اللجنة ومجلس النقابة إجراء الانتخابات في مكان مفتوح بكل الحجج الكاذبة حتي اخذت المعاناة شهرا كاملا من أجل التوصل الي إجراء الانتخابات في مكان يوفر إمكانية عدم انتقال العدوي و(ربنا يستر)

ثم اخذت المعاناة وقتا في التأكيد علي تفاصيل الإجراءات التي تضمن سلامة العملية الانتخابية، ورفضنا الاستعانة بإشراف علي الانتخابات علي غير صحيح القانون وبما لا يوفر الاطمئنان إلي سلامة الإجراءات وهو الأمر الذي قاومت فيه اللجنة كل إمكانية للعدول عنه وإجراء الانتخابات بإشراف كبار الصحفيين أعضاء الجمعية العمومية وشيوخ المهنة الذين نطمن الي سلامة مواقفهم وموضوعيتهم.

وكان أن أجريت الانتخابات الجمعة الماضي، وأعدت أجهزة الأمن قائمة بأسماء الموالين الذين يعملون صحفيين وعلي رأس مؤسسات ويتولون مقاعد مجالس نيابية ولا يفكرون الا وفق ماتراه الأجهزة ولا يتحركون إلا رهن اشارتها، وتزداد في المقابل حساباتهم البنكية وميزاتهم في مؤسساتهم ومناصب محجوزة للابناء والأحباب فضلا عن حفاوة اجتماعية من جيوش المنافقين الذين ينفضون عنهم عند أول منعطف.  

وكان ماكان يوم الانتخابات، دارت قائمة الأجهزة من يد الي يد ومن واتساب إلي واتساب، واشتغلت المجموعات بإخلاص  وحملت الباصات بالعشرات وجاءت قوات الأجهزة التي حشدت وادارت ووعدت وهددت، وامتدت ساعات تسجيل حضور الجمعية العمومية علي غير صحيح القانون ولا اطمئنان لصحة اكتمالها ..وفتحت اللجان للتصويت وبدأت وامتدت احيانا الي مابعد وقت اغلاقها .. ولم تسلم لجان فرز الأصوات من أمور عدم سلامة الإجراء الذي يهدد سلامة الانتخابات كلها ويضرب مصداقيتها والثقة في نتائجها بالجملة.

فما حدث من فرز أوراق التصويت للنقيب في نفس وقت فرز أصوات التصويت للمجلس وبفوضي غير مسبوقة .. وماحدث من عدم السماح لمندوبي المرشحين بالتواجد داخل اللجان والتمكن مت متابعة الفرز بالرؤية والاستماع .. وماحدث من انفراد لجان فرز الأصوات بالعمل دون وجود مندوبين وليس إبعادهم، كل هذه الأمور تجعل الثقة والاطمئنان لسلامة الإجراءات غير واردة، وتجعل النتيجة لا تستند إلي مصداقية، وتجعل الانتصار مشوبا بالخطأ وبعدم يقين في انتخابات ديمقراطية مريحة  ومفرحة، وتجعل حتي كلمة مبروك للفائزين غير واردة، وكان الوارد الوحيد هو فوز قائمة الأجهزة بعد ان استطاع صحفيان اثنان الافلات والقادم تابع لما قبله او أسوأ ولا (مبروك).
-----------------------------
بقلم: نور الهدي زكي
(المقالات المنشورة تعبر عن وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة عن وجهة نظر الصحيفة)

مقالات اخرى للكاتب

لسنا في رحلة إلى الرئاسة .. يا سادة!





اعلان